تقوم تركيا بمحاولات فى بعض مدن الشمال السورى لتغيير هوية المنطقة عبر تعليم اللغة التركية وإلغاء المناهج العربية، والدفع بمعلمين وأطباء أتراك إلى الشمال السورى لنقل الفكر والمنهج التركى إلى أبناء تلك المنطقة، وذلك وسط صمت عربى ودولى تجاه التدخلات التركية السافرة فى الشأن الداخلى السورى.
ولا تتوانى تركيا فى ممارسة أبشع الطرق لبسط سيطرتها على عدد من المدن السورية، ومحاولة "تتريك" بعض مدن الشمال السورى التى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
واستمرارا للسلوك التركى فى سرقة ونهب وتدمير مقدرات وثروات الشعوب خاصة الموروث الحضارى، دعت السلطات السورية المجتمع الدولى لوضع لحد ما تقوم به القوات التركية ضد المواقع الآثرية فى عفرين وريف حلب، والتى تتعرض لتدمير ممنهج وسرقة ونهب لآثار سوريا.
فيما ناشدت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية المنظمات الدولية التدخل لحماية التراث الثقافي السوري ووضع حد للعدوان الجائر من قبل تركيا على المواقع الأثرية، مشيرة إلى قيام قوات تركية مدعومة بمرتزقة من المجموعات الإرهابية بتجريف التلال الأثرية الواقعة فى سهل عفرين بواسطة الجرافات للتنقيب عن الكنوز التي تختزنها هذه التلال والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ما يؤدي إلى دمار الطبقات الأثرية وتحطيم صفحات مضيئة من تاريخ وحضارة الشعب السورى.
ولفت البيان إلى أن الصور التي وصلت من المنطقة تظهر العثور على تماثيل ومنحوتات نادرة تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وإلى العصر الرومانى، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات تجرى فى معظم مواقع عفرين الأثرية المسجلة على قائمة التراث الوطنى، ومن بينها تل برج عبدالو، تل عين دارة، تل جنديرس، وموقع النبي هورى.
وأكد مدير عام الآثار والمتاحف السورية الدكتور محمود حمود، أن المديرية تتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافى لاطلاعها على الجرائم التى تقترف بحق التراث الوطنى السورى، مطالبة إياها باتخاذ مواقف قوية لحماية ما تبقى من المواقع الأثرية فى شمال سوريا.
وتعرض موقع "معبد عين دارة" لقصف الطيران التركى ما أدى إلى تدمير الكثير من منحوتاته البازلتية نادرة الوجود.
التدخلات التركية فى الشأن الداخلى السورى تنوعت ما بين السياسى والعسكرى والإعلامي، بينما فتحت أنقرة أبوابها لعناصر الجماعات الإرهابية للانتقال من الأراضى التركية إلى سوريا والعكس.
ونفذت تركيا عمليات استخبارية دقيقة داخل الأراضى السورية كان أبرزها عملية نقل رفات سليمان شاه عام 2015، جدّ مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن أرطغرول، بيسر ونجاح وهو ما أثار عديد التساؤلات والشكوك، حول الطرف الثالث الذي ساعد الأتراك في تنفيذ المخطّط .
وحازت العملية التركية لنقل رفات سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، من سوريا على اهتمام كبير وواسع، وسط قراءات متعدّدة عن أبعادها وخلفياتها وشكوك كثيرة حول مقاصدها، خاصة وأن الجنود الأتراك الذين يحرسون الضريح حوصروا لأكثر من ثمانية أشهر من قبل تنظيم داعش الذي يفرض نفوذه على مدينة الرقّة.
ونقل رفات سليمان شاه، لأول مرّة، سنة 1973، حين كانت مياه سد الفرات ستغمر الضريح. وبعد مفاوضات تركية سورية، تقرر نقل الضريح إلى منطقة مسيجة قرب قرية “قره كوزاك” على بعد 25 كلم من تركيا مساحتها 8.797 متر² داخل محافظة حلب، وتغيرت عدة مشاهد على امتداد التاريخ الفاصل بين عملية نقل الرفات السلمية التى حدثت عام 1973، وبين العملية العسكرية الضخمة، التي تمّت عام 2015.
كان رئيس الوزراء التركى السابق أحمد داود أوغلو قد كشف فى عام 2015 عن قيام قوات تركية مكونة من 39 دبابة، و57 عربة مدرعة، و100 آلية، و572 جنديا، لإنقاذ سليمان شاه والجنود الأتراك الذين يحمونه.
وأوضح أوغلو أن قوة تركية أخرى مصحوبة بالدبابات دخلت فى نفس الوقت إلى محيط قرية آشمة فى سوريا، وسيطرت على قطعة أرض بالمنطقة، ورفعت العلم التركي عليها لنقل رفات سليمان شاه إليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة