على مدى عقود، كانت سلسلة من الجداريات التى تجسد حياة الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج واشنطن، على جدران مدرسة ثانوية فى سان فرانسيسكو، موضع نقاش ساخن، حيث يرى البعض أن الجداريات التى تتكون من 13 لوحة، والتى تصور العنف ضد الأمريكيين الأصليين والعبيد، يجب أن تُزال، بينما يعتقد آخرون أن العمل الفنى، الذى رسمه الفنان الروسى المولد فيكتور أرناوتوف قبل حوالى 90 عامًا، هو نقد لتبييض التاريخ الأمريكى - هو أداة تعليمية لا تقدر بثمن.
فى الأسبوع الماضى، أنهت المدينة الأمريكية الجدل بشكل نهائى فى القضية، بعدما صوت مجلس التعليم فى سان فرانسيسكو بالإجماع لتغطية الجداريات فى مدرسة جورج واشنطن الثانوية، وهو مشروع سيكلف ما يصل إلى 845000 دولار من أموال دافعى الضرائب.
لكن بحسب ما ذكره موقع " artnet.com" المختص بالأخبار الفنية، أن الجميع بالولاية الأمريكية ليسوا سعداء بهذا القرار، ونقل الموقع ما قاله ستيفون كوك، مدير المدرسة الأمريكية، لصحيفة نيويورك تايمز، حيث قال: "أعتقد أن هذه الحجة تقيد حقًا الفروق الدقيقة فى مدى ديناميكية ذلك الوقت وكل المساهمات التى قدمها العبيد الأفارقة إلى البلاد، والتى قدمها الأمريكيون الأصليون للمستوطنين، الاعتقاد بأن هذين التصويرين هما أمر محير".
كما لا توافق جمعية خريجى المدرسة، إزالة الجدارية باعتبارها عمل فنى جذرى وناقد"، حيث قال مسئولى الجمعية: "هناك العديد من الجداريات الجديدة التى تصور تأسيس بلدنا؛ قلة قليلة منهم يعترفون بالعبودية أو بالإبادة الجماعية للأبناء الأصليين، ينبغى الحفاظ على الجداريات لقيمتها الفنية والتاريخية والتعليمية، إن تبييضها سيؤدى ببساطة إلى "تبييض" آخر للحقيقة الكاملة للتاريخ الأمريكى ".
ولد أرناوتوف، فى روسيا، وأتم دراسته للفن فيما يسمى الآن معهد سان فرانسيسكو للفنون، لقد رسم اللوحة الجدارية التى تحمل عنوان "حياة جورج واشنطن" فى ثلاثينيات القرن العشرين، وهى واحدة من أكثر من عشرة أعمال عامة أنجزها خلال العقد كجزء من مبادرة إدارة تقدم الأعمال فى FDR، ويظهر صعود الرئيس الأول إلى السلطة عبر 13 لوحة جدارية، بما فى ذلك صورة تصور العبيد الذين يعملون على ممتلكات واشنطن ويخرج الرجال البيض من جسد أميركى أصلى مقتول.
جدارية حياة جورج واشنطن في مدرسة جورج واشنطن الثانوية في سان فرانسيسكو
وحسبما يذكر الموقع أثار الجدل الدائر حول الجداريات فى واشنطن أسئلة أكبر حول كيفية التعامل مع تصوير الأحداث التاريخية المظلمة، وخاصة داخل المؤسسات التعليمية، هل يجب الحفاظ على هذه الصور للتعلم منها أو إزالتها حتى لا يتم تبجيلها؟ ما هو أكثر من ذلك، هل يساعد الطلاب أو يؤذونهم ليشهدوا مواد صعبة قد تجعلهم غير مرتاحين فى الفصل؟ نشأت نزاعات مماثلة فى السنوات الأخيرة فى مجمع مدرسى فى لوس أنجلوس، وجامعة نوتردام وجامعة إنديانا.
فى وقت سابق من هذا الربيع، أعلنت "مجموعة التفكير والعمل" التى جمعتها مدرسة سان فرانسيسكو الموحدة أن فن أرنوتوف يمجد "العبودية والإبادة الجماعية والاستعمار والقدر الواضح، والتفوق الأبيض، وأنشأت عريضة على الإنترنت لدعم الجدارية وقع عليها حتى الآن 1685.
لا يزال يتعين على مجلس إدارة المدرسة أن يقرر ما إذا كان سيرسم على اللوحة الجدارية أو يغطيه بألواح، سيتكلف الخيار الأخير بين 600000 دولار و 845000 دولار، وسوف يكتمل فى غضون عامين، ووفقا لصحيفة التايمز، اللوحة ستحتاج أولاً إلى دراسة التأثير البيئى، والتى ستتكلف حوالى 500000 دولار، الجدول الزمنى لهذا الخيار غير واضح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة