يبدو أن قطر لم تجد سبيلا لمواجهة الانتقادات الأمريكية لسياستها سوى استخدام نفس الوسيلة التى تزعزع بها استقرار المنطقة، وهى الأموال، فمثلما استخدمت الإمارة الخليجية الصغيرة أموالها لتمويل الإرهاب ودعم الجماعات المتطرفة التى تهدد دول الشرق الأوسط، استخدمته أيضا فى محاولة لشراء الرضا الأمريكى هذه المرة بتوقيع صفقات عسكرية باهظة الثمن إلى جانب تحمل نفقات القاعدة العسكرية الأمريكية فى العديد "بأموالهم" مثلما قال الرئيس دونالد ترامب.
فخلال استقباله لأمير قطر فى البيت الأبيض، الثلاثاء، قال ترامب إن 8 مليارات ستدفع قطر أغلبها لتستضيف قاعدة العديد المزيد من العسكريين الأمريكيين"، وتابع: "أشكر الله أنها كانت غالبا أموالكم وليست أموالنا وأفضل أن تكون كلها من أموالكم وليس من أموالنا".
ولم تقتصر محاولات قطر الحثيثة لشراء رضا البيت الأبيض عنها بأموال الصفقات العسكرية وتحمل تكلفة قاعدة العديد، فقد رصد موقع "ذا دايلى بيست" الأمريكى ما وصفه بخطة الدوحة التى تتكلف ملايين الدولارات من أجل استعادة أصدقائها فى واشنطن، وذلك بعد عامين من الموقف الصارم الذى تبناه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إزاء الإمارة بسبب دعمها للجماعات الإرهابية.
وقال الموقع فى تقرير الإثنين الماضى إن ممثلى قطر أمضوا أسابيع فى واشنطن ونيويورك يمهدون لزيارة تميم للعاصمة الأمريكية المتوقعة غدا، الثلاثاء.
ولفت التقرير إلى قطر قامت، خلال الأشهر الستة الأخيرة تحديدان بنشر مسئولين فى العالم كجزء من حملة دعائية من أجل تشكيل صورة جديدة ترمز على تأكيد ما تقول إنه قوتها الاقتصادية وقيمتها من الناحية الإستراتجية جغرافيا، حسبما قال مسئولان أمريكيان وثلاثة أفراد على صلة بجهود قطر. ومنذ بداية عام 2017، أنفقت قطر 24 مليون دولار على الأقل على جهود اللوبى فى الولايات المتحدة، بحسب ما ذكر مركز السياسيات الاستجابية.
ونقل "دايلى بيست" عن حسين عبيش، الباحث بمركز دول الخليج العربى فى واشنطن قوله إن قطر تظل معزولة تماما فى منطقة الخليج العربى حتى الآن. وقد وجدوا مجموعة من الحلول العملية التى تستطيع البلاد أن تتحملها مع بعض التكاليف. لكن إلى أن يتغير شىء أكبر، مثل حدوث الصراع مع إيران أو اضطرابات إقليمية أخرى، أو أن تكون هناك سياسة أمريكية جديدة، ستستمر العزلة.
وقد انتبهت بعض الدوائر البحثية فى واشنطن إلى الألاعيب القطرية، ودعا بعضها إلى ضرورة الوقوف أمام محاولات القطر غسل صورتها بالمال.
فقبل استقبال ترامب لتميم، نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية تقرير ذكرت فيه أن قطر أنفقت عشرات الملايين من الدولار على شركات اللوبى فى واشنطن، لكنها أنفقت أيضا المزيد على الهدايا المخصصة لكبرى الجامعات الأمريكية، وبلغت إجمالى التبرعات أكثر من 1.4 مليار دولار موجهة لجامعة جورج تاون وتكساس A&M وجامعة فرجينيا كومونولث وميتشيجان ونورث ويست وأخريات.
والمشكلة وفقا لخطاب من وزارة التعليم الأمريكيةن التى بدأت التحقيق فى الأمرن هو أن تقارير الإفصاح التى قدمتها جامعتى جورج تاون وتكساس A&M م تذكر بشكل كامل الهدايا القطرية، رغم أن القانون يتطلب ذكر التبرعات الخارجية التى تزيد عن 250 ألف دولار.
وطالب التقرير الأمريكى ترامب بضرورة أن يبلغ أمير قطر بأن أمريكا ترحب باستثمارات حقيقية فى نظامها التعليمى، وليس محاولة لشراء النفوذ.
وفى نفس السياق، دعا ثلاثة من الزعماء المحافظين ترامب إلى مواجهة تميم بشأن دعم بلاده للإرهاب وانتهاكها لاتفاق التجارة بين البلدين.
وقال الموقعون على الخطاب، وهم كينيث بلاكويل، سفير أمريكا السابق لدى مفوضية حقوق الإنسان الأممية، وجينى بيث مارتن، رئيس حركة وطنيو حزب الشاى، وريك ماننج، رئيس جماعة أمريكيون من أجل حكومة محدودة، إن قطر تحاول تصوير نفسها على أنها حليقة لأمريكا لكن تشارك فى العديد من الأنشطة المقلقة مثل تمويل المنظمات الإرهابية ومن بينها حماس والإخوان التى شاركت فى العنف والاضطهاد ضد المسيحيين فى مصر وتدعم الإرهاب العالمى.
وأشار الخطاب إلى أن دولة تدعم مثل هذا النوع من المنظمات الإرهابية لا يمكن أن تعتبر نفسها حليفة لأمريكا ويجب أن يتم توصيل رسالة لها بكل حزم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة