دائما ما تسعى جماعة الإخوان لتشويه ثورة 23 يوليو، ولما لا وتلك الثورة التى كشفت حقيقة هذا التنظيم، الذى حاول أن يركب الثورة ويزعم أنه شارك فيها، وبعدها حاول اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليتم القبض على قياداتهم وإعدام بعضهم.
التنظيم سعى لتشويه صورة قادة تلك الثورة، ووصف 23 يوليو بأنه انقلاب عسكرى وليس ثورة شارك فيها الشعب المصرى، وكذلك تشويه صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
جمال عبدالناصر
كعادتها فى تشويه كل ما هو جميل وله مكانة عند المصريين، واصلت الإعلامية الهاربة آيات عرابى القيادية بتحالف جماعة الإخوان، بذاءاتها، إذ زعمت أن الزعيم جمال عبد الناصر كان يعادى الإسلام والمسلمين، ليس هذا فحسب بل حاولت بشتى الطرق تشويه ثورة 23 يوليو والضباط الأحرار.
وزعمت "عرابى" المقيمة فى أمريكا، أن جمال عبد الناصر كان مواليا للأمريكان، وأن كل إنجازاته وهمية، واصفة أنصاره- الناصريين- بالفيرس والخرفان الذى يجب التصدى لهم، مدعية أن جمال عبد الناصر ارتكب جرائم فى حق الشعب المصرى بأوامر السى أى أيه لأنه كان عميلا للأمريكان، على حد مزاعمها.
كما حاولت الهاربة، خلال كلمة مسجلة ألقتها بمناسبة ذكرى ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن تشكك فى الذمه المالية له، زاعمة أن الحديث عن أن عبد الناصر مات وفى خزنته 3 جنيهات أكذوبة كبرى، وأنه استولى على أراض، وكان تأتى له الفاكهة يوميا من لبنان، بالإضافة إلى أنه كان لديه محزن جبن سويسرية فى منزله.
الضباط الأحرار
عند سؤال المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل عن أسباب تشويه الإخوان لتلك الثورة قال إن ما فعلوه فى ثورة 25 يناير يرد على هذه الادعاءات، وتلك الجماعة تحاول أن تركب الحدث، وإبان ثورة 23 يوليو 1952 لم يخرجوا ورفضوا أن يمثلوا أى جزء من الثورة، ولم يعلنوا أى شيء بخصوص الثورة إلا بعد خروج الملك وليس بعد نجاح الثورة، وحاولوا إعلان وصايتهم على الثورة.
وأضاف عبد الحكيم عبد الناصر: "هم أعادوا تكرار تاريخهم الأسود وعملوا كلاكيت ثانى مرة لنفس الموضوع، لما حاولوا يركبوا ثورة 25 يناير على أكتاف الشباب ووصلوا للحكم، الشعب المصرى لم يتحملهم، ومصر كلها نزلت فى الشوارع تطالب الجماعة بالرحيل وثارت على هذا النظام الفاشل، الذى يتاجر بالدين وكل هذا أكبر دليل على أن حديثهم لا يستحق أن يناقشه أحد".
سيد قطب
فى هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جماعة الإخوان تكره ثورة 23 يوليو لعدة أسباب أولها لأن الإخوان ظنوا أنهم شركاء في الحكم لمصر مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحاولوا فرض نفوذهم وشروطهم على عبد الناصر والضباط الأحرار، وفشلوا فرتبوا لعمليات تصفية، وكانت المنشية تاريخا فاصلا في العلاقة مع الجماعة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جمال عبد الناصر والضباط تعاملوا مع الإخوان على أنهم شر، وأنهم يريدون الانفراد بحكم مصر، وهو ما تيقن له مبكرا، وتمت المواجهات في مجالات متعددة، وكانت المواجهة في إعدام سيد قطب، وعبد القادر عودة.
وتابع الدكتور طارق فهمى: الإخوان يكرهون ثورة يوليو، لأنها أزاحت نفوذهم ومشروعهم للانفراد بحكم مصر، ونجح ناصر في تحديد وتهميش خطرهم، لهذا يكرهون الثورة والجيش وبنوا المظلومية الأولى في مواجهة النظام والحكم والشعب.
عبد القادر عودة
واستطرد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المظلومية الثانية كانت في السبعينيات مع السادات ثم الثالثة والتى تتم الإخوان، لافتا إلى أن الاخوان كان لديهم مشروع تصفوي لإنهاء الأحزاب والتجمعات السياسية وشرب الجيش والهيمنة ثورة يوليو حسمت الامر.
فيما أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن الإخوان أعداء لفكرة الدولة الوطنية ذات الحدود والسيادة المستقلة، لذلك هم يكرهون ثورة 23 يوليو، موضحة أن مشهد تحرر مصر من الحكم الملكي كان مشهد مرعب بالنسبة لهم لأن ثورة 23 يوليو كانت إعلان لانتهاء زمن الخلافة العثمانية وبداية جديدة للدول العربية كدول مستقلة ذات سيادة وطنية، .
وأوضحت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أنه كان طبيعي أن يعارض الإخوان هذا المناخ الجديد الذي سيكون من العصب عليهم العمل فيه، خصوصاً أنهم لا يعترفون بفكرة الوطن أو الحدود.
وتابعت داليا زيادة: كان الجيش المصري هو قائد ثورة يوليو وهذا رأته الجماعة كتهديد لها، وقد كان فعلاً حيث أن قرار التخلص من الإخوان كان من أول القرارات التي اتخذها عبد الناصر بعد توليه الرئاسة بعد الثورة بعامين تقريباً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة