أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد عبدالرحمن زغلول

مجيد طوبيا.. قلب لا تحتمل خفته

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 02:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذهبت مساء الخميس الماضى إلى الاحتفالية التى أقامتها مؤسسة "بتانة" الثقافية للأديب والروائى الكبير مجيد طوبيا، بمناسبة بلوغه الثمانين من عمره،  وكانت الأمسية رائعة تجمع حول الرجل أحباب وتلاميذ وقراء، جاءوا فقط كى يهنئوا الأديب الكبير بيوم ميلاده، كاشفين بوجه أو بآخر نسيان المؤسسة الرسمية لقيمة الرجل وتاريخه.

بالطبع كان هدفى الأساسى رؤية مجيد طوبيا، أن أراه فى مكان عام، أن أسمع مبدع "أبناء الصمت" خاصة أنه لاذ هو أيضا بالصمت فى سنواته الأخيرة، وقد ظهر الرجل بقامة قصيرة، يقاسم ظهره انحناءه تلازمه من أثر الزمن، جلس على المنصة فى منتصفها بالضبط محاطا بالأحبة، بينما راح الجميع يتبارون من أجل الاحتفاء بصاحب "تغريبة بنى حتحوت"، وبأعماله وإبداعاته، كل ذلك ومجيد طوبيا صامت لم يتحدث إلا قليلا، يقلب نظرات هادئة بين المتحدثين والحضور، أحيانا يكون  شاردا، يدخن فى شراهة واضحة، غير عابئ بشىء ولم يكترث بشىء، بعض الذكريات الجميلة التى قالها الأصدقاء كانت ترسم على وجهه ابتسامة، لكنه سرعان ما كان يعود إلى وحدته، كأنما قلبه متعلق بشىء آخر أو باحثا عن شيء آخر صغير لا تحتمل خفته.

أثناء الندوة، وبينما الجميع يتحدث عن إبداع "مجيد"، فى عالمى الأدب والسينما، ظهرت طفلة صغيرة فى الصف الأول، أخذت تلهو وتضحك وتغنى لا يعنيها من هذا العالم شىء، ما أن لمحها "مجيد" حتى اتسعت ابتسامته بشكل واضح، وتحرك قليلا فى جلسته كأنه يستعد للقيام من مكانه انتظر أن تأتيه الصغيرة، تمنى أن تقترب فيداعبها، وأراد أن يسترجع معها ذكريات طفولة ولت.

لسببا ما أخذت والدة الطفلة، الصغيرة وتراجعت بها إلى الخلف، ربما اعتقادا منها أن الصغيرة تكاد تفسد الاحتفالية بلهوها، تراجعت الأم وصغيرتها إلى الخلف، وتراجع معاها حضور "مجيد"، لكنه ظل يبحث بعينيه وقلبه عن الطفلة التى رآها سريعا واختفت، كأنها ملاك جاء لتوه من السماء، بالطبع الطفلة لم تتوقف عن الحركة، وكلما تعالى صوتها، يبتسم "مجيد"، وكأن صوتها الرقيق يداعب قلبه، تسكت الطفلة، يعود مرة أخرى للشرود، وما أن تحدث صوتا آخر، حتى تعود الابتسامة مرة أخرى سريعة إلى وجهه، باحثا عنها، غير عابئ بكل هؤلاء الذين جاءوا إليه، وكأنه ود بداخله أن يحتفل مع تلك الصغيرة احتفالا من نوع خاص، احتفال أرق وأصغر يليق بمقام طفلة فى عامها الثالث.

الطريف أن الصغيرة ظهرت متأنقة ومرحة، كأنها قررت هى الأخرى أن تحتفل بالـ"مجيد" الذى أكمل عامه الثمانين، وجعلته يتمنى أن يطير ويود أن يعود شابا ولو دقائق معدودة من أجل الاحتفال معا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة