"القطن فتح هنا البال، والرزق جه وصفالنا البال، اجمعوا خيره مالناش غيره، يغنى البلد ويهنى الحال"، ونورت يا قطن النيل".. هكذا غنت كوكب الشرق أم كلثوم للذهب الأبيض ذى الشهرة العالمية للمحصول مع بدء تفتيح زهرة القطن واقتراب جنى المحصول، وتعكف الحكومة على إنقاذ المحصول وتحقيق هامش ربح للفلاحين، ومحاربة الجلابين الذى يعملون بجمع محصول القطن من المزارعين وشرائه بأقل الأسعار، من خلال ربط الأسعار عالميًا بمنافسة حرة على حسب العرض والطلب.
فيما كشف تقرير الإدارة المركزية لشئون مديريات الزراعة بوزارة الزراعة يوضح: ارتفاع المساحات المنزرعة من القطن لـ238 ألفًا و994 فدانًا منها 30 ألف فدان قطن إكثار، بواقع إجمالى إنتاجية من المساحات المنزرعة 1.6 مليون قطنار قطن، وتستعد وزارة الزراعة لشراء ما يقرب من 180 ألف قنطار من المساحات المنزرعة والمخصصة من قطن الإكثار لتوفير البذرة الموسم المقبل.
طالب مجدى الشراكى، رئيس الجمعية العامة للإصلاح الزراعى بوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، بتحديد سعر ضمان لمحصول القطن الموسم الحالى، لإنقاذ المحصول خاصة بعد تراجع مساحاته، قائلا: تحديد سعر لعدم وقوع الفلاح فريسة لجلابين القطن والسماسرة، موضحًا: أن الجلابين يقومون بجمع المحصول من المزارعين بأقل الأسعار لصالح شركات، خاصة تقوم بتصدير المحصول إلى الخارج دون ضوابط للتصدير للقضاء على القطن المصرى، ولابد من تدخل الجهات المعنية بعمل ضوابط لتصدير القطن، والتدخل سريعًا لوضع اليات لشراء القطن التجارى من المزارعين الموسم الجديد.
قال الدكتور هشام مسعد، مدير معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن إجمالى المساحات المنزرعة من محصول القطن الموسم الحالى بلغت 238 ألفًا و994 فدانًا، متوقعًا إنتاجية 1.6 مليون قنطار، موضحًا: أن هناك اجتماعات متتالية مع كبار تجار القطن والمزارعين والشركات، لوضع آليات تسويق محصول القطن الموسم الحالى، وضمان هامش ربح للفلاح حتى لا يتكبد خسائر جنى محصوله وعدم تسويقه، قائلاً: إن شراء القطن عرض وطلب ليدخل فى منافسة "حرة" بالأسعار العالمية.
قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب الفلاحين، إن مساحة محصول القطن هذا الموسم انخفضت بمقدار 30% عن مساحة محصول العام الماضى، لافتًا إلى أن محصول القطن هذا العام 235 ألف فدان بالوجهين البحرى والقبلى، موضحًا: أن هذه المساحة تمثل 70% من العام الماضى الذى كانت 336 ألف فدان.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن انخفاض المساحات المنزرعة من القطن الموسم الحالى، لعدم تسويق محصول الموسم الماضى بأسعار الضمان التى أعلنتها الحكومة، وحددت 2700 جنيه لقنطار قطن وجه بحرى و2500 جنيه لقنطار قطن وجه قبلى، مما أجبر المزارعين لبيع القطن للتجار بأسعار لم تزد عن 2300 جنيه مما جعل بعض المزارعين يعزفون عن زراعة القطن هذا الموسم.
وأوضح "أبو صدام"، أنه رغم قرب موسم جنى المحصول لم تعلن عن سعر ضمان مطالبا بوضع سعر ضمان مناسب حرصًا على عدم تدهور زراعة القطن اكثر من ذلك، وتوقع نقيب الفلاحين، أن موسم القطن هذا العام بلا مشاكل نظرًا لقلة المساحة المزروع حيث تصدر مصر القطن إلى 19 دولة، بالإضافة إلى التسويق المحلى.