قادت المصورة والناشطة الفنية الأمريكية نان جولدين، مظاهرة خارج متحف اللوفر فى باريس للمطالبة بأن يقوم المتحف الأكثر زيارة فى العالم بتغيير اسم جناح "ساكلر" داخل المتحف العريق، لأن بعض عائلة الملياردير الذى يعد من أشهر محبى الأعمال الفنية استفادوا من الوصفات الطبية الموصوفة بالإدمان.
وتزين كلمة "ساكلر" عشرات المتاحف وصالات العرض فى جميع أنحاء العالم، إلا أن اسم العائلة أصبح ملوثا أيضا بسبب ارتباطه بأزمة الأفيون الأمريكية، وسط اتهامات بأن مسكن"أوكسيكونتين" الأفيونى الذى تنتجه الشركة، هو المسئول عن إشعال واحدة من أسوأ أوبئة الصحة العامة فى العصر الحديث.
وبحسب ما نشرته جريدة "الجارديان" الأمريكية فشاركت جولدين، فى الأشهر الأخيرة، فى الاحتجاجات أمام المتاحف الأمريكية، وهددت بمقاطعة المملكة المتحدة بسبب التبرعات من أحد فروع عائلة ساكلر، والتى اتهمت بالربح من أزمة المواد الأفيونية الأمريكية بصفتها مالكة شركة الأدوية الأمريكية التى تسبب الإدمان الشديد.
وكانت مظاهرة اللوفر، يوم الاثنين هى المرة الأولى التى تنقل فيها جولدين حملتها الدولية إلى فرنسا، خاض المظاهرة الفنان نوافير، أسفل هرم اللوفر مع أكثر من عشرة ناشطين يحملون لافتات حمراء قائلين: "إنزال اسم ساكلر".
وهتف حوالى 40 متظاهرًا "عار على ساكلر"، بينما كانت حشود السياح ينظرون إليها، وضع أحد الناشطين فى النافورة اللافتة.
ويتكون جناح Louvre’s Sackler من 12 غرفة من الآثار الشرقية، بما فى ذلك القطع الرئيسية من المجموعة الفارسية للمتحف، ويعد اسم ساكلر مكانًا بارزًا فى العديد من المؤسسات الفنية العالمية نتيجة للدعم المالى الذى تقدمه العائلة.
وأكد متحف اللوفر أن مؤسسة تيريزا ومورتيمر ساكلر قد تبرعت لتجديد غرفها من الفن الفارسى والفانيتى فى الفترة من 1996 إلى 1997، ولم يتم تقديم أى تبرع من عائلة ساكلر إلى المتحف منذ ذلك الحين.
وقال متظاهرون من مجموعة الحملة المناهضة لساكلر إنهم يعتقدون أن متحف اللوفر لم يكن ملتزم تعاقديًا إلى الأبد لعرض اسم ساكلر، وحثوا على أن يكون أول متحف كبير يقوم بإزالة الاسم من صالات العرض.
وقالت نان جولدين: "يجب أن يتحرك عالم المتاحف، وآمل أن يفهم متحف اللوفر أن الفنانين والناشطين يتم حشدهم لإزالة الاسم، ويمكن أن يكون متحف اللوفر أول متحف ينزل اسم ساكلر".
فى شهر مارس أصبح معرض الصور الوطنية فى لندن أول مؤسسة فنية كبرى ترفض علنًا منحة من عائلة ساكلر، فى خطوة قال ناشطون إنها انتصار تاريخى فى المعركة على أخلاقيات تمويل الفنون.
وقال المعرض إنه وافق بشكل مشترك على أنه "لن يستمر فى هذا الوقت" من خلال تبرع بقيمة مليون جنيه إسترلينى من فرع العائلة الذى تصنع شركته أوكسيكونتين.
كما نظم جولدين احتجاجات فى متحف غوغنهايم ومتحف ميتروبوليتان للفنون فى نيويورك، وقال جولدين: "متحف اللوفر هو واحد من أعظم المتاحف فى العالم وواحد من المتاحف الأكثر زيارة على الأرض، لديها 12 غرفة ساكلر. لكن هذه الأزمة أودت بحياة مئات الآلاف من الأمريكيين وهى فى طريقها إلى أوروبا، هذه حالة طارئة".
خلال الاحتجاج، ارتدت جولدين، التى تعمل حاليًا فى معرض للفن الحديث فى قصر فرساى، ميداليتها، وهى جائزة شيفالييه للفنون والآداب، وهى جائزة شرفية من الدولة الفرنسية عن فنها "إنها المرة الأولى التى ارتدى فيها".
بدأت جولدين حملتها ضد ساكيلز بعد أن أصبحت مدمنة على مسكنات الألم القوية، وطالبت منذ ذلك الحين بأن ترفض المؤسسات الفنية فى الولايات المتحدة وبريطانيا المزيد من تبرعات ساكلر، وقالت إن الأسرة يجب أن تدفع بدلاً من ذلك للعلاج وإعادة التأهيل لمدمنى الأفيونيات.
سمح حراس الأمن فى متحف اللوفر للاحتجاج بسلام لأكثر من 30 دقيقة قبل أن ينتقل النشطاء من تلقاء أنفسهم، وقالت جولدين إنها ستسعى لعقد اجتماع مع موظفى المتحف لمناقشة الحملة لإعادة تسمية جناح ساكلر.
وأكد متحدث باسم متحف اللوفر أن حوالى 15 شخصًا شاركوا فى الاحتجاج داخل النافورة، لكنه رفض التعليق، ورفض ممثلو عائلة ساكلر الذين يملكون بوردو التعليق.