كواليس حرب "التويتات" بين إيلون ماسك وجيف بيزوس لاستكشاف الفضاء

الثلاثاء، 23 يوليو 2019 06:00 م
كواليس حرب "التويتات" بين إيلون ماسك وجيف بيزوس لاستكشاف الفضاء إيلون ماسك وجيف بيزوس
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاصرنا العديد من الحروب عبر التاريخ التى تختلف ما بين حرب باردة وملحمة دموية، ولكن كيف هى حرب عمالقة التكنولوجيا، إنها ببساطة حرب "التويتات" عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، معركة تثيرها الغيرة وكلمات الاستفزاز عبر الحسابات الشخصية لكل عملاق تكنولوجيا، والتى تختلف عن غيرها من الحروب فى طبيعتها الفكاهية واستعراض القدرات اللفظية الذى يجذب الملايين.
 
هكذا هى المعركة الحالية بين جيف بيزوس وإيلون ماسك، اللذان يواجهان نزاعًا ملحميًا يدور منذ سنوات، والذى نكشف عن تاريخه خلال هذا التقرير وكيف بدأ وصولا إلى ذروته خلال هذه الأيام التى نستيقظ فيها على تويتة جديدة لأحدهما يوجه ضربته للآخر عبر القليل من الكلمات على حسابه واستخدام "الايموجى".
 
وتكشف "business insider" عن ما قبل هذه المعركة، حيث بداية العلاقة التى نشأت منذ عام 2004، فقد كان يتناول كلاهما العشاء معا ويتشاركا الأفكار حول شغفهم بالفضاء، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ويشهد الجميع خلافاتهم المستمرة.
 
هذه الحرب بين طرفين أقوياء حيث إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي ومؤسس SpaceX للفضاء، ومن جهة أخرى جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي ومؤسس Blue Origin، كلاهما في سباق لجعل السفر إلى الفضاء أسهل وبأسعار معقولة ولكن أحدهما يهدف للمريخ والآخر للقمر، ومع استمرار كل شركة في النمو والتوسع تصاعدت نيران المنافسة بينهما.
 
ايلون ماسك وجيف بيزوس
ايلون ماسك وجيف بيزوس

 

من أين بدأ كل هذا؟ 

 

البداية فى هذه القصة تعود إلى عام 2004، حيث تناول كلاهما العشاء معا ولم يكونوا أعداء على الإطلاق، بل جلسوا فقط وتحدثوا، حيث كان كل من SpaceX و Blue Origin من الشركات الناشئة نسبيًا، ولم تطلق أي شيء إلى الفضاء، ولم يكن هناك صاروخ يعمل فى أى من شركاتهما.
 
ولكن اختلفت الأمور سريعا بعد سنوات من هذا الموعد، عندما بدأت أنظمتهم تتجمع ونشأت روح المنافسة، ففي فتحت وكالة ناسا الأمريكية الباب أمام شركات الفضاء الذين يريدون التقدم لاستخدام منصةالإطلاق 39A، بعد تقاعد Space Shuttles فى ذلك الوقت وعدم استخدام لوحة الإطلاق.
 
وهنا انطلقت SpaceX معبرة عن رغبتها فى استخدام هذه المنصة كنقطة تشغيل لها، ولكن جيف بيزوس لم يعجبه الأمر فأسرع مباشرا بطلب استخدام المنصة لشركته، والذى ذهب إلى حد تقديم شكوى إلى الحكومة لمنع شركة SpaceX من الحصول على منصة الإطلاق.
 
فى هذه اللحظة تحديدا بدأت شرارة الحرب التى بدأها بيزوس، مما جعل ماسك بالغضب تجاه هذا الأمر وأصبح العداء رسميا بينهما، ولكن فى النهاية فازت شركة SpaceX بتوقيع عقد إيجار مدته 20 عامًا للمنصة 39A في عام 2014. 
 
ولم تنته الحرب مع هذه النتيجة، ولكنها بدأت ففى هذه المرة كانت على براءات الاختراع، حيث قدم بيزوس براءة اختراع لتكنولوجيا بناء صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وعندما علم موسك بذلك، تدخل فى معركته ضد هذه البراءة، لأن ماسك أراد أن يفعل نفس الشيء ولم يرغب في تسديد مبالغ مالية لاستخدام هذه التقنية، وفي عام 2015، تم تغيير براءة الاختراع قليلا بحيث تناسب spaceX وخططها.
 
معركة التويتات
معركة التويتات

 

أول تويتة تشعل الحرب الالكترونية

 

مع نهاية عام 2015، وصل الخلاف إلى المسرح العالمي "تويتر"، ففي نوفمبر، أطلقت شركة Blue Origin صواريخها للمدار وهبطت لأول مرة، وهو ما يجعله أول من يحقق براءة الاختراع ويطلق التقنية الخاصة بإعادة استخدام الصواريخ، لذلك انطلق متحمسا لموقع "تويتر"، واصفا الصاروخ بأندر الوحوش التي استخدمت للانطلاق والعودة إلى الأرض. 

 

وهنا كان الرد النارى لماسك الذى هنأ بيزوس على الإنجاز منتهزا الفرصة لقتل هذه الفرحة من خلال تويتة يقول فيها "إن الأمر يحتاج إلى حوالي 100 مرة أكثر من الطاقة للقيام بما نحاول القيام به، وهو إطلاق حمولة في الفضاء وإعادة الصاروخ إلى الأرض مرة أخرى، وهو عمل رائع جدًا سنقم به" وهذا بالضبط ما فعلته شركة SpaceX بعد شهر في ديسمبر، موجها ضربة كبيرة لما اعتبره بيزوس نجاح.
 
استمرت حرب التويتات التى تعالت بشكل خاص بحلول عام 2019، عندما استمر بيزوس فى إثارة ماسك من خلال  محاضرة خاصة في مدينة نيويورك، انتقد فيها هدف ماسك لاستعمار المريخ، قائلا "أصدقائي الذين يريدون الانتقال إلى المريخ؟ أوجه لأى منكم نصيحة "تفضل بالعيش مباشرة على قمة جبل إفرست لمدة عام أولاً وأعرف ما إذا كنت تحب ذلك لأنها جنة مقارنةً بالعيش على المريخ".
 
كان لابد أن يرد ماسك كعادته دائما فى الرد على هذه المضايقات من وقت لآخر، خاصة أن بيزوس لم يكتف بذلك بل أيضا بعد فترة وجيزة نشر على تويتر أعلانه عن خطة Blue Origin لإطلاق آلاف الأقمار الصناعية في الفضاء من أجل إنترنت أسرع وأفضل في جميع أنحاء العالم، والمشكلة هي أن ماسك قد أعلن ذلك من قبل، لذلك كتب تويتة ساخرة أطلق على جيف بيزوس فيها أنه مقلد، عندما اكتفى بوضع اسمه ووضع كلمة "نسخ" وبجانبها ايموجى لقطة كوصفا لمن يقلدون الآخرين بشكل ساخر وبالفعل كانت من بين أبرز الردود استحواذا على شعبية الجميع من مستخدمى تويتر ووسائل الإعلام فى ذلك الوقت.
 
وهنا وجه ماسك ضربته الثانية من خلال تويتة أخرى بعد بوقت قليل حول إعلان Blue Origin الأخير للعودة إلى القمر على متن مركبة الهبوط "Blue Moon"، من خلال تويتة يسخر من اختيار العلامة التجارية بوضع كلمة "أزرق" على كرة عملاقة.
 
ولكن فى النهاية أى كان هذه الحرب ستنتهى أم ستستمر أمام أعين الجميع، إلا أنه فى الحقيقة رؤاهما ليست مختلفة، وكلاهما يريد الحفاظ على الأض، ويريد نقل البشرية إلى الفضاء حيث يمكن أن يكون لدينا مستقبل أكثر جرأة مما كنا نتمناه.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة