يعد مولد السلطان الفرغل بمدينة أبوتيج واحدا من أهم الاحتفالات التى تعطيه الطرق الصوفية أهمية كبيرة ويأتى له الزائرون من كل صوب وحدب، لحضور احتفالاته ويحرص الآباء والأطفال على الحضور فى المواعيد المقررة للاحتفال سنويا، وإذا كانت الروحانيات هى الجاذبة لآلاف المريدين، فهناك أيضا أماكن وأكلات شعبية يحرص المريدون على تناولها ومنها الزلابية، والفطيرة وهى مقصد للأطفال والكبار سنويا فى المولد.
"عم على" أشهر بائع زلابية وفطير بمركز أبوتيج حيث يتوسط ساحة الفرغل ويتجمع الأطفال والكبار حوله حى يشتهر ببعض الحلويات الشعبية التى اعتاد عليها رواد الفرغل ومنها "الفطير المقلى"، و"المشبك" والزلابيا وكلها حلويات محببة للكبار والصغار ويأتون إلى الساحة المواجهة للمقام حيث نتواجد سنويا وهناك كثيرون يعرفون المكان، ومنهم من يأتى للسؤال عنا والحمد لله معروفون لدى رواد المقام بحلوياتنا الشهية ونتمنى أن تتزايد أعداد المحتفلين سنويا فهو من أفضل المواسم بالنسبة لنا.
ويقول "عم على": الكثيرون يأتون من محافظات الصعيد المختلفة لزيارة مولد الفرغل وهو من أهم الموالد التى تقام سنويا فبجانب الروحانيات والأوراد الصوفية وزغاريد سيدات المراكز والقرى المجاورة أثناء دخولها المقام فهناك الألعاب والمراجيح والفول والحلوى والتنزه بمدينة أبوتيج ولياليى الإنشاد وأيضا سوق الحلويات والزلابيا وغيرها.
يذكر أن أعداد الأهالى والمحتفلين بدأو فى التزايد على مولد " السلطان الفرغل " أحد أهم الموالد بمحافظة أسيوط وخاصة فى الليالى الأخيرة للمولد حيث يفد لمقام الفرغل الكثير من المحبين وأبناء الطرق الصوفية الذين يحرصون على إقامة الموائد والخدمات للمحتفلين سنويا ويعتبر المقام هو أحد أهم المقاصد للزوار الذين ينذرون النذور ويتبركون به فضلا عن شراء الفول والحمص والذهاب للمراجيح وألعاب الأطفال.
وفى نفس السياق استعدت مديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع قسم شرطة أبوتيج، ومركز شرطة أبوتيج لتأمين الاحتفال من خلال خطة محكمة حيث تم عمل كردونات أمنية بالشوارع الرئيسية والميادين المحيطة بمسجد السلطان الفرغل، ومناطق الاحتفال لتأمين كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى مكان الاحتفال مع مراعاة الإجراءات الأمنية الخاصة بسلامة المواطنين والتواجد المستمر داخل وخارج المولد فضلا عن نشر أفراد شرطة سريين بين المحتفلين وتوسيع دائرة الاشتباه لضبط أى شخص يحاول تعكير صفو الاحتفالات والمحتفلين ولمنع السرقات التى تحدث فى أماكن الزحام فضلا عن الدفع بقوات من إدارة مرور أسيوط لتنظيم حركة السير لمنع التكدس المرورى وخاصة فى الليالى الختامية.
والسلطان الفرغل، هو العارف بالله "محمد بن أحمد"، ولد فى أوائل عام 810 هـ الموافق 1406 ميلادى بقرية بنى سميع التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ويرجع نسبه من ناحية الأب إلى الأمام الحسن ومن الأم إلى الأمام الحسين أبناء على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين.
رحل أبوه من أسيوط فى زيارة والده وأقاربه بناحية قرية زرنيخ التابعة لمحافظة قنا، حتى وصل ثم مرض هناك وتوفى ودفن بالقرية؛ درس الشيخ الفرغل علوم الفقه والحديث والتفسير وصار مقصدا للناس ينهلون من علمه المتدفق، وقطبا كبيرا فى الصعيد ومن أقطاب التصوف الكبار، واشتغل السلطان الفرغل فى صدر حياته برعى الغنم ثم اشتغل بالحراسة فكان حارسا أمينا واشتغل أيضا بالزراعة خلفا لوالده، والمسجد بنى على أنقاض مسجد قديم يرجع للعصر المملوكى ثم أعيد بناؤه فى العصر العثمانى فى القرن 12 هـ 18 م على يد الأمير على كاشف جمال الدين، تم هدم المسجد وأعيد بناؤه عام 1412هـ / 1989م وله مئذنتان وقبة الضريح الخاصة بالسلطان الفرغل، وقد توفى سنة 850 هجريا.
وكان محافظ أسيوط افتتح العام الماضى، مسجد السلطان الفرغل بمدينة ابوتيج بعد تطويره وترميمه لأول مرة فى تاريخه منذ إنشاء المسجد بتكلفة إجمالية بلغت 2 مليون جنيه.
والذى يعد قامة دينية وأثرية كبيرة يقبل عليها المواطنون من كل مكان من داخل المحافظة وخارجها لحضور هذا الاحتفال السنوى للسلطان الفرغل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة