مازالت تداعيات الموجة الحارة التى ضربت الدول الأوروبية منذ منتصف الأسبوع الماضى ، تتوالى بعدما شهدت العواصم الأوربية سقوط ضحايا الى جانب اندلاع حرائق الغابات ، وفى مقدمة الدول التى اكتوت بنيران الموجة الحارة، أسبانيا التى لم تشهد موجة مماثلة منذ عام 1975، حيث أكد مسئولون محليون أن درجات الحرارة أثر على 40% من إنتاج الحبوب، وتأثر مليون هكتار من المحاصيل بالجفاف بفضل ارتفاع درجات الحرارة .
وقالت صحيفة "الباييس" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى ، أمس ، إن الأضرار الناجمة من نقص الحبوب ، ستؤدى إلى إضافة تكاليف أعلى فى تغذية الحيوانات ونقل المياه، يضاف إلى كل هذا، الحاق الضرر بمزارع الكروم وبساتين الزيتون والمكسرات.
وتخطط وزارة الزراعة الإسبانية لعقد اجتماع طارئ هذا الأسبوع لتقييم الوضع ، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة التى ستصل ذروتها 7 يوليو ، وعلى الرغم من أنها لا تتوقع اتفاقيات او تدابير مساعدات.
ووفقا للوزارة ،فإن الجفاف سيؤثر هذا الأسبوع على ما يقرب من 700 الف هكتار ، 40 الف فى فى كاستيلا دى ليون، و 100 الف فى كاستيلا دى مانشا ، وأكثر من 30 الف فى اراجون والاندلس، كما تؤثر سيؤثر على 6 مليون هكتار بين الحبوب والأزهار مثل عباد الشمس ، وبذلك فإن الخسائر ستفوق 100 مليون يورو.
كما أدت الموجة الحارة التى تشهدها إسبانيا إلى حرق أكثر من 12 ألف هكتار من الغابات الإسبانية فى الأيام الأخيرة ، نصفها فى مقاطعة تاراجونا الكتالونية، وقامت السلطات الإسبانية بتفعيل المستوى الثالث بسبب خطر حرائق الغابات بسبب ازدياد الحرائق فى البلاد ، كما أدت الموجة الحارة الى وفاة شخصين، وأصيب شخصين فى حالة خطيرة بسبب الإصابة بضربة شمس، كما ارتفع استهلاك الكهرباء بنسبة 15% لأول مرة بسبب استخدام المراوح والتكييفات.
وتزامنت ارتفاع درجات الحرارة فى البلاد، مع الاحتفال بمهرجان "معركة النبيذ" الذى استغله الأسبان للتعامل مع تلك الموجة الحارة ، بمشاركة آلالاف من المواطنين ويعد هذا المهرجان من أهم الاحتفالات الشعبية فى إسبانيا، و يقام سنويا فى مدينة هارو، فى إقليم لا ريوخا المشهور بصناعة النبيذ فى إسبانيا.
ومن بين قواعد المشاركة في الاحتفال ارتداء اللون الأبيض ووشاح أحمر، ويمكن استخدام مسدسات مياه مليئة بالنبيذ ورشاشات الحدائق أو الدلاء، وألا يتوقف الضحك ولا الغناء طوال المعركة.