تناولت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، سعى شركة "فيسبوك" الأمريكية للدفاع عن مشروعها الجديد لإطلاق عملة رقمية دولية أمام مجلس الشيوخ الأمريكى فى جلسة استماع، أمس الثلاثاء، حيث انهال خلالها المشرعون بالتساؤلات والتشككات حول ما إذا كانت الشركة المثيرة للجدل ينبغى أن تقود إطلاق هذا المشروع الطموح.
وقال ديفيد ماركوس رئيس شركة "كاليبرا" التابعة لـ"فيسبوك" والمسؤولة جزئيا عن إطلاق العملة الرقمية "ليبرا"، إن المشرعين ينبغى أن يطمئنوا من أن عملة "ليبرا" لن تُطلق حتى يتم التأكد من تلبية رغبات المنظمين الماليين.
وبحسب الصحيفة، لم تبدد شهادة ماركوس مخاوف المشرعين من كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، والتى وجه أعضاؤها إدانات لاذعة لخطط "فيسبوك".
وقال العضو البارز فى اللجنة السيناتور شيرود براون - خلال كلمته الافتتاحية - إن "فيسبوك تحركت سريعا واخترقت الخطاب السياسى وحطمت الصحافة وساعدت فى التحريض على إبادة جماعية كما أنها تقوض ديمقراطيتنا.. والآن فيسبوك تطلب من الناس الثقة بها فى مرتباتهم التى جنوها بشق الأنفس".
وذكرت الصحيفة أنه رغم اجتماعات الرؤساء التنفيذيين لشركة فيسبوك على مدار أسابيع مع مشرعين ومنظمين خلف أبواب مغلقة، فإن جلسة اليوم الثلاثاء أظهرت مدى عمق القلق الحزبى من المشروع خاصة افتقار الوضوح حول الجهة التنظيمية الفيدرالية التى ستتولى مسئولية الإشراف على التزام "ليبرا" بالقوانين المالية الفيدرالية ولوائح خصوصية البيانات وحماية المستهلك.
وفى هذا الصدد، تحدث رئيس اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ السيناتور مايك كاربو عن احتمالية حاجة الولايات المتحدة إلى تأسيس كيان تنظيمى جديد بالكامل لمعالجة قضايا الخصوصية المحيطة بالعملات الرقمية مثل "ليبرا"، وهى الفكرة نفسها التى ألمح إليها رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى جيروم باول الأسبوع الماضي.
وأكد عدد من المشرعين فى اللجنة عدم ثقتهم فى "فيسبوك" بشكل قطعى بعد سلسلة الفضائح التى تورطت فيها الشركة خلال السنوات الأخيرة والتى تضمنت ممارسات تتعلق بالخصوصية والتعامل مع بيانات المستخدمين والفشل فى تجنب خطر التدخل الخارجى وتضليل المعلومات ونشر التطرف والكراهية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك القضايا تسببت فى تأزم العلاقة بين واشنطن و"فيسبوك" التى وجدت نفسها الآن فى مركز جدل مشتعل آخر يتعلق بكيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع نمو العملة الرقمية.
وكانت "فيسبوك" قد أعلنت عن عملة "ليبرا" الإلكترونية الشهر الماضى بمشاركة واستثمار من عدة شركات ضخمة أخرى مثل "أوبر"، على أن تتيح العملة للمستخدمين إرسال واستقبال المال عبر العملة الرقمية التى يملكونها وتدعهما عشرات من الشركات الضخمة، كما ستتيح لهم شراء خدمات "فيسبوك" و"ماسنجر" و"واتساب" وشركات أخرى مشاركة.
وأثيرت خلال الجلسة عدة قضايا أخرى مثل احتمالية سوء استخدام العملة الرقمية من قبل المجرمين، وإمكانية استغلال "فيسبوك" لقاعدة مستخدميها التى تبلغ 2.4 مليار شخص لتوجيه الناس إلى استخدام محفظتها الإلكترونية الخاصة "كاليبرا" بدلا من محافظ الشركات الأخرى مما سيصب فى مصلحتها بشكل كبير، وذلك رغم إعلان الشركة الأمريكية أن إدارة "ليبرا" ستقع بالكامل على عاتق شركة سويسرية غير هادفة للربح ومنفصلة عن "فيسبوك".
وأكد ماركوس أن "فيسبوك" انخرطت فى محادثات جارية مع الكيانات التنظيمية المالية القلقة حول كيفية استغلال "ليبرا" من قبل ممولى الإرهاب وغاسلى الأموال والمجرمين الآخرين، حيث تعهد بأن تسهّل "فيسبوك" على المستخدمين اختيار واستخدام محافظ إلكترونية أخرى بدلا من "كاليبرا"، مؤكدا أن المستهلكين لديهم القدرة على التنقل من محفظة لمحفظة بكل سهولة لكن الشركة لن تعرض أى محافظ أخرى فى خدماتها وستحاول دفع المستخدمين نحو محفظتها الخاصة.
وشدد ماركوس أيضا على أن "فيسبوك لن تتحكم فى عملة ليبرا أو اتحاد ليبرا السويسرى غير الهادف للربح الذى سيدير العملة"، مؤكدا أن "فيسبوك توافق على أنه لا ينبغى أن تتحكم شركة فى مثل هذه الشبكة".
جدير بالذكر أن ماركوس سيمثل أمام اللجنة المصرفية فى مجلس النواب بالكونجرس، الأربعاء المقبل، للإجابة أيضا عن مخاوف مشرعين من كلا الحزبين حول مشروع "ليبرا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة