"واثقون بأن الله كتب عليهم العبودية الأبدية عقاباً لهم"، بهذه الكلمات أصدر البابا بولس الرابع قرار الثورى الشهير بإلغاء حقوق الجالية اليهودية فى روما وفرض قيودا دينية واقتصادية عليهم.
وتمر اليوم الذكرى الـ464 على إصدار البابا بولس الرابع قراره المعروف باسم "Cum nimis absurdum" والذى أدان فيه اليهود بقتل المسيح يسوع بن مريم رسميا، حيث قال فى كلمات المرسوم الأولى: "بما أنه من العبث وغير المريح تمامًا أن اليهود، الذين أدانهم الله من خلال خطأهم الخاص إلى العبودية الأبدية"، وفى أعقاب ذلك فر الكثير من اليهود من الولايات الپاپوية.
وألغى المرسوم جميع حقوق الجالية اليهودية وفرض قيودًا دينية واقتصادية على اليهود فى الولايات البابوية، وجدد التشريعات المعادية لليهود وتعرض اليهود لمختلف التدهور والقيود المفروضة على حريتهم الشخصية.
وبناء على المرسوم البابوى، أنشأ الحى اليهودى الرومانى وطلب من يهود روما، الذين كانوا موجودين كمجتمع منذ العصور المسيحية وكان عددهم حوالى 2000 فى ذلك الوقت، أن يعيشوا فيه، وكان الحى اليهودى عبارة عن حى مسور بثلاثة بوابات تم إغلاقها ليلاً.
وبناء على المرسوم أيضا طلب من الذكور اليهود ارتداء قبعة صفراء مدببة، والإناث اليهودى منديل أصفر، وطُلب من اليهود حضور الخطب الكاثوليكية الإجبارية على الشعب اليهودى، كما أخضع المرسوم اليهود لقيود أخرى مختلفة مثل حظر ملكية الممتلكات وممارسة الطب بين المسيحيين، ولم يُسمح لليهود بممارسة الأعمال غير الماهرة إلا كرجال خارقين أو تجار سلبيين أو تجار أسماك.
وقام بولس الرابع، بفرض إنشاء جيتوات أخرى فى معظم المدن الإيطالية، وأوصى خلفه، البابا بيوس الخامس، بالدول المجاورة الأخرى، ولم تعد الولايات البابوية موجودة فى 20 سبتمبر 1870 عندما تم دمجها فى مملكة إيطاليا، لكن الدولة الإيطالية ألغيت رسميًا فى عام 1882 شرط أن يعيش اليهود فى الحى اليهودى.
وبحسب العديد من المراجع، فأن البابا سالف الذكرى والذى ولد باسم جيان بيترو كارافا، وتولى فى سن التاسعة والسبعين البابوية باسم البابا بولس الرابع، كان بكل المقاييس صارمًا ومتشددًا وسلطويًا، فباعتباره الكاردينال، أقنع البابا بولس الثالث بإنشاء محاكم التفتيش الرومانية، على غرار محاكم التفتيش الإسبانية مع نفسه كواحد من المحققين العامين، وتعهد كارافا قائلاً: "حتى لو كان والدى زنديقًا، فسأجمع الحطب لحرقه"، وفى سبتمبر 1553، أشرف الكاردينال كارافا على حرق التلمود فى روما، يربط دويتش وجاكوبز هذا بجزء من رد الفعل على الإصلاح البروتستانتى الذى أدى إلى الرقابة على الكتب التى تعتبر مضرة بالمسيحيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة