يشهد العالم خلال الساعات القليلة المقبلة، خسوفًا جزئيًا للقمر، يرى فى مصر والوطن العربى وأستراليا وقارة أسيا ماعدا الشمال الشرقى منها، وقارة أفريقيا، وقارة أوروبا ماعدا شمال أسكندنافيا ومعظم أمريكا الجنوبية.
وتستغرق مراحل الخسوف كلها منذ اقترن القمر بشبه ظل الأرض ثم دخوله منطقة ظل الأرض ثم منطقة شبه الظل مرة أخرى حتى ينتهى الخسوف تمامًا مدة قدرها خمس ساعات 38 دقيقة تقريبًا.
أما الفترة التى يستغرقها القمر منذ دخوله منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها ساعتين و59 دقيقة تقريبًا، وهذه هى الفترة الزمنية المهمة بالنسبة للمشاهد والتى يستطيع خلالها مشاهدة مراحل الخسوف، حيث أنه لا يستطيع مشاهدة فترة دخول القمر منطقة شبه الظل بالعين المجردة.
وكشف معهد الفلك برئاسة الدكتور جاد القاضى، أن القمر يشرق فى مدينة القاهرة فى تمام الساعة السادسة والدقيقة 46 مساءً بتوقيت القاهرة المحلى، ويبدأ القمر دخوله لمنطقة شبة ظل الأرض فى تمام الساعة الثامنة والدقيقة 42 مساءً وحتى الساعة التاسعة ودقيقة واحدة مساءً بتوقيت القاهرة المحلى وهذه المرحلة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لأن القمر لم يبدأ فى الخسوف لاستمرار وصول أشعة الشمس إليه.
يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئى بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة العاشرة ودقيقة واحدة مساءً حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر، وعند الساعة الحادية عشرة والدقيقة 31 تقريبًا من مساء ذلك اليوم يصل الخسوف الجزئى للقمر إلى ذروته والتى يتوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر ذى القعدة لعام 1440هـ، وعندها يحجب ظل الأرض 65% تقريبًا من قرص القمر.
وعند الساعة الواحدة من صباح غدا الأربعاء الموافق 17 يوليو 2019م بتوقيت القاهرة المحلى تبدأ الحافة الشرقية للقمر بالخروج من حافة ظل الأرض ليعود القمر ثانية إلى منطقة شبه ظل الأرض لتنتهى بذلك مرحلة الخسوف الجزئى للقمر، وأخيرا وفى تمام الساعة الثانية والدقيقة 20 من صباح غدا الأربعاء الموافق 17 يوليو يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض لتنتهى بذلك ظاهرة الخسوف فى ذلك اليوم.
واستعد المعهد القومى للبحوث الفلكية برئاسة الدكتور جاد القاضى، لرصد خسوف القمر الجزئى، بعدة فرق علمية متخصصة ومجهزة بمناظير فلكية خاصة وأجهزة لتسجيل الأطياف وكاميرات حساسة لتسجيل هذا الحدث العلمى الهام بكامل مراحله، موزعة على مناطق شتى فى مصر لضمان الحصول على أفضل التسجيلات الممكنة.
كما استعد المعهد لرصد الخسوف من خلال لجنة مركزية بمقر المعهد بمرصد حلوان، ولجنة بمتحف الطفل التابع لجمعية مصر الجديدة، وفى مرصد القطامية الفلكى، وفى أسوان "متحف النيل بالتعاون مع هيئة السد العالى"، وقنا "جامعة جنوب الوادي".
ويفتح معهد الفلك أبوابه لكل فئات المجتمع من المتخصصين، والهواه والمهتمين لرصد هذه الظاهرة، على أن يقوم المتخصصون من علماء المعهد بالرد على جميع استفسارات المواطنين، كما يتم عرض بث مباشر على شاشة عملاقة بساحة المعهد متصلة بغرفة التحكم والتتبع لهذا الخسوف بقبة المنظار الشمسى مع وضع عدة مناظير فلكية لمتابعة هذه الظاهرة من خلالها.
وقال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق وأستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إن خسوف القمر الجزئى اليوم يرى فى معظم بلدان العالم التى تتشارك فى ساعات الليل اليوم.
وأضاف رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، فى تصريحات له، أن هذا الخسوف يستغرق حوالى خمس ساعات ونصف تقريبا ، ويشرق القمر بدرا في السابعة إلا الربع مساءً، مؤكدًا أن الخسوف لا يحدث إلا إذا كان القمر بدرًا.
وتابع تادرس: يبدأ الخسوف الشبه ظلى فى التاسعة مساءا تقريبا وهو لا يلاحظ بالعين المجردة ، ثم يبدأ الخسوف الجزئى للقمر فى العاشرة تقريبا ويصل ذروته في الحادية عشر والنصف مساءً، حيث يحجب ظل الارض حوالى 60% من وجه القمر، وينسلخ ظل الأرض من وجه القمر فى الواحدة صباحا من فجر الأربعاء، وينتهي الخسوف تماما فى الثانية والثلث صباحا.
وأكد رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، أن الخسوف يرى بالعين المجردة دون استخدام فلاتر أو مرشحات ضوئية على العكس تماما فى كسوف الشمس ، ويرى الخسوف من أى مكان فى مصر، مؤكدا أن الوقت المناسب للمشاهدة من العاشرة مساءً وحتى الواحدة صباحا.
وفى نفس السياق كشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن خسوف القمر الجزئى يحدث بمنتصف الشهر العربي عندما تكون الأرض واقعة بين الشمس والقمر ولكن تلك الأجسام الثلاثة لا تشكل خطا مستقيما تماما في الفضاء لذلك فإن جزء من قرص القمر يتحرك إلى داخل ظل الأرض.
وأوضح التقرير أنه سيلاحظ وجود نقطة ذهبية بالقرب من القمر البدر، وكذلك كوكب زحل والذي سيرافق القمر عبر قبة السماء طوال الليل.
وتابع القرير: أنه نظرًا لأن خسوف القمر يحدث قبل خمسة أيام من وقوع القمر في نقطة الأول (أبعد نقطة في مدارة حول الأرض) فإن الحجم الظاهري لقرص القمر سيكون أصغر بحوالي ثلاثة ونصف بالمائة عن المتوسط.
وأشار التقرير إلى استخدم خسوف القمر الجزئي منذ القديم لتأكيد أن الأرض كروية ويمكن تطبيق ذلك في هذا الخسوف حيث يلاحظ أن ظل الأرض الساقط على قرص القمر عند ذروة الخسوف سيكون متقوس.
جدير بالذكر أن خسوف القمر الجزئي سهل الرصد بالعين المجردة بدون إستخدام معدات أو تجهيزات خاصة ولكن يمكن الاستعانة بالمنظار الثنائي أو تلسكوب صغير لرؤية أفضل لتفاصيل القمر، وبعكس كسوف الشمس فإن خسوف القمر لا يؤثر على العين ابدا ولا توجد حاجة لاتخاذ احتياطات السلامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة