تجدد السجال بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وخصومه الديمقراطيين بعدما دعا "عضوات ديمقراطيات فى مجلس النواب، من أصول أجنبية، إلى "العودة من حيث أتين"، مما أدى إلى إثارة الجدل، وخاصة بين المسئولين الديمقراطيين الذين وصفوه ب"العنصري" وببث الكراهية ضد الأجانب.
وأعتبرت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكى يذكى نيران العنصرية من خلال تعليقاته مشيرة إلى انه لا يوجد رئيس فى العصر الحديث أدلى بمثل هذه الدعوات التى تسعى لجذب الأمريكيين البيض، كما يفعل ترامب. لافتة إلى أن تغريدة ترامب التى استهدفت النائبات الأربعة ألكسندرا اوكاسيو وإيانا بريسلى ورشيدة طليب وإلهان عمر، المعروفون بعدائهم له، جاءت فى اليوم نفسه الذى بدأت فيها السلطات الأمريكية شن حملات ضد المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بالداخل.
عندما يتعلق الأمر بالعرق، تقول الصحيفة إن ترامب يلعب بالنار. ففى حين كان الآخرون الذين دخلوا البيت الأبيض يقتربون أحيانا من هذا الخط لإثارة استياء الأمريكيين البيض من خلال نداءات خفية، لكن لم يشعل أى منهم فى العصر الحديث النيران بشكل علنى، وبلا هوادة وحتى بشغف كما يفعل الرئيس الحالى.
وأشار ترامب فى تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر" إلى "عضوات كونجرس ديمقراطيات تقدميات"، ولم يشير إلى أيا منهن بأسمه لكنه قال: "إنهن أتين فى الأصل من بلدان ذات حكومات كارثية بالمطلق هى الأسوأ والأكثر فسادا وعدم كفاءة فى العالم". وأضاف أنهن "يخبرن شعب الولايات المتحدة، أعظم وأقوى أمة على الأرض، كيف يجب أن ندير حكومتنا"، واستطرد متسائلا: "لماذا لا يعدن ويساعدن فى إصلاح الأماكن الفاشلة التى أتين منها حيث تتفشى الجريمة؟".
وواصل تغريداته بالقول: "هذه المناطق بحاجة فعلا لمساعدتكن عليكن الذهاب بسرعة إلى هناك. إنى واثق من ان نانسي بيلوسى ستكون مسرورة جدا للحصول على رحلات مجانية". ولاحقا أكد ترامب فى تغريدة أخرى أن الأشخاص الذين يستهدفهم "يكرهون إسرائيل بقوة" ملمحا إلى الهان عمر ورشيدة طليب اللتين كانتا مؤخرا محل جدل بسبب تصريحات حول اليهود الأمريكيين وكذلك إسرائيل.
وسرعان ما ردت رئيسة مجلس النواب وزعيمة الأغلبية الديمقراطية، نانسى بيلوسى، على ترامب بتغريدة وكتبت "أرفض تعليقات دونالد ترامب التى تنم عن كراهية للأجانب والرامية إلى تقسيم بلادنا" منددة بتصريحاته التى اعتبرتها "تهجما". وبحسب الوكالة الفرنسية أعلن الديمقراطى بن راي لوجان أحد كبار المسؤولين من أصول اسبانية فى الكونجرس "انها تغريدة عنصرية". وأضاف "يتحدث (الرئيس) عن مواطنات أميركيات انتخبن من قبل الناخبين الأميركيين".
وأعتبر الكثيرون ترامب بأنه جاهل إذ أن ثلاثة من النائبات الأربعة هن مولودات داخل الولايات المتحدة، وكورتيز المولودة فى نيويورك هى من جزيرة بورتو ريكو التى تعد أراض أمريكية. وغردت كورتيز "سيدي الرئيس البلد الذى أتيت منه هو الولايات المتحدة". وأضافت "بصفتنا أعضاء فى الكونجرس، البلد الوحيد الذى أقسمنا اليمين لخدمته هو الولايات المتحدة".
وطليب وبريسلى أيضا مولودات فى الولايات المتحدة، غير أن عمر جاءت إلى الولايات المتحدة كلاجئة من الصومال عندما كانت صغيرة. وكتبت أيانا بريسلي على تويتر "هذه هي العنصرية. الديموقراطية تشبهنا". فيما قالت طليب أول أمريكية من أصل فلسطينى تدخل الكونجرس "أسعى لمكافحة الفساد فى بلادنا" متهمة ترامب بالتعرض بطريقة "مهينة" للمهاجرين، كما جددت دعوتها لعزل الرئيس الأمريكى.
وانتقد طامحون لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية ترامب. وغرد نائب الرئيس السابق جو بايدن "لا مكان للعنصرية وكره الأجانب فى أمريكا". ودانت العضو في مجلس الشيوخ اليزابيث وورن "الهجوم العنصرى الذى ينم عن كره الأجانب" وكذلك كمالا هاريس بالقول "فلنسم الهجوم العنصرى للرئيس باسمه أى أنه معاد لأمريكا".
وهذه ليست المرة الأولى التى يدلى فيها الرئيس بتصريحات مثيرة للجدل فى هذا المجال، إذ وصف مطلع العام 2018 دولا إفريقية بأنها "قذرة". كما يصف بانتظام الهجرة غير القانونية بأنها "غزو".