نقلت وزارة الآثار مؤخرًا تابوت الملك الفرعونى توت عنخ آمون من الأقصر إلى المتحف المصرى الكبير، تمهيدًا لعرضه خلال افتتاح المتحف فى 2020 ضمن مجموعة توت الكاملة، وعقب أعمال النقل عبر عدد من الأثريين عن إعجابهم بنقل التابوت، متسائلين عن سبب نقله؟، وبدورنا تواصلنا مع الدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير.
قال الدكتور عيسى زيدان، إن الحقيقة الغائبة وراء نقل تابوت الملك توت عنخ آمون المصنوع من الخشب المغطى بطبقة من الجص المذهب، والذى يأخذ الشكل الأوزيرى بزراعية المنعقدين على صدره ممسكا رموزه المقدسه، وهى الصولجان والمذبة، نظرًا لما يعانيه التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة، وتتمثل فى تساقط بعض طبقات الجص المذهب الذى يغطيه، بالإضافة إلى وجود بعض الشروخ فى طبقات التذهيب بالتابوت.
وأضاف الدكتور عيسى زيدان، أن التابوت لم يتم ترميمه منذ أن تم اكتشافه عام 1922م، وسوف يتم ترميمه داخل مركز ترميم المتحف المصرى الكبير، وهو من أفضل مراكز الترميم فى العالم وبه أفضل فريق عمل متخصص فى ترميم الأخشاب وبه أحدث أجهزة التوثيق والفحوص والتحاليل وهذا ليس تقليل من شأن أى مكان آخر.
وحول المراحل التى سبقت عملية النقل، قال عيسى زيدان، قام فريق العمل من المتحف المصرى الكبير بعمل تقرير حاله عن التابوت وتوثيق جميع مظاهر التلف قبل النقل وتم القيام بأعمال الترميم الأولى وتثبيت القشور الضعيفه، والقيام بتدعيم وتغطيها الأماكن الضعيفة والشروخ بالورق اليابانى الخالى من الحموضة، تمهيدًا لعمليه التغليف وتم استخدام وحدات مضاد للاهتزازات أثناء عمليه النقل تفاديا لأى صدمات من المطبات الصناعية التى توجد بالطرق والتى تؤثر على سلامة التابوت وتم النقل فى وجود شرطة السياحة والآثار وشرطه النجدة.
وأضاف مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصرى الكبير، تم النقل بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وهى أعلى سلطة فى وزارة الآثار وتضم خبراء من الجامعات المصرية فلا يستطيع أحد أن يملى عليهم أى قرار مهما كان، وتم العمل على مدار يومين وفى وضح النهار وبحضور كل الزملاء الأفاضل المسؤولين عن وادى الملوك من الأثريين والفنيين والعمال لم نعمل فى الخفاء كما يدعى البعض وكان الهدف هو إنقاذ أحد أهم مقتنيات الملك توت عنخ أمون والحفاظ عليه.
وأشار الدكتور عيسى زيدان إلى أن مومياء الملك توت عنخ آمون لم تكن موجودة داخل التابوت التى تم نقله، كما يدعى البعض، فالمومياء محفوظة بالمقبرة داخل فاترينه مخصصه لحفظ المومياوات، وذات نظام أمن يعتمد على الغازات الخاملة التى تعزل المومياء عن الجو الخارجى الذى يؤثر تأثيرا سلبيا على المومياء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة