كانت الفكرة الأساسية لانطلاق التليفزيون المصرى فى خمسينيات القرن الماضى، حين وقعت مصر عقدًا مع هيئة الإذاعة الأمريكية لتزويدها بشبكة تليفزيونية، وكان من المقرر البدء فى إنشاء مبنى الإذاعة والتليفزيون فى عام 1956 لكن تم تأجيله بسبب العدوان الثلاثى على مصر.
خطاب الرئيس جمال عبد الناصر أول بث للتليفزيون العربى 1960
الرئيس جمال عبد الناصر
اول بث للتليفزيون العربي
وبدأ التليفزيون فى بث برامجه بانتظام من يوم 23 يوليو 1960، واستهل بإرساله لقناة واحدة لمدة ست ساعات، قدم الدراما التمثلية من إخراج لطفى نور الدين عنوانها "كاركاتير"، وأوبريت من إخراج إبراهيم السيد بعنوان "أنا رايحة السيدة" بالإضافة إلى رقصات شعبية من إخراج كامل مرسى ومجموعة أخرى من رقصات فرقة محمد رضا.
أمانى ناشد
لم تخل برامج التليفزيون العربى من برامج خاصة بالشباب فكان البرنامج الحوارى "نادى الشباب" من تقديم المذيعة أمانى ناشد، ومن البرامج الكوميدية "عائلة البيانو" وكانت من تمثيل الفنانين "حسن فايق، توفيق الدقن، وداد حمدى وسعيد أبو بكر"، وقبل منتصف الليل بنص الساعة كانت النشرة الإخبارية ثم التلاوة القرآنية ثم موسيقى السلام الجمهورى.
بدء إرسال القناة الثانية عام 1961
وبعدها بعام وفى 21 يوليو 1961 كانت بدء الإشارة لإرسال القناة الثانية والتى على غرارها تم ارتفاع معدل ساعات الإرسال إلى 13 ساعة فى اليوم، حيث أقبلت الأسر المصرية ذات الدخل المرتفع ومتوسطى الدخول على شراء التليفزيون وكان تحت مسمى "تليفزيون تليمصر 23 بوصة" وكان سعره 35 جنيها مصريًا.
اقبال المواطنون على مشاهدة التليفزيون
قرار جمهورى بتحويل التليفزيون العربى إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1970
وفى عام 1970 أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات مرسومًا بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، وكان حينها مقسمًا إلى أربعة قطاعات "والإذاعة، التلفزيون، التمويل والهندسة"؛ ولكل منها رئيس على حدة يعملون جميعًا تحت إشراف وزير الإعلام، وبعد انتصارات أكتوبر 1973 كان هناك انتصار آخر للبث التليفزيونى، حيث تحول من الأبيض الأسود إلى البث الملون وكانت بداياته فى عام 1976.
سلوى حجازى
التوسع فى إنشاء القنوات المحلية والفضائية
وبعد ذلك بدأ التوسع فى إنشاء قنوات محلية لتخدم محافظات مصر المختلفة؛ ففى عام 1988 كانت القناة الثالثة لتخدم اقليم القاهرة الكبرى، يليها القناة الرابعة لتخدم مدن القناة الثلاث، وفى بداية تسعينيات القرن الماضى كانت انطلاق القناة الخامسة التى تخدم محافظة الإسكندرية والمدن المجاورة لها، أما فى عام 1994 كانت الإشارة لبدء إرسال القناة السادسة التى تخدم قطاع الدلتا والسابعة والتى تخدم قطاع شمال الصعيد؛ أما فى عام 1996 كانت القناة الثامنة والتى تخدم قطاع جنوب الصعيد.
وبالتزامن مع بدء إرسال القنوات المحلية كانت هناك إشارة للعالم الخارجى تؤكد أن التليفزيون المصرى يراه العالم؛ فكانت هناك القناة الفضائية" الأولى" وهى أول قناة فضائية عربية حكومية بثت إرسالها 1990، وفى عام 1993 كان صرح قنوات قطاع النيل المتخصصة "أخبار، رياضة، الثقافة، الطفل، المنوعات والتعليم".
رشوان توفيق: كنت مذيع نشرة وراتبى لا يتدعى الـ19 جنيهًا
الفنان رشوان توفيق
يسترجع الفنان رشوان توفيق ذكرياته فى بدايات التليفزيون المصرى قائلًا: كنت أعمل مساعد مخرج فى البرنامج الإذاعى من الجانى فى ستينيات القرن الماضى، وتزامنًا مع هذا التوقيت كان هناك اختبارات مذيعين بالتليفزيون العربى فتقدمت لأجتاز هذا الاختبار وكان رئيس اللجنة الإذاعى الكبير ورئيس التليفزيون عبد الحميد يونس، وشاء الله أن أكون ممن تم اختيارهم كمذيعين بالتليفزيون، وقام بتدريبى صلاح زكى، وهمت مصطفى، وسميرة الكيلانى، وأصبحت مذيعًا لنشرة الأخبار فى التليفزيون المصرى، وكان راتبى وقتها لا يتعدى الـ19 جنيهًا.
وأكمل حديثه قائلًا: فى ذلك التوقيت ودون أسباب تذكر فوجئت بالمذيعة سميرة الكيلانى تطلب منى الانتقال إلى تقديم برامج الشباب، والتى كان ينفيذها المخرج العظيم حسين كمال، وكانت المذيعة المصاحبة معه الراحلة أمانى ناشد، لكن لأى أسباب استبعدت لأحل محلها لا أعلم.
وتابع الفنان القدير رشوان توفيق قائلًا: وكان الجديد أننى أدخلت جزءا دراميًا من فن البانتومايم فى البرنامج وكان من رواد هذا الفن من الشباب فى ذلك التوقيت الفنانين "عبد الرحمن أبو زهرة، زين العشمازى وأبو بكر عزت"، كما أننى كنت من ضمن أول فريق للمسرح التليفزيونى فى بداياته.
رئيس البرامج الدينية: ماسبيرو وطن لكل إعلامى
المذيعة مها مدحت
وقالت الدكتورة مها مدحت رئيس البرامج الدينية فى التليفزيون المصرى: إن ماسبيرو هو البيت الكبير ووطن لكل إعلامى، حيث إنه يمر بتحديات صعبة لمواجهة حروب الجيل الرابع، ففى فتراته الأولى كانت هناك مذيعات عمالقة أمثال أمانى ناشد، ليلى رستم، سلوى حجازى فكانت لهن أهدف وتحديات لقضايا تلك الفترة، يليها مذيعات أمثال فريال صالح، هبة رشوان، أمانى زكى أيضًا كانت هناك تحديات كبيرة كى يواكبن ويسرن على نفس المستوى العملاق فى تحديات قضايا تلك الفترة، فلكل حقبة مر بها ماسبيرو لها تحديات قوية، لكن أهمها الآن هو تحدى ومواجهة الإعلام الإلكترونى.
ليلى رستم
وتابعت مها مدحت كى نقدر على مواجهة هذا التحدى الصعب لابد من التنمية البشرية لكل العاملين فى ماسبيرو وليس المذيعين فقط، حيث يجب التكاتف لكل الجهود للنهوض بالإعلام المصرى، فنحن نعيش فى زمن إعلام عدم الوعى، لذلك يجب الاهتمام به، ولأنه هو العنصر الخامس للقوى الشاملة للأمن المصرى، فإعادة ترتيب الأوراق الإعلامية فى مصر لابد وأن يكون من أولاويتها ترتيب أوراق ماسبيرو لأنه مسئول عن الكلمة والصورة.
طارق الشناوى: قرار إنشائه بطولى
طارق الشناوى
أما الناقد الفنان طارق الشناوى فقال عن ماسبيرو: إن اتخاذ قرار إنشائه يعد قرار بطوليًا، فكان رجال الثورة وقتها لا يرون له أهمية حتى قام عبد القادر حاتم وزير الإعلام فى ذلك الوقت بإقناع الرئيس الرحل جمال عبد الناصر بأهمية التليفزيون العربى حتى اقتنع بهذا الصرح وأصدر قرار الإنشاء وكان البث فى البث التجريبى فى 21 يوليو 1960.
وتابع الشناوى أنه من أهم مميزات دخول التليفزيون بيوت المصرين أنه جمع ووحد أهالى المنطقة أمام شاشة واحدة ليشاهدوا ما يفضلونه من برامج أو دراما، لأن دخول المصرين فى ذلك الوقت كانت ضئيلة ولا تسمح بأن يكون فى كل بيت تلفزيون فربط بين المصرين برباط قوى فترة من الزمن.
وأكمل حديثه: جميع برامجه كانت لها روح خاصة يلتف حولها الجمهور المشاهد، فلا يمكن أن ننسى تلك الروح الجميلة التى جمعتنا، أما فوازير رمضان والدراما التى كانت بأقل التقنيات والتكاليف، لكن مهارة المبدعين المصرين قدمت دراما رائعة وجذابة، ويشهد للهرمين الأساسيين فيها وهما المخرج نور الدمرداش الخاص بإخراج الدراما والمخرج محمد سالم الخاص بإخراج المنوعات.
نجوى إبراهيم
كما أن للمذيعين علامات كبيرة ومؤثرة منهم أمانى ناشد، ليلى رسم ، سلوى حجازى والجميلة الصغيرة نجوى إبراهيم التى كانت أصغر وأجمل مذيعة فى التليفزيون المصرى، حيث كانت فى مرحلة الثانوية العامة حين اكتشفها المخرج يوسف شاهين لتكون بطلة فلميه الأرض عام 1970.