5 أشهر مرت على وقوع حادث اصطدام القطار برصيف محطة مصر والذى أودى بحياة العشرات، ليظهر المتهمون داخل قفص الاتهام، خلال أولى جلسات محاكمتهم بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، ويكشفون عن المزيد من المفاجآت والتفاصيل المثيرة فى الحادث الأليم، الذى أدى لوفاة 31 مواطنا وإصابة 17 آخرين، نتيجة إهمال هؤلاء المتهمين وإخلالهم الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم، بمخالفة دليل أعمال المناورة، ولائحة سلامة التشغيل الصادرة عن جهة عملهم، وتزوير التوقيع فى دفتر حضور وانصراف عمال وملاحظى المناورة، تم القبض على المتهمين المتسببين بتلك الواقعة.
«اليوم السابع» تنفرد بنشر تحقيقات النيابة العامة مع المتهمين بحادث قطار «محطة مصر»، مدعمة بالمستندات، وتكشف تحقيقات النيابة العامة، مع المتهم الثانى أيمن الشحات عبد العاطى، تفاصيل وقوع الكارثة، ولماذا هرب المتهم الرئيس قبل التصادم معه، موضحا أنه يعمل سائق قطار ديزيل القاهرة بسكك حديد مصر، مستطرداً: «أنا بشتغل من 20 سنة، وكل يوم من الساعة 6 الصبح، لحد الساعة 2 مساء، وباخد فى الشهر 2500 جنيه، وعمرى ما اشتغلت أى وظيفة تانية، وعايش على مرتبى بس».
وأضاف المتهم، «أنا قبل ما بطلع بالجرار، بفحصه كامل زيت وسولار، ولو فى أى حاجة للصيانة، ولو فى أى عيب بفحصه عشان يروح الصيانة، وبالنسبة لاستلام الجرار أنا بوقع كل يوم الصبح فى الدفاتر، وبكده بكون وقعت باستلام الجرار عهدتى»، مؤكدا أن القطار الخاص به كان بحالة جيدة فى يوم الحادث الأليم.
ويواصل المتهم وصف تفاصيل ما حدث يوم الكارثة داخل «محطة مصر»، قائلا: «أنا استلمت الجرار بتاعى وطلعت بيه الساعة 8 ونص الصبح، وكان معايا أيمن أحمد سواق معايا وكان بيساعدنى، ومسعد رشاد ده مسؤول تحديد خط السير وإعداده، ومينفعش أسوق الجرار بدون أى واحد فيهم، لأن مسعد بيبقى معايا لما أبدل عربيات القطار، وهو اللى بيبعتلى التحويلة علشان خط السر بتاعها».
وأضاف المتهم: «يوم الواقعة أنا استلمت الجرار، واتبعت التعليمات ونقلت عربيات لا تصلح على الورشة عشان تخضع للتصليح، وبعد كده اتجهت إلى خط «2» على المحطة، فوجئت وقتها بالجرار اللى كان بيسوقه علاء فتحى بيشاورلى، ومرة واحدة نزل من الجرار، ولقيته فجأة بيجرى على محطة مصر، ساعتها كلمت المراقبين علشان يكلموا برج المراقبة، لأن هيحصل بينا تصادم بس محدش رد، وحصل بينا تصادم والجرار بتاع علاء فتحى كمل لحد الصدادات بتاعة رصيف «6” وانفجر فيه والتنك كله ولع، كلمت مسؤول القطارات علشان أقوله اللى حصل، بعدها جت الشرطة وخدتنى».
وأشار المتهم الثانى إلى أن جرار المتهم الرئيسى علاء فتحى اصطدم به من جهة اليمين، مضيفاً: «ساعتها كنت بسحب عربية مخصصة لنقل الحوالات البريدية، وهو اصطدم بالجرار مش بالعربية اللى كنت بسحبها، وده كسر الأدوات المسئولة عن فرامل العجل، ورفع الجرار من على السكة، أما الجرار بتاع علاء وقع على الأرض من ناحية اليمين وخرج عن القضبان».
وأكد المتهم الثانى بالقضية أمام سراى النيابة، أنه بعد حدوث التصادم مع جرار المتهم الأول، قام على الفور بشد ذراع العاكس، مما أدى لتوقف الجرار الخاص به فى مكانه على الفور، مستطرداً: «علاء هو اللى مسؤول عن سرعة القطار، وإنه يرجعه لورا وكل حاجة فيه»، وتابع: علاء كان قاعد فى الكابينة ناحيتى، وشايف جرار الكابينة بتاعته قدام فى الكابينة الأمامية، ودخل بالجرار بتاعه ناحية اليمين، وكان سايق على سرعة 1 كيلو فى الساعة، وكان رايح على رصيف 2».
وأكد المتهم المسؤولية الكاملة للمتهم الرئيسى علاء فتحى، مستطرداً: «علاء المسئول عن كل حاجة.. مسعد اللى كان راكب معايا القطار، كان بيبقى عنده علم بأن لو فى جرار تانى فى نفس الخط، بيوقفنى لغاية ما الجرار التانى يعدى علشان ميحصلش تصادم بيا».
وسرد المتهم تفاصيل الحديث الذى دار بينه وبين المتهم الرئيسى وقت الحادث، قائلاً: «علاء غير خط سيره وده لأنه شد ذراع العاكس خلاه يرجع للخلف ويصطدم بيا، وقبل الاصطدام ساب الجرار بتاعه ونزل يشتمنى ويقولى إيه اللى طلعك، وكان لوحده مشوفتش حد معاه»، مؤكدا أن عملية التصادم لم تتعد 5 دقائق، مستطرداً: «بصينا لقينا الجرار بتاع علاء ماشى ناحية المحطة، وهو مش فيه، والجرار على أقصى سرعة، كان على السرعة الثامنة من سرعات القطار وهى أقصى سرعة».
وشرح المتهم كيفية حدوث الواقعة: «أنا لما حصل التصادم مع جرار علاء، وهو رجع العاكس، لقيت الجرار بيجيب أقصى سرعة ليه، ويزود سرعته، وتوجه لمحطة مصر واصطدم بصدادات الرصيف فحدث الانفجار»، موضحاً: أنا قلت لعلاء وقتها الحق أنت سايب الجرار مفتوح ولوحده، اجرى وراه علشان رايح المحطة، فهو حاول يجرى ورا الجرار، بس ملحقوش عشان الجرار كان سابقه بكتير، وأنا وقتها روحت بلغت رئيس الحركة بكل اللى حصل».
وواصل المتهم الثانى: السائق «علاء فتحى» هو المتسبب فى اللى حصل، هو اللى شد العاكس وخلى الجرار يرجع على محطة مصر ويولع فيها»، مؤكداً أنه كان لازماً أن يكون هناك مساعد للسائق، ليكون مسؤولاً عن الحركة والتحويلات المختلفة، مستطرداً: «أنا خبطت فى الجرار بتاع علاء علشان جاى على الرصيف وهو جاى غلط، منسقش مع عامل المناورة اللى كان موجود، ولو كان عامل المناورة موجود كان هيمنع التصادم بينا، لأن كان هيوقفنى أو هيوقف الجرار التانى، فهو غلط مشترك بين علاء وعامل المناورة».