تواصلت ردود الأفعال القطرية والعربية الغاضبة على الزيارة التى أجراها أمير قطر تميم بن حمد، للولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية، وإعلانه إنفاق 8 مليارات دولارات لتوسيع قاعدة العديد الأمريكية، بجانب زيادة الاستثمارات القطرية فى تركيا، وهو ما اعتبره البعض بمثابة بيع من تميم لحليفه أردوغان أمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
فى هذا السياق شن جابر الكحلة المرى، الناشط الحقوقى القطرى، هجوما عنيفا على تميم بن حمد، أمير قطر، متهمه بإهانة كرامة الدولة القطرية.
وقال الناشط الحقوقى القطرى، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر": لقد فرط تميم فى كرامة قطر والقطريين أمام العالم أثناء لقاء ترامب، والكرامة هى الرفعة وعزة النفس والكبرياء، وهى الابتعاد عن كل ما يكسر النفس ويهينها، وتقديرها واحترامها أمام الآخرين، كما تابع جابر المرى: يجب عدم التقليل من شأن الكرامة فهى أغلى ما يمتلكه الإنسان.
فيما فضح الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى ابن عم تميم بن حمد، أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة، القوانين التعسفية التى يتبعها تنظيم الحمدين ضد الشعب القطرى.
وقال ابن عم تميم بن حمد، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إنه لا يوجد قانون فى العالم يمنعك من رؤية ابنك، إلا أنه عندما يصل الأمر عند عصابة الدوحة فإن الإنسانية التى يدعونها أبعد عنهم من الشمس.
وتابع أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة: "هؤلاء المجرمين لا يفرقون بين طفل وامرأة ورجل، يتعاملون بمنطق قطاع الطرق والعصابات"
بدوره أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن الاستثمارات التى أعلنت عنها قطر خلال زيارة تميم للولايات المتحدة الأمريكية، ستثير غضب حليفه رجب طيب أردوغان.
ونقلت صحيفة "سبق" السعودى"، عن خالد الزعتر تأكيده أن المليارات القطرية التى أعلنت الدوحة استثمارها فى واشنطن سوف تثير غضب الحليف التركي الغارق في أزماته الاقتصادية المتصاعدة، بينما كان يعول أردوغان على دور قطري في تخفيف الأزمة الاقتصادية التركية نجد أن الاستثمارات القطرية وبخاصة في بورصة إسطنبول بدأت في الانخفاض.
وأضاف المحلل السعودى، أن مقدار أموال القطريين المسحوبة من تركيا بلغ 4.6 مليار ليرة تركية، وهو ما يؤكد أن النظام القطري بدلاً من الوفاء بتعهداته السابقة التي قدمها لأردوغان بزيادة استثماراته لما يقارب الـ15 مليار دولار ما بعد انهيار العملة التركية، لم يسعى للتنصل من تعهداته فقط، وإنما سعى إلى تخفيض استثماراته من تركيا.
كما أكد موقع "قطريليكس"، التابع للمعارضة القطرية، أن هناك شواهد كثيرة أثبتت أن دويلة الحمدين لا تعترف بصديق أو اتفاق إلا مصالحها فقط، ففى الوقت الذى خرجت العديد من التصريحات أن الملف الإيرانى سيكون حاضرا بقوة خلال زيارة تميم إلى واشنطن، كذب تقرير لإذاعة أمريكا هذه التصريحات.
وأضاف الموقع التابع للمعارضة القطرية، أن التقرير أكد أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى استغل زيارته لواشنطن هذا الأسبوع لإبراز العلاقات الاقتصادية والدفاعية المتنامية بين بلاده والولايات المتحدة، لكنه لم يقل شيئا عن محاولته التوسط فى التوترات بين الولايات المتحدة وحليفته الإرهابية إيران.
وأوضح موقع "قطريليكس"، أن إذاعة صوت أمريكا قدمت تحليلات تناولت عقبات متعددة يواجهها آل ثانى فى أى جهد للتوسط، من بينها عدم حيادية قطر وعدم اهتمام إدارة الرئيس ترامب بأى وساطة أجنبية فى الوقت الحالي، بالإضافة إلى العناد الإيرانى فى هذا المجال، حيث جاء ذلك التقرير مكذبا لما تناقلته وسائل إعلام قطرية، فى مقابلة مع ماجد الأنصاري، مسؤول سابق فى وزارة الخارجية القطرية، والذى قال إن الدوحة "تعمل بجد من أجل التوسط بين الولايات المتحدة وإيران".