الرقص على البارود فى الخليج.. بريطانيا تفرج عن طاقم ناقلة نفط إيرانية انتهكت عقوبات على سوريا.. تأمين الملاحة يدفع المملكة المتحدة إلى تعزيز انتشارها العسكرى بفرقاطتين.. وترامب يهدد طهران: "احذروا"

أسبوعان من المشاحنات بين إيران والمملكة المتحدة وكأنه رقصا على بارود متناثر فى المضايق البحرية على واقع طبول أمريكية تدق فى الخليج، عقب احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية "جريس 1" في مضيق جبل طارق بتهمة حملها شحنة نفط إلى سوريا في انتهاك للعقوبات الأوروبية المفروضة على دمشق، تبعه بمحاولة إيرانية –وفقا لحكومة بريطانيا- باحتجاز هى الأخرى سفينة لهذا البلد فى مضيق هرمز نهاية الأسبوع الماضى.

بريطاينا قالت أنها لن تصعّد التوتر، وفي الوقت نفسه، حددت حكومة المملكة المتحدة مضيق هرمز على أنه خطر من "الدرجة الثالثة" وباشرت بارسال سفنا حربية، ثانيهما المدمرة البريطانية "إتش إم إس دنكان"التى أعلنت أنها سوف تبحر إلى الخليج خلال الأيام القليلة القادمة للانضمام إلى الفرقاطة "إتش إم إس مونتروز".ووفق مسؤولين، ستقوم السفينة دانكان بـالانتشار في المنطقة لضمان الحفاظ على وجود أمني متواصل، فيما توقف السفينة مونتروز مهمتها لأعمال صيانة مقررة مسبقاً وتغيير أفراد الطاقم.

 

أما طهران كل ما يشغل بالها هو الإفراج الفوري عن ناقلتها لتجنب ما أسمته "لعبة خطيرة"، وبالأمس أفرجت شرطة جبل طارق عن أفراد طاقم ناقلة النفط الإيراني "جريس 1" الـ4 بكفالة دون توجيه اتهامات لهم، وقالت الشرطة في بيان: "تم الإفراج عن أفراد الطاقم الأربعة بكفالة مع شروط"، دون ذكر تفاصيل إضافية، منوهة بأن التحقيقات لا تزال جارية وأن الناقلة لا تزال محتجزة.

إيران لم تكتفى بالافراج عن طاقمها وواصلت الضغط على بريطانيا، ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سيد عباس موسوي بريطانيا للإفراج عن ناقلة النفط الايرانية فوراً.

 

بالنسبة لإيران لم يعد هناك فرق بين بريطانيا شريكة الاتفاق النووى التى ينعتها المتشددون فى الداخل بـ "الثعلب العجوز" " أو الشيطان الأصغر المنفذ لرغبات الشيطان الأكبر وهى الولايات المتحدة التى تضيق الخناق عليها بالعقوبات عقب انسحابها من الاتفاق.

ورغم اعلان الحكومة البريطانية أن قرار احتجاز الناقلة كان قرارا سياديا، لم تكف طهران عن توجيه اتهامات للندن بالانصياع للإملاءات الأمريكية، منابر الجمعة أمس لم يكن لها حديث إلا عن بريطانيا التى عينها على مكتسباتها من الاتفاق النووى (الاقتصادية بالمقام الأول)، وعينا أخرى تغازل ترامب، رجل الدين البارز كاظم صديقي خطيب الجمعة قال إن بريطانيا ستتلقى قريبا "صفعة على الوجه".

 

في غضون ذلك، ساند الرئيس الأمريكى موقف الحكومة البريطانية ووجه تهديد نارى لإيران، وقال ترامب،  ردا على سؤال حول التطورات الأخيرة في منطقة الخليج: "من الأفضل لإيران أن تكون حذرة. إنهم يدخلون أرضا خطيرة جدا".وأضاف الرئيس الأمريكي، موجها نظرته مباشرة في الكاميرا التي كانت تصوره: "يا إيران، إذا كنتم تستمعون لما أقوله الآن، فمن الأفضل لكم توخي الحذر".