انطلق فى القاهرة أمس السبت، اجتماعًا تشاوريًا بين أعضاء مجلس النواب الليبى، وذلك بمشاركة عدد من أعضاء البرلمان الليبى عن مناطق الشرق والغرب والجنوب الليبى، لبحث سبل التعامل مع الأزمة الليبية واستعادة السلم.
ويشارك فى الاجتماع التشاورى ما يقرب من 80 نائبًا فى البرلمان الليبى بينهم نواب ممثلون عن المنطقة الغربية، وذلك فى إطار التحركات التى تقودها اللجنة الوطنية المعنية بليبيا للتشاور مع كافة الأطراف الليبية بما فيها مجلس النواب الذى يمثل الجهة التشريعية الوحيدة المنتخبة فى البلاد.
بدوره أكد عضو مجلس النواب الليبى على السعيدى على دور الداعم للشعب الليبى، لافتًا إلى أن بلاده تعيش مرحلة مفصلية وتعانى فى ظل انتشار التطرف والإرهاب فى ربوع البلاد وتضرر عدد من دول الجوار الليبى وخاصة مصر، مشيرًا إلى أن ليبيا على مشارف مرحلة مفصلية لإعادة البلاد وعودة العلاقات المتميزة مع الجامعة العربية وعدد من الدول الشقيقة.
وأكد النائب على السعيدى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن لمصر دورًا كبيرًا فى مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة، موضحًا أنه لا يمكن إنكار مساعدة مصر لليبيا فى مكافحة الإرهاب والتطرف، لافتًا إلى أن حضور النواب الليبيين إلى القاهرة هدفه الاستماع لنصيحة الأشقاء المصريين الذين لهم دراية كبيرة فى العمل البرلمانى والديمقراطى، مضيفًا "ليبيا لا تزال فى بداية الطريق الديمقراطى وأنا متفائل بالاجتماعات التشاورية للنواب فى القاهرة".
عن الأوضاع فى جنوب ليبيا، أكد تردى الأوضاع المعيشية بسبب سيطرة مليشيات على قرارات ليبيا، بسبب فشل المجلس الرئاسى الليبى فى تحسين الخدمات بليبيا منذ توليه زمام الأمور فى ظل تحكم جماعات إرهابية وخاصة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة التى تسيطر على مقدرات الشعب الليبى.
فيما أكد عضو مجلس النواب الليبى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى، طارق الجروشى، أن الاجتماع التشاورى فى القاهرة مهم للغاية، وذلك لبحث دور مجلس النواب الليبى فى بناء الدولة الحديثة ووضع حد للتدخلات الخارجية.
وأشاد الجروشى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بدور الدولة المصرية الداعم للشعب الليبى وللبرلمان فى ظل الأوضاع الراهنة، منتقدًا التدخلات الخارجية لبعض الدول التى خارج الإقليم فى الشأن الداخلى الليبى.
ويبحث اجتماع أعضاء مجلس النواب الليبى فى القاهرة الوصول لرؤية توافقية لدعم أى عملية سياسية مستقبلية فى ليبيا ودعم عملية مكافحة الإرهاب.
بدوره قال رئيس لجنة الطاقة فى مجلس النواب الليبى النائب عيسى العريبى، إن مصر أحد أبرز الدول فى الإقليم ودورها كبير وحيوى، مشيرًا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى يمكن أن تساهم بشكل كبير فى حل الأزمة الليبية.
وأكد العريبى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أعضاء البرلمان الليبى تلقوا دعوة من اللجنة الوطنية المعنية بليبيا للحضور فى اجتماع تشاورى فى القاهرة، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لحل الأزمة الليبية ودعم تطلعات الشعب الليبى ودورها مقبول ومرحب به فى البلاد.
وأشار عضو مجلس النواب الليبى، إلى أهمية وقوف الدولة المصرية بقوة لدعم الشعب الليبى ومنع التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى الليبى، لافتًا إلى دور مصر فى احتضان أبناء الشعب الليبى وخاصة المهجرين ومعاملتهم معاملة حسنة وطيبة.
وأشار إلى أن أعضاء مجلس النواب الليبى المشاركين فى اجتماع القاهرة سيقومون بزيارة إلى مجلس النواب المصرى وجامعة الدول العربية، وذلك لبحث التعاون المشترك ودعم البرلمان الليبى فى الوقت الراهن الذى تشهد فيه ليبيا تدخلات خارجية سافرة.
وأشار العريبى، إلى حرص أعضاء مجلس النواب على نزع فتيل الأزمة فى البلاد، معربا عن تفاؤله باللقاءات التشاورية التى ستجرى فى القاهرة خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن ليبيا تحتاج دورًا فاعلاً لمجلس النواب باعتباره الجهة التشريعية الوحيدة فى ليبيا.
وأشاد النائب الليبى بالنهضة والطفرة التى تشهدها الدولة المصرية فى كافة المجالات وخاصة فى البنية التحتية، مؤكدًا حاجة ليبيا للدور المصرى سياسيًا واقتصاديًا والمشاركة فى إعادة إعمار المدن المدمرة فى ليبيا، لافتًا إلى أن مصر دوما ملجأ لكافة أبناء الشعب الليبى على مدار التاريخ.
وتوافد أعضاء مجلس النواب الليبى إلى القاهرة للمشاركة فى اجتماع برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا فى إطار الجهود المصرية، لتوحيد رؤى النواب الليبيين تجاه حل سياسى يقوده البرلمان الليبى.
ويمثل أعضاء مجلس النواب الليبى كافة التيارات السياسية داخل ليبيا ويمثلون جغرافياً الشرق والجنوب والغرب الليبى، وسيلتقون على مدار الأسبوع القادم بقيادات سياسية مصرية لبحث كيفية الخروج من الأزمة الحالية، وتحقيق الاستقرار فى ليبيا ودعم مؤسساتها وعلى رأسها البرلمان الليبى.
ويتطلع أبناء الشعب الليبى إلى دور بارز لمجلس النواب فى ظل الأزمة الراهنة التى تعصف بالبلاد، ورغبة الليبيون فى تفعيل دولة المؤسسات فى البلاد وخاصة البرلمان، للبدء فى بناء الدولة المدنية التى ترتكز على مؤسسات قوية قادرة على حماية مقدرات الشعب الليبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة