مع اقتناع الجمهور الكروى بأن الكرة القدم تقوم على الفوز والخسارة، وأن الخسارة متوقعة مثل الفوز، فإن هذه القواعد لا تمنع من الشعور بالحزن والضيق من هزيمة الفريق المفضل، وكانت آلام خسارة فريقنا الوطنى مضاعفة لأنها اقترنت بفساد وارتباك وفوضى، ناهيك عن اتحلاد كرة يمارس تجارة الشنطة الرياضية ببراعة، ولدى كل من أعضاء الاتحاد قدرة على الردح مقابل التغطية على الفساد والبلطجة، ومن هنا فإن الشعور هذه المرة بمرارة وحزن، بالرغم من توقع حدوث ما حدث، منذ تنظيم كأس العالم الأخير فى روسيا، حيث بدا الفريق ضعيفا مرتبكا ومفككا وخسر دون مجهود غير السعى للخسارة.
ومنذ اللحظة الأولى لكأس أمم أفريقيا، كان مستوى الفريق يتجاوز الضعف إلى الفوضى، وهو أمر ظهر فى مبارتين كان أداء الفريق فيهما ضعيفا ولا يشير إلى فوز، خاصة أمام أوغندا، حيث فاز الفريق «ببركة دعا الوالدين»، ليعود ويظهر بنفس المستوى وأقل أمام جنوب أفريقيا ليخسر، وتنطلق أحزان الجمهور ليس بسبب الخسارة فقط وإنما بسبب الخيبة، وغياب دور اتحاد الكرة الذى يضم رجال مصالح، كل همهم أن يحققوا أرباحا بصرف النظر عن مصالح الفريق.
بعض أعضاء الاتحاد تجار شنطة وليسوا أعضاء منتخبين لمراعاة مصالخ الفرق والرياضة، مجرد تجار فانلات وتذاكر وسماسرة فضائيات يعبثون، وطبعا لا سلطان عليهم ولا سلطة تستطيع محاسبة هؤلاء سوى «الفيفا»، وهو نفسه ليس بعيدا عن تداخلات التلاعب والاتجار فى اللعبة الأكثر شعبية، فقد تحولت إلى نوع من البزنيس يكاد يقترب من تجارة السلاح، وبالتالى فالفساد حول هذه اللعبة يصل إلى مراحل غير مسبوقة، وبالتالى فإن وجود فساد منتشر يجعل من الصعب محاسبة الفاسدين، لأنهم يحتمون فى منظومة لا تخلو من فساد وتلاعب وتقاطع مصالح يجعل الرشاوى والتلاعبات جزءا من منظومة اللعبة فى العالم كله، وهو فساد يتم بأغطية ديموقراطية وانتخابية تتم بالأساس بناء على علاقات وتربيطات تشكك فى أصالتها.
وبالعودة إلى الخروج من كأس أفريقيا، وكل من تابع أداء اتحاد الكرة والفريق فى كأس العالم الأخير فى روسيا، يعرف أننا أمام فريق لا يمكنه اللعب فى مسابقات محلية.
ولو كان لدى أعضاء هذا الاتحاد أى نوع من المسؤولية لاستقالوا من وقتها، لكنهم استمروا فى السعى لتحقيق مصالحهم، وأى مواطن عادى وليس مشجعا عميقا يعرف أن أداء الفريق فى كأس أفريقيا متوقع وطبيعى ولا يمثل مفاجآت، ومع هذا كان هناك رهان على القضاء والقدر والمصادفات التى جعلت الفريق يستمر حتى دور الـ16، بينما هو لايستحق أى دور.
واتحاد الكرة المستقيل يمارس الفشل والفساد بنجاح منقطع الجماهير، ولهذا رفض الأعضاء الفاشلون والمتورطون وتجار الفانلات والتذاكر الاستقالة بعد كأس العالم، وظهروا فى مؤتمرات صحفية فى صورة أعضاء مافيا لايهمهم هزيمة أو روح رياضية، لكنهم لم يفعلوا بعد كأس العالم واستمروا فى مواقعهم، حتى ظهرت الخسارة المهينة فى كأس الأمم الأفريقية، حيث لم يكن الأمر فى النتائج المخزية وإنما فى توقع الفشل بناء على الفشل، ومع هذا راهن البعض على فوز بالمصادفات وليس باللعب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة