كاس الأمم الأفريقية فى مصر تفتح ملف ثقافة العولمة بكرة القدم

السبت، 13 يوليو 2019 10:30 ص
كاس الأمم الأفريقية فى مصر تفتح ملف ثقافة العولمة بكرة القدم كاس الأمم الأفريقية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بقدر ما يتصاعد التشويق مع دخول العرس الكروى الأفريقى على المستطيل الأخضر المصرى دوره نصف النهائى والتنافس لحسم اسم المنتخب الذى سيحمل لقب بطل النسخة الثانية والثلاثين لكأس الأمم الأفريقية، فإن هذه البطولة الكبيرة تفتح مجدداً ملف ثقافة الكرة المعولمة سواء فى أفريقيا أو العالم ككل.

وفيما توالت أنباء وإشارات دالة حول "العيون الخبيرة فى التقاط المواهب الكروية لفرق أندية شهيرة فى العالم"، والتى تتابع بيقظة مباريات العرس الكروى الأفريقى على الملاعب المصرية لاختيار أفضل المواهب لتلك الفرق فإن أفريقيا طرف رئيس فى صناعة كرة القدم المعولمة والتى باتت صناعة كونية عملاقة.

ويظهر العرس الكروى الأفريقى الحالى بأرض الكنانة، والذى يدخل دوره قبل النهائى غدا "الأحد" أهمية عوامل القوة واللياقة البدنية والذهنية، فضلا عن توظيف المهارات الفردية فى سياقات جماعية للفريق الواحد.

والكرة المعولمة حقيقة تفرض نفسها بقوة فى عالم الساحرة المستديرة ومنافساتها العالمية والقارية والمحلية، كما يوضح كتاب صدر بعنوان: "الخلاط" للكاتب الرياضى والقاص مايكل كوكس ويعرض فيه بقلم يجمع مابين حب الأدب والرياضة قصة البريمير ليج على مدى ال25 عاما الأخيرة وتطور تكتيكات وخطط مباريات الدورى الانجليزى الذى يعد الأقوى والأكثر شراسة واثارة على مستوى مسابقات الدورى الممتاز فى العالم.

وتوقف مايكل كوكس فى كتابه عند حقيقة ان الدورى الإنجليزى الممتاز الشهير "بالبريمير ليج" هو نموذج يجسد معنى الكرة المعولمة حيث يضم نخبة من اللاعبين غير الانجليز لكنهم أصحاب دور محورى فى تحديد نتائج هذا الدورى ومن بينهم المصرى محمد صلاح مع أسماء أخرى لنجوم أفارقة كالسنغالى ساديو مانى والجزائرى رياض محرز.

ويرى كوكس أن تكتيكات الكرة الأوروبية تطورت مع التكتيكات المتطورة للبريمير ليج والتى أسهم فيها بقوة الحضور المتصاعد لنخبة من اللاعبين الأفارقة وغيرهم من اللاعبين غير الإنجليز فى الدورى الإنجليزى الممتاز الذى يبدو منذ بداية كل موسم وحتى النهاية وكأنه يركض ركضا ولا يعرف الراحة أو التقاط الأنفاس فهو بالفعل أقرب "للخلاط" فى سرعته وأفاعيله.

وسواء فى أوروبا أو أمريكا أو أفريقيا هناك من "كشافى المواهب" من يلتقط بعض الأطفال والصبية لتفتح لهم أكاديميات الكرة أبوابها حيث يجرى على قدم وساق إعدادهم أو بالأحرى "تصنيعهم ليكونوا نجوما على المستطيل الأخضر".

ومن المثير للتأمل أن الظاهرة تشمل دولا كروية عريقة كهولندا وأخرى تتطلع للتحول لقوة كروية عظمى كأمريكا فضلا عن دول لم يعرف عنها من قبل أبدا أى إنجاز يعتد به فى عالم الساحرة المستديرة كسيراليون ولعلها تطمح لتحقيق إنجازات كروية لافتة مثلما فعل منتخب مدغشقر فى العرس الكروى الأفريقى على المستطيل الأخضر المصرى.

والعرس الكروى الأفريقى الحالى شاهد على مشاركة لاعبين من صغار السن كما يقول اللاعب النيجيرى ويليام أيكونج الذى يشارك لأول مرة فى هذه البطولة الكبيرة وسجل هدف الفوز لمنتخبه الوطنى فى الوقت القاتل بلقاء ربع النهائى مع جنوب أفريقيا فيما ينوه هذا اللاعب الذى لم يصل بعد لسن ال26 عاما بتنظيم مصر لنسخة رائعة من بطولة كأس الأمم الأفريقية ويشيد بالجماهير المصرية.

لكن الكرة المعولمة التى تقترن بحرص بعض الأندية على "تكديس أكبر عدد ممكن من نجوم الساحرة المستديرة" فى فرقها تثير أحيانا تساؤلات وإشكاليات تتعلق بمدى نجاح تلك الأندية فى حقيق التناغم المطلوب بين هؤلاء اللاعبين النجوم كما يتجلى فى ناد كباريس سان جيرمان.

فهذا النادى الفرنسى يقول عنه الناقد جوناثان ويلسون إنه اندفع وراء هاجس "تجميع أكبر قدر ممكن من النجوم بأى ثمن ثم الدفع بهم ليلعبوا باسمه على المستطيل الأخضر دون أن تفكر إدارة هذا النادى فى السؤال المهم الذى يدور حول مدى إمكانية تحقيق التناغم بين هؤلاء اللاعبين أصحاب الأسعار الباهظة ليلعبوا معا بأداء جماعى كفريق واحد".

وإذا كان النجم البرازيلى نيمار قد أشهر "الكارت الأحمر فى وجه نادى باريس سان جيرمان طالبا الرحيل من مكان لا يجد فيه نفسه" فالقصة تومئ لأفكار توغل فى "تسليع كرة القدم وتحويل الساحرة المستديرة لمجرد صفقات وشراء نجوم بأرقام خيالية وتجميعهم كيفما كان بصرف النظر عن مسألة التناغم بين أعضاء الفريق الواحد التى اعتبر المدرب الإيطالى الشهير اريجو ساكى أنها ضرورية لأى فريق فاعل وعظيم فى صناعة كرة القدم".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة