كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستور بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية مساء الثلاثاء، بإعلانه أن الأمير تميم بن حمد آل ثانى هو من تكفل بتوسيع قاعدة العديد القطرية وأنفق 8 مليار دولار من أموال القطريين عليها.
وقال ترامب: " تميم ساعدنا في بناء وتوسيع المنشأة العسكرية قاعدة العديد والمطار العسكري الذي مولته قطر"، إعلان الإدارة الأمريكية سلط الضوء على الاستياء الشعبى من تبديد أموال القطريين على علاقات مشبوهة وسلوك الإمارة الداعم للإرهاب.
والعام الماضى اتفقتا الولايات المتحدة وقطر خلال الجولة الثانية من "مؤتمر الحوار الاستراتيجي" التي انعقدت في بداية العام 2019 على قيام قطر بتوسيع قاعدة "العديد" التي تضم 11 ألف جندي أمريكي، لكن وقتها تفاصيل الصفقة لم تكن معلنة حيث كان هناك تعتيم كامل داخل قطر، تزامن ذلك مع استياء شعبى داخلى، ورفض النظام القطرى حلحلة الأزمة العربية التى بدأت يونيو 2017.
وأشار مراقبون إلى أن خطوة تطوير القاعدة السنوات الماضية جائت على خلفية نصائح قدمها خبراء السياسة الخارجية الأمريكية لواشنطن بضرورة نقل القاعدة من قطر بسبب سياستها المعادية للمصالح الأمريكية، ففى شهادة له أمام الكونجرس قال نائب رئيس مجلس الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر أن على الولايات المتحدة أن تدرس بدائل لقاعدة العديد، وتساءل كيف يمكن أن تستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط رغم دعمها للتنظيمات الإرهابية.
ومع تصعيد الولايات المتحدة لهجتها تجاه قطر على خلفية دعم الارهاب فى المنطقة، حاول الأمير تميم التودد للرئيس دونالد ترامب، عبر تمويل خطة توسيع وتطوير قاعدة العديد الأمريكية الموجودة بقطر، ودفع مليارات من أموال القطريين الأمر الذى تسبب فى رفع الاستياء الشعبى تجاه الأسرة المالكة.
دوافع أخرى، دفعت تميم، لتبديد أموال القطريين، ففى الوقت الذى كانت تواجه فيه قطر مقاطعة عربية منذ أكثر من عام بسبب دعمها للإرهاب وتمويلها لجماعاته، وتبنت الإدارة الأمريكية مواقف متشددة، وطالب الإمارة بالتوقف عن تمويل الإرهاب، سعت الدوحة لتحسين صورتها وأنفقت ملايين الدولارات على شركات اللوبى ذات تأثير واسع فى واشنطن وتقربت من أعضاء للكونجرس من محاولة لدفعهم لتبنى موقفها.
واستكمالا لخطة التودد القطرية وإرضاء الولايات المتحدة، أعلن ترامب أمس خلال زيارة الأمير القطرى لواشنطن، عن صفقة بين قطر وشركة بوينج.
وقال: "ستشتري قطر كمية كبيرة من الطائرات التجارية التي تصنعها "بوينج"، وسنوقع اليوم وثيقة الإتفاق".
تاريخ قاعدة العديد
قاعدة العديد الأمريكية تم تأسيسها فى قطر عام 2005 حينما كانت الولايات المتحدة تبحث عن قاعدة بديلة في المنطقة بعد أن طلب منهم السعودية مغادرة المملكة إثر هجمات11 سبتمبر 2011، وتماشيا مع السياسيات القطرية التى تشذ دوما عن المنظومة الخليجية احتضنت الدوحة القاعدة الأمريكية من أجل توفير لها الحماية من أعمال عدائية قد يقدم عليها خصومها في المنطقة.
ووصلت تكلفة إنشائها إلى مليار دولار، تحملت أمريكا نسبة 60%، بينما تحملت قطر 400 مليون دولار من تكلفة الإنشاء، ما دفع المراقبين بوصف قطر بالـ"مستعمرة الأمريكية"، والعديد ليست الأولى فيوجد في هذا البلد أيضا قاعدة أمريكية أخرى هي "السيلية" التي تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية مقرا للتحضير للعمليات العسكرية.
وتوصف العديد بالقاعدة العسكرية الجوية، ويتمركز فيها أفراد من القوات المسلحة الأمريكية، غالبيتهم من سلاح الجو، وتقع على بعد أكثر من 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، وتعرف أيضا باسم مطار أبو نخلة.
لكن تاريخ إقامة قواعد عسكرية أمريكة على الأراضى القطرية قديم ففى عام 2000 وضعت قطر العديد تحت تصرف الولايات المتحدة من دون توقيع أي اتفاق في حينه، أدارتها القوات المسلحة الأمريكية عام 2001، وفي ديسمبر 2002 وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقا يعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الأمريكي فى قطر، وفي أبريل 2003 انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية إلى العديد بشكل رسمى.
وينتشر أكثر من 11 آلاف عسكرى أمريكى في قاعدة العديد، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكل من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية.
وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة