فيديو وصور.. "دماء وموت" خلف جبال المنيا البيضاء.. العودة مبتورًا أو مشلولًا كارثة كل يوم.. شباب فقدوا أعضاءهم من أجل "80 جنيه" فى المحاجر.. لا تصرف التعويضات لهم بسبب "تقرير طبى".. حكايات يرويها 3 من المصابين

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 02:30 م
فيديو وصور.. "دماء وموت" خلف جبال المنيا البيضاء.. العودة مبتورًا أو مشلولًا كارثة كل يوم.. شباب فقدوا أعضاءهم من أجل "80 جنيه" فى المحاجر.. لا تصرف التعويضات لهم بسبب "تقرير طبى".. حكايات يرويها 3 من المصابين عمال المحاجر
المنيا - فريق المحافظات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يكن يعلم شباب المنيا، أن رحلة خروجهم إلى الجبال البيضاء (محاجر الموت) لكسب لقمة العيش التى تقدر بثمانين جنيهًا فى اليوم الواحد لكل منهم، سوف تنتهى بعودتهم فاقدى أحد أعضائهم، أو الموت بأبشع صوره، تحت سطو ماكينة "الحشاشة" أو شقيقتها "القطاعة".

"كنت بجمع الحجارة والمكنة جريت ورايا قطعت رجلى"، جملة باتت معتادة وسط العشرات من الشباب فى مقتبل العمر، كُتب عليهم العيش مبتورى أقدامهم وأصبحوا لا يدرون كيف سيكسبون الرزق مجددًا بعد أن أصيبوا أثناء تأدية عملهم فى ظل ظروف صعبة فى قلب الجبل، ورغم أن أصحاب المحاجر غالبًا ما يكونوا من الأغنياء، إلا أنهم أهملوهم مقابل مبالغ مالية قليلة فور وقوع تلك الحوادث مقابل عدم اتهامهم بأية تقصير.

"اليوم السابع" قضى معايشة فى منازل ثلاثة ممن عملوا أكثر من 10 سنوات فى قلب الجبل كعمال محاجر، وبدى لهم الأمر فى البداية كأنه رزق وفير، وانتهى بهم الحال بالإصابة بشكل مؤلم، وصل بعضها لبتر الساقين، والعيش فى المنزل بلا عائل.

"الحشاشة جريت ورايا وكلتنى" بتلك الكلمات يبدأ جوزيف عياد مسعد، صاحب الأربعون عامًا حديثه معنا، إذ عمل فى المحاجر لمدة 10 سنوات ، وفى عام 2016 كصباح كل يوم توجه رفقة زملائه للمحجر لبدء العمل وبعدها بقليل طالته أسنان الماكينة أثناء جمع قوالب الحجارة، وقطعت له الساق اليسرى، ونصف القدم اليمنى والأصابع، ورغم اجراءه عدة عمليات إلا أنها بائت بالفشل ويعيش حاليًا بساق صناعية.

يضيف عياد: الإصابة عبر الماكينات ليست وحدها هى الكارثة، بل أن العديد من العاملين يصابون كذلك عبر كابلات الكهرباء، وغالبًا ما يؤدى صعق الكهرباء للموت سريعًا، لافتًا إلى أنه لا يوجد أية اجراءات وقائية من قبل أصحاب المحاجر سواء بالتأمين على العمال أو حمايتهم أثناء العمل، مضيفًا: صاحب المصنع يؤمن على نفسه فقط وأقاربه، أما العمال البسطاء فلا أحد يؤمن عليهم، ولا يسأل إلا عن حصيلة اليومية وفى نهاية اليوم لا يعرفك.

وعن تفادى تلك الحوادث قال عامل المحاجر إنها تحدث بشكل مفاجئ أثناء قيام أى عامل بتقليب البلوك وجمعه، خاصة لتناثر التراب الأبيض بكميات كبيرة، حتى لا نكاد نرى بعضنا فى بعض الأحيان، بالإضافة لعدم ارتداءنا أية كمامات والعمل سريعًا لانجاز المطلوب مننا والعودة لمنازلنا بعدا عن حرارة الجو ولهيب الجبل.

دخل جوزيف حاليًا لا يتعدى الـ800 جنيهًا ، من بينها 400 جنيهًا فقط من التضامن الاجتماعي، ولم يحصل سواء على 10 آلاف جنيه من نقابة عمال المحاجر صرفها جميعًا على العمليات ، وأصبح يعمل فى محل بقاله صغير نظير 400 جنيه لسد حاجة بيته وزوجته وأبناءه الأثنين.

لا تختلف معاناة "عماد صموئيل شحاته " ذلك الشاب البالغ من العمر 42 عامًا متزوج ولديه 6 أبناء، عن سابقه، إذ أصيب منذ عامين بقطع نصف قدمه الخلفي، وأجرى أكثر من ثمانى عمليات جراحية، ولازال لا يستطيع السير إلا لمسافات بسيطة لقضاء حوائجه الضرورية.

يتحدث عماد عن الإصابة قائلا: معنديش زرع ولا فلوس، فذهبت للجبل لأكل العيش ولكن الماكينة خرجت من الخط وجريت نحوى وأكلت قدمي، بعدها توجه بى صاحب المحجر إلى مستشفى أسيوط، وألقى لى بعض الأموال لا تزيد عن 4 آلاف جنيه، ولم أراهم من حينها، رغم ان عملياتى الجراحية تجاوزت السبعون ألف جنيه، جمعتها من بيع ماشيتين كنت أرعاهم، وتصفية مشروع ملابس خاص بي.

أشار صموئيل أيضًا إلى وقف الراتب الخاص به من قبل الشئون الاجتماعية المُقدر بنحو 450 جنيهًا لأسباب ليست معروفة ، ومنذ ذلك الوقت وهو طريح المنزل لا يجد عملًا، مؤكدًا إصابة الكثيرين يوميًا ولا يسمع عنهم أى أحد شيئًا، فى ظل تكتم أصحاب المحاجر على تلك الحوادث حتى لا يقعون فى مشكلات قانونية.

 اختتم حديثه : لو يجد أى شاب عملا بثلاثين أو اربعين جنيه فى أى مكان بدلا من المحاجر لعملوا به، ولكن هناك أزمة خاصة فى القرى وهى قلة المشروعات، والجبل هو المتنفس الوحيد لنا.

"ميلاد عياد حنا" صاحب الـ 43 عامًا، تسببت الأتربة المتطايرة من ماكينات التقطيع فى عدم رؤية اقتراب زميله إليه بالماكينة المخصصة لقطع الحجارة من بطن أرض الجبل، فطالته أسنانها وقطعت ساقه من الخلف ولازال منذ 7 أشهر عاجزًا عن الحركة بشكل جزئي، رغم انه لديه 3 أبناء فى مراحل دراسية مختلفة.

صاحب المحجر لم يساعدنى بأية تعويضات ومش طالب غير الستر.. هكذا يستكمل عياد حديثه، إذ لم يحصل على أية مساعدات من قبل العمل رغم اجراءه عمليتين جراحيتين بعد بيعه أيضًا لبقرتين كانا يدران له قليلًا من المال ويعيناه على مصاعب الحياة، بالإضافة إلى عدم تمكنه من صرف قيمة الـ 10 آلاف جنيه من نقابة المحاجر لرفض الأطباء منحه تقريرًا طبيا بالحالة وتكاليف العمليات، الأمر الذى أضاع حقه فى صرف تلك المساعدة من النقابة.

من جانبه قال وجيه جميل، نائب رئيس مجلس إدارة نقابة المحاجر بالمنيا، قال إن عمال المحاجر يعانون من يو بيئة العمل غير الآمنة، والماكينات البدائية الخطرة، فكل يوم تحدث الإصابات والوفيات، فمن لا يموت بالماكينة يموت بالكهرباء، ومن ينجو منهما قد تنقل به السيارة فى أحد مدقات الجبل وتتسبب فى إصابتهم بالشلل أو الإصابات الخطرة، ونجد دورنا نحن كنقابة يتمثل فى عمل حملات توعية دائمة لسلامة العمل المهني، مثل عدم العمل بالجلباب ، ووضع كمامات على الوجه، مع أهمية ارتداء الحذاء العازل للكهرباء تحسبًا لملامسة الكابلات عن طريق الخطأ.

أضاف جميل: لدينا مشكلة أخرى مع جمعية أصحاب المحاجر التابعة للمحافظة، إذ تنص بنودها على منح المصاب 10 آلاف جنية، و25 ألف جنيه للمتوفي، ولكن ما يحدث أن أى مصاب لا يحصل على حقه بسبب رفض الأطباء منحهم تقاريرًا طبية حتى لا يدفعون عليها ضرائب - بحسب ذكرهم - ، وهو مسلسل ظالم يحدث مع الغالبية العظمى من المصابين .

وناشد نائب رئيس نقابة عمال المحاجر، محافظ المنيا اللواء قاسم حسين بالنظر لتلك الفئة المهمشة البالغ عددهم 45 ألف عامل ، وتبلغ نسبة الإصابة بينهم إلى ما يقرب من20% تقريبًا، ورغم ان قطاع المحاجر يُدر مكاسب تزيد عن 200 مليون جنيه سنويًا لإدارة المحاجر بديوان المحافظة ، إلا أننا لا نحصل على حقوقنا منها وهى الـ 5% التى يجب منحها للنقابة بشكل دورى وفقًا للقانون، لنقوم نحن بتوزيعها للمصابين والعمال من خلال الخدمات المختلفة.

اصابة عماد صموئيل
اصابة عماد صموئيل

 

التقارير الطبية للمصاب عماد
التقارير الطبية للمصاب عماد

 

العمل بمحاجر المنيا
العمل بمحاجر المنيا

 

المصاب عماد عياد
المصاب عماد عياد

 

المصاب عماد
المصاب عماد

 

بعض عمال المحاجر بالمنيا
بعض عمال المحاجر بالمنيا

 

تقارير طبية للمصاب عماد
تقارير طبية للمصاب عماد

 

جوزيف عياد احد المصابين
جوزيف عياد احد المصابين

 

جوزيف عياد مصاب بقطع ساقه وقدمه
جوزيف عياد مصاب بقطع ساقه وقدمه

 

جوزيف مصاب بقطع ساق واجزاء من قدمه
جوزيف مصاب بقطع ساق واجزاء من قدمه

 

عماد صموئيل مصاب بقطع نصف قدمه الخلفي
عماد صموئيل مصاب بقطع نصف قدمه الخلفي

 

عماد صموئيل مع زوجته وابنه
عماد صموئيل مع زوجته وابنه

 

عماد عياد مصاب بقطع خلفي بقدمه وعاهة مستديمة
عماد عياد مصاب بقطع خلفي بقدمه وعاهة مستديمة

 

محاجر المنيا
محاجر المنيا

 

محاجر
محاجر

 

ناب رئيس نقابة عمال المحاجر بالمنيا
ناب رئيس نقابة عمال المحاجر بالمنيا

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة