حان وقت الكسوف ، فيشهد العالم فى هذه الأوقات واحدة من أهم وأروع الظواهر الفلكية التى تشهدها الكرة الأرضية ، وهى كسوف الشمس الكلى والذى يأتى تزامنا مع نهاية شهر شوال لعام 1440 هجريا ويتفق وسطة مع اقتران شهر ذى القعدة لعام 1440 هجريا.
و يستغرق الكسوف منذ بدايته وحتى نهايته مدة قدرها أربع ساعات وست وخمسين دقيقة تقريباً، وبدأ حالته الجزئية عند الساعة السادسة والدقيقة 55 مساءً تقريباً بتوقيت القاهرة المحلى، وبدأ ككسوف كلى عند الساعة الثامنة ودقيقتين تقريباً ويستمر فى صورته الكلية عند الذروة 4 دقائق و 33 ثانية.
ويشهد هذا الكسوف معظم أمريكا الجنوبية، وشرق أوقيانوسيا، والمحيط الباسفيكي)، وشوهد كلياً في شيلي والأرجنتين، ولكنه لم يرى فى مصر وكذلك فى المنطقة العربية فى أى مرحلة من مراحله لحدوثه ليلاً.
وتعد الكسوف والخسوف ظاهرتان تتعلق بثلاث أجرام سماوية هى الشمس والقمر والأرض حيث يدور القمر حول الأرض بفلك محدد، والأرض تدور مع قمرها فى فلك محدد حول الشمس، وعندما يمر القمر أمام الشمس فيحجب ضوئها يعرف هذا بكسوف الشمس، ويكون مبشرا بقرب ولادة الهلال الجديد، فيما يحدث خسوف القمر بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر فتحول الأرض بينهما وتحجب أشعة الشمس عن القمر.
الطيور تتوقف عن التغريد
وفى لحظة الكسوف الكلى للشمس يلاحظ على الأرض أن الطيور على سبيل المثال تتوقف تغريدها خلال الكسوف الكلي لاعتقادها بحلول الليل وايضا أزهار النهار تبدأ في إغلاق أوراقها والنحل يعود إلى مسكنه وقد يشعر الناس بانخفاض طفيف في درجة الحرارة عندما يتم تغطية مصدر الحرارة الرئيسي " الشمس".
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن كسوف الشمس الجزئى بدأ على مستوى الكرة الأرضية فوق المحيط الهادي عند الساعة (4:55 مساء جرينتش) عندما بدأ القمر يتحرك أمام قرص الشمس.
وشهد أول موقع كسوف الشمس الكلي فوق المحيط الهادي عند الساعة (6:01 مساء جرينتش)، ويعبر مسار الكسوف الكلي أثناء حركته فوق المحيط الهادي قرب جزر (بيتكيرن) عند الساعة (6:28 مساء جرينتش) حيث يبلغ عرض الكسوف الكلي 169 كيلومتر في هذا الموقع ، وسيستغرق الكسوف الكلي حوالي 3 دقائق و 33 ثانية، وستشهد الجزر كسوفًا جزئيًا حيث سيتغطى 97 ٪ من قرص الشمس.
وبعد ذلك يصل كسوف الشمس الكلي ذروته العظمى فوق المحيط الهادي عند الساعة (7:22 مساء بتوقيت جرينتش) ويستمر 4 دقائق و 33 ثانية ، وهو بذلك أطول بدقيقتين و 40 ثانية من ذروة الكسوف الكلي الذي حدث قبل عامين في 2017، ولن يتمكن سواء الأشخاص في القوارب والسفن والطائرات من التقاط صور خلال أطول فترة زمنية له.
الكسوف ببر شمال مدينة لاسيرينا
ويصل الكسوف الكلي إلى البر الرئيسي شمال مدينة (لاسيرينا) في تشيلي ، عند الساعة (8:39 مساء جرينتش) وهو في مراحله الختامية برغم ذلك ستظل مدة الكسوف الكلي دقيقتين و 34 ثانية في مركز المسار الكسوف الكلي الذي يبلغ عرضة 145 كيلومتر، وفي مدينة (لاسيرينا) يستمر دقيقتين و 15 ثانية.
ويعبر مسار الكسوف الكلي إلى الأرجنتين ويتحرك بسرعة ويمر شمال مدينة (ريو كوارتو)، ويبلغ عرض مسار الكسوف في هذه المرحلة حوالي 136 كيلومتر ، ويستمر الكسوف الكلي لمدة دقيقتين و 14 ثانية في مركز مسار الكسوف ، وفي مدينة (ريو كوارتو) دقيقة و 59 ثانية.
ويستمر مسار الكسوف يتحرك نحو الجنوب الشرقي ، وسينتهي جنوب مدينة (بوينس آيرس) عند غروب الشمس (8:44 مساء جرينتش)، وفي هذه المرحلة سوف يستمر الكسوف الكلي لأكثر من دقيقتين وستغيب الشمس مكسوفة كليا.
وسوف يرصد أخر موقع على سطح الأرض الكسوف الجزئي في الساعة (9:50 مساء جرينتش) وتنتهي كامل مراحل الكسوف .
وأوضح التقرير أن كسوف الشمس الكلي يحدث عندما تصطف الشمس والقمر والأرض على خط واحد حيث يعبر القمر مباشرة بين الأرض والشمس وهذا الحدث نادر نسبيا لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس ، وعندما يحدث أن تنتظم تلك الأجسام الثلاثة في خط واحد فإن القمر يغطي قرص الشمس وجميع المناطق التي ستقع ضمن ظل القمر ستشهد كسوفا كليا.
وسائل حماية العين عند المشاهدة
ولمراقبة كسوف الشمس يجب استخدام وسائل حماية العين مثل نظارات الخاصة بكسوف الشمس والتي تمنع اكثر من 99.99 % من ضوء الشمس و الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة تحت الحمراء وهذا النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في قبة السماء خاصة في مرحلة الكسوف الجزئي.
ولكن عند حدوث الكسوف الكلي وقرص الشمس مغطى تماما بالقمر يمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة ولكن يجب التذكير بأن مدة الكسوف الكلي لا تستمر طويلا.
وعلميا يستفاد من ظاهرة كسوف الشمس الكلي في عدة مجالات حيث أنها استخدمت في العام 1919 لإثبات صحة النظرية النسبية العامة لأينشتاين والتي تنبأت بحدوث حيود للضوء عندما يعبر بالقرب بالأجسام عالية الكتلة مثل الشمس وتم تأكيد صحة ذلك.
دراسة الهالة الشمسية
وفي السنوات الأخيرة أصبح كسوف الشمس الكلي يخضع لدراسة الهالة الشمسية التي تبلغ درجة حرارتها ملايين الدرجات المئوية على عكس سطح الشمس البالغ 5,500 درجة مئوية فقط ولا يوجد تفسير لذلك حتى الآن، لذلك تستغل هذه الظاهرة لمحاولة فهم هذه الظاهرة ، ومحاولة معرفة السبب في قذف كميات ضخمه من البلازما الى الفضاء عبر الانبعاث الكتلي الإكليلي ، والبحث في إمكانية التنبؤ بالتوهجات الشمسية والمسبب لها ، إضافة لإجراء عدة اختبارات متعلقة بطبقة الايونوسفير وبالاتصالات اللاسلكية وغيرها .
جدير بالذكر أن هذا الكسوف الكلي للشمس سيتبعه بعد أسبوعين (منتصف ذي القعدة) في 16 يوليو/تموز 2019 خسوف جزئي للقمر سيكون مشاهد في كافة مناطق مصر والوطن العربي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة