زار "اليوم السابع" اليوم - فى ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 - متحف الزعيم جمال عبد الناصر، الذى يقع فى منطقة منشية البكرى، فى مصر الجديدة، وخلال تجولنا فى المتحف المكون من طابقين شاهدنا مقتنياته وغرفة سينمائية خاصة تعرض أفلاما عن حريق القاهرة ولحظة تنازل الملك فاروق عن العرش، أما الطابق الثانى فكان يضم أثاث منزله ومقتنياته الشخصية.
وضم المتحف قصصا تعريفية عن الزعيم، منها مدى ارتباطه بوالدته، وأيضا حبه وتعلقه بالقراءة، وكيفية التحاقه بالكلية العسكرية، وبجوار غرفة نومه وجدنا مكتبته الشخصية التى تضم عشرات الكتب الأدبية والسياسية العربية والأجنبية المختلفة.
قصة مؤلمة فى حياة الزعيم
اعتاد عبد الناصر أن يتبادل الرسائل مع والدته، لكن الرسائل توقفت فى أبريل عام 1926، عندما عاد إلى الخطاطبة وعلم أن والدته قد ماتت قبل أسابيع بعد ولادتها لأخيه الثالث شوقى، ولم يملك أحد الشجاعة لإخباره بذلك.
وقال عبد الناصر فى وقت لاحق: "لقد كان فقدانى لأمى فى حد ذاته أمراً محزنا للغاية، فقد كان فقدها بهذه الطريقة، وعدم توديعى إياها صدمة، تركت فىّ شعوراً لا يمحه الزمن، وقد جعلتنى أعانى من آلام وأحزان فى تلك الفترة أجد مضضا بالغا فى إنزال الآلام والأحزان بالغير فى مستقبل السنين". وتعمق حزن عبد الناصر عندما تزوج والده من أخرى قبل نهاية ذلك العام.
تأثير كتاب توفيق الحكيم فى إطلاق ثورة 1952
كان عبد الناصر يقضى معظم أوقات فراغه فى القراءة، خاصة فى عام 1933، عندما كان يقيم بالقرب من دار الكتب والوثائق القومية فى مصر، وقد قرأ فى تلك الفترة السيرة الذاتية لكبار القادة الذين أثروا فى مجرى التاريخ، وقد تأثروا كثيرا بالفكر القومى المصرى، وقد ظهر ذلك فى تعلقه برواية "عودة الروح" للكاتب توفيق الحكيم، التى قال فيها الحكيم: "إن الشعب المصرى كان فقط بحاجة إلى الإنسان الذى سيمثل جميع مشاعرهم ورغباتهم والذى سيكون بالنسبة لهم رمزاً لهدفهم"، وقد كانت هذه الرواية مصدر إلهام عبد الناصر لإطلاق ثورة 1952.
قصة أول مظاهرة يشارك فيها عبد الناصر وليلة احتجازه
بعد أن أتم عبد الناصر العام الثالث فى مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده فى صيف 1928 عند جده لوالدته، فقضى العام الرابع الابتدائى فى مدرسة العطارين بالإسكندرية.
التحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلى فى مدرسة حلوان الثانوية، وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل فى عام 1930 إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية، بعدها انتقل والده للعمل فى الخدمة البريدية هناك، وقد بدأ نشاطه السياسى حينما رأى تظاهرة فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها، وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية "مصر الفتاة"، وكان ذلك الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزى فى مصر، وذلك فى أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ إسماعيل صدقى، بإلغاء دستور 1923، ألقى القبض على عبد الناصر واحتجز لمدة ليلة واحدة قبل أن يخرجه والده.
لماذا التحق عبد الناصر بكلية الحقوق ورفض الحربية؟
فى عام 1937 تقدم عبد الناصر إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش، إلا أن الشرطة سجلت مشاركته فى احتجاجات مناهضة للحكومة، فمنع من دخول الكلية، فالتحق بكلية الحقوق فى جامعة الملك فؤاد، ولكنه تركها بعد فصل دراسى واحد، وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية الحربية، واستطاع أن يقابل وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا، وطلب مساعدته فوافق على انضمامه للكلية العسكرية فى مارس عام 1937.
هوايات الزعيم جمال عبد الناصر بعيداً عن السياسة
تأتى على رأس هوايات الزعيم جمال عبد الناصر حبه الشديد للتصوير الفوتوغرافى، حيث إنه ظهر فى أكثر من صورة فوتوغرافية وهو يحمل الكاميرا ويقوم بالتصوير، وكانت من بين مقتنياته: كاميرا فورية ماركة بولوريد لاند موديل جى 66 تضبط سطوح الإضاءه تلقائيا. كاميرا تصوير أفلام ماركة بيل اند هويل 16 مم، مزودة بثلاث عدسات وعدد 6 بطارية وقطع غيار متنوعة فى حقيبة الجلد الأسود كاميرا تصوير أفلام ماركة ميوبتا موديل LLaمزودة بعدستين وحقيبة من الجلد البنى.
وكانت من بين الهوايات التى كان يمارسها باستمرار، لعبة الشطرنج، حيث ضم المتحف صورة تذكارية لعبد الناصر وهو يفكر أثناء مباراة الشطرنج وعليها إهداء من أعضاء النادى الريفى بالشلوفة، كما حرص عبد الناصر بين الحين والآخر لممارسة الـ"بينج بونج".
مكتبة جمال عبد الناصر
ضم متحف جمال عبد الناصر مكتبته الملحقة بغرفة نومه، فقد ضمت المكتبة العديد من الكتب الأدبية والسياسية والإسلامية والتاريخية العربية أو الاجنبية، وكانت من بين هذه الكتب، كتاب "عمر الفاروق" لمحمد حسنين هيكل، وكتاب "فى بيتنا رجل" لإحسان عبد القدوس، وكتاب "عن مذكرات عن فترة الانفصال فى سورية"، وكتاب "رسول الله فى القرآن"، وكتاب "نقد الفكر القومى"، وكتاب "حرب الخليج"، وكتاب "إسرائيل ذلك الدولار الزائف".