على الرغم من استقالة تيريزا ماى ، من رئاسة الحكومة البريطانية، ورغم الضغوط التى تواجهها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا أن قطار الانتصار السياسية التى تحققها المرأة، لاسيما فى أوروبا، لن يتوقف على ما يبدو، حيث تستعد سيدة جديدة من طراز (المرأة الحديدية) للتحدث باسم أوروبا من خلال تولى رئاسة المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبى.
وكان قادة دول الاتحاد الأوروبى قد رشحوا فى بداية الشهر الجارى اورسولا فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية ، لتولى رئاسة المفوضية الأوروبية، ووافق مساء اليوم البرلمان الأوروبى على ترشحيها لتكون أول امرأة تشغل أعلى منصب فى الاتحاد الأوروبى، مثلما كانت أول سيدة تتولى وزارة الدفاع فى بلادها منذ عام 2013.
وسادت حالة من التفاؤل بين المراقبين ، باحتمالات قدوم هذه السيدة التى تبلغ من العمر 60 عاما خلفا لجان كلود يونكر. ورأى البعض أن خلفيتها تؤهلها بشكل فريد للتحديات التى تواجه العلاقات بين الإتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بعد أن وصلت إلى مستوى متدن فى عهد الرئيس ترامب.
ووفقا لتقرير لشبكة "يورونيوز" الأوروبية، فإن فون دير لاين دخلت عالم السياسة فى وقت متأخر نسبيا، لكنها انحدرت من أسرة سياسية حيث كان والدها أرنست ألبريشت رئيسا للوزراء فى ولاية سكسونيا، وتولى أيضا منصب مدير المفوضية الأوروبية.
وولدت أرسولا فى بروكسل، لكنها غادرت الى ألمانيا عندما كانت فى الثالثة عشر من عمرها ثم سافرت إلى لندن لدراسة الاقتصاد، ثم سرعان ما درست الطب وتخصصت فى أمراض النساء فى جامعة هانوفر . وبعد زواجها أنجبت فون دير لاين ، سبعة أبناء على الرغم من أن معدل المواليد فى ألمانيا يقل عن الطفلين لكل امرأة.
ودخلت فون دير لاين ، عالم السياسة عندما كان عمرها 43 عاما، وهى عضو فى الحزب الديمقراطى المسيحى المحافظ ، الذى تنتمى إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ومع صعود ميركل، صعدت معها فون دير لاين، حيث عينتها وزيرة لشئون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب، ثم وزير للعمل والشئون الاجتماعية عام 2013.
وقد أعلنت أورسولا فون دير لاين، أمس، الاثنين، أنها ستتقدم باستقالتها من منصبها، غدا الأربعاء بعد اختيارها لرئاسة المفوضية الأوروبية ، مشيرة الى إنها ستطلبا ثقة البرلمان الأوروبي، وبغض النظر عن النتيجة، فإنها ستتقدم باستقالتها من منصبها كوزيرة للدفاع فى ألمانيا، من أجل أن تتمكن من خدمة أوروبا بكل قوتها .
وبدورها أعربت ميركل ، عن احترامها لقرار فون دير لاين، مضيفة أنه "من الواضح أن فون دير لاين تنتقل إلى مرحلة جديدة".
وبعد توليها رئاسة المفوضية الأوروبية، ستواجه أورسولا عدد من التحديات الكبرى أبرزها البريكست الذى يواجه مصيرا غامضا فى ظل الارتباك والفوضى فى بريطانيا فى انتظار اختيار رئيس وزراء جديد. وقد أبدت فون دير لاين ، مرونة إزاء التعامل مع هذا الملف .
وهناك أيضا قضية العلاقات الأمريكية الاوروبية. ويتوقع الخبراء أن تكون فون دير لاين ، أكثر إيجابية من يونكر فى إدارة هذا الملف، فلن تتبنى اللهجة المعادية لأمريكا ، وربما يساعدها على ذلك العلاقات القوية التى استطاعت أن تؤسسها من خلال عملها لست سنوات كوزيرة للدفاع فى ألمانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة