هناك توجهات عديدة نحو ريادة الأعمال والابتكار لتغيير العديد من المفاهيم لدى الطلاب والخريجين بالجامعات، لذلك أنشأت جامعة الإسكندرية مركز التطوير الوظيفى وريادة الأعمال لأول مرة على مستوى الجامعات بأسس ومناهج دولية عام 2016 ليكون انطلاقا للجامعة لتقليل الفجوة بين مستوى الخريجين وسوق العمل ومتطلباته.
التقى "اليوم السابع" بالدكتور محمد بلال المدير التنفيذى لمركز التطوير الوظيفى وريادة الأعمال، ويقول إن المركز تم إنشاؤه بقرار من المجلس الأعلى للجامعات فى يناير 2016 وهو تحت إشراف الدكتور هشام جابر نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون التعليم والطلاب، وهو المركز الأول على مستوى الجامعات لريادة الأعمال وبدايته كانت بالتعاون مع المركز الثقافى البريطانى، ثم بعد ذلك تم تأسيسه بالجامعات الأخرى ولكن جامعة الإسكندرية كانت الانطلاقة.
وأضاف أنه منذ إنشاءه تم تدريب 54 ألف طالب وخريج من 1 يوليو 2018 حتى 30 يونيو 2019 تعاملنا مع 26 ألف طالب وخريج، مؤكداً أن الهدف من انشاءه هو تقليل الفجوة بين التعليم وسوق العمل ، حيث كانت ترى الجامعات أنها تقوم بتخريج طلاب بكفاءه عالية وسوق العمل كان يرى أن الخريجين ليسوا بالمستوى المطلوب، وهنا جاء دور المركز هو تقليل الفجوة بين سوق العمل ليس المحلى فقط بل العالمى ومستوى الخريجين التى لابد أن تتساوى مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.
وأشار إلى أن المركز لديه عدد كبير من البرامج منها ريادة الأعمال ومواكبة سوق العمل حتى 2025، وتعمل البرامج فى ثلاث اتجاهات وهى مهارات الطالب ومعارفه واتجاهاته الإيجابيهة نحو السوق، كما يحرص المركز على أنه من يقوم بالتدريب، هم أصحاب عمل وأصحاب شركات والمركز حريص على جودة المدرب والمحاضر، بالإضافة إلى أساتذة متخصصين فى ريادة الأعمال وجميعها برامج مجانية للطالب والخريج.
وأكد أن المركز يطمح أن للجامعة خريج يحتاج له سوق العمل العالمى قبل المحلى ويكون لديهم رؤية نحو ريادة الأعمال، بالإضافة إلى القطاع المهنى وتمية المهارات المهنية.
أما عن التخصصات الدقيقة فى المجالات، قال أنه يوجد فى كل كلية منسق عن المركز يقوم بتوفير التخصصات الدقيقة فى المجال الطبى أو التربوى، على سبيل المثال وإقامة دورات تدريبية لهذه الفئة منها تخصصات مفتوحة لأى طالب من الكليات مثل التكنولوجيا والـ IT.
كما أكد أن كافة التدريبات اختيارية وسيكون أول منهج إجبارى على الطلاب عن ريادة الأعمال سيطبق على كافة طلاب جامعة الإسكندرية بدءا من سبتمبر 2019 وهو بداية العام الدراسى الجديد ، وذلك لتنمية كهارات الطلاب وزيادة وعيهم حول ريادة الأعمال طبقا للتوجهات الرئاسية، وبذلك ستكون جامعة الإسكندرية هى الأولى على مستوى الجامعات تطبق هذا المنطق على طلابها.
وأشار إلى أن المنهج الذى سيتم تطبيقه تم تجربته لمدة 3 شهور وتم تدريب 850 طالبا على ريادة الأعمال وحاليا فى مرحلة تقديم المشروعات الخاصة بهم لبحث كيفية تمويلها، بالإضافة إلى أن هناك نجاح كبير من فاعليات المركز منها منتدى تكامل الجامعة مع الصناعة، وهو حضره رجال أعمال وأصحاب شركات وشارك فيها 90 طالبا تم تدريبهم على كيفية الحديث والإتيكيت، كما تم تنظيم عدد من الفاعليات والمعسكرات بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات.
وعن دور جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أكد أنه تم توقيع البرتوكول منذ عام وشمل التعاون على تدريب وتوظيف، منها 6 برامج تدريبية فى كل برنامج يشارك فيه حوالى 30 طالبا يتم تدريبهم بكافة المستويات من ورش عمل لايجاد أفكار ثم تحويلها إلى مشروع تنفيذ على أرض الواقع ثم إيجاد مصادر تمويل، وخلال الشهر القادم سيتم تدريب لاعضاء هيئة التدريس لتنمية أفكارهم نحو ريادة الأعمال، بالإضافة الى توفير للطلاب زيارات للشركات والجهاز وتنظيم ندوات تعريفية بدور الجهاز فى الكليات منها كلية التجارة والتربية النوعية وغيرها من الكليات والتى ألقت نجاح كبير.
بالإضافة الى برامج عديدة من خلال الشركاء الآخرين من شركات وبنوك وجمعية رجال الأعمال والغرفة التجارية، وهناك برنامج لدى المركز لسد احتياجات السوق العالمى حتى 2025 وهو البرنامج الرئيسى، بالإضافة الى برامج إدارة المشروعات والتسويق العقارى وتصميم الأزياء والمكياج والاتيكيت وكافة التخصصات.
وبخصوص برامج تدريب الصم وضعاف السمع، قال إن الفكرة تم تنفيذها فى البداية إيمانا من دور المركز لخدمة كافة الطلاب دون تفرقه وسيتم تدريب الطلاب خلال 6 محاضرات وسيتم تقسيمهم الى مجموعات ثم يقومون بعرض هذه المشروعات وتقييمها من قبل لجنة ثم مرحلة التمويل، كما أنهم سيقومون بدراسة التشويق الإلكترونى، لأن من السهل عليهم التعامل تكنولوجيا نظرا لظروفهم الخاصة، وسيتم توفير لهم خبراء لكيفية إرسال الإيميلات والرد عليها والتواصل عن طريق الإنترنت لتسويق المتجات الخاصة بهم.
وقال إن المرحلة القادمة سيكون بها دورات تدريبية للمكفوفين ولكن سيتم التحضير لها مسبقا عن طريقة عرض المحتوى، مؤكدا أن المركز تخرج منه نماذج عديدة ناجحة منها شباب أصبح لديهم عمل خاص منهم من قام بإنشاء مصنع للأكياس البلاستيك، وآخر مزرعة أغنام وفتيات تألقن فى مشروعاتهم الخاصة مثل توريد الزهور الزينة ومصنع ملابس وغيرها من النماذج التى نجحت بفضل مركز التطوير الوظيفى وريادة الأعمال.
كما أن المركز سيقوم بتوفير دورات تدريية لأولياء الأمور عن كيفية تبنى أفكار أبناءهم الطالب الذى لم ينشأ فى بيئة أصحاب أعمال يجد صعوبة فى تحقيق حلمه على العكس من الطالب الذى نشأ فى بيئة أصحاب أعمال ووالده له عمله الخاص وهنا يأتى دور المركز فى توجيه أولياء الأمور لذلك، بالإضافة الى توجيه الطالب لكيفية التوفيق بين دراسته وعمله.