أطلقت وزارة التسامح، فعاليات مخيم "التسامح للكتابة الإبداعية" للموهوبين من طلاب المدارس، بمقر مركز الشباب العربى فى أبوظبى، أمس، بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة.
ويركز المخيم الذى يشارك به عدد كبير من الموهوبين فى المجالات الأدبية على إحداث نقلة نوعية فى منظومة إنتاج المعرفة فى مجال التسامح من خلال تقديم الدعم اللازم للموهوبين لصقل موهبتهم وتبنيها من قبل نخبة من كبار الأدباء والكتاب والمؤلفين الإماراتيين، وتعزيز قيمة القراءة كأداة معرفية ضرورية في عملية الإنتاج المعرفى.
وتقديم المساعدة في إنجاز الأعمال والمؤلفات وإطلاقها لإثراء المشهد المعرفي العربي، وتدريب المشاركين على تحويل أفكارهم ورؤاهم إلى أعمال مكتوبة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، حسب ما جاء فى "البيان"،إن التركيز على الشباب في المرحلة الحالية هو من أولويات الوزارة ليس فقط لتعزيز قيم التسامح في نفوسهم، ولكن لكي يكونوا هم أنفسهم فرساناً للتسامح وسفراء له في مجتمعاتهم والعالم، ولذا تركز الوزارة على إطلاق العديد من المبادرات في هذا الجانب.
ومن هنا يأتي تبني الوزارة لدعم الإبداع المعرفي لدى الطلبة وتوجيه قدرات الموهوبين منهم للكتابة في مختلف فروع المعرفة عن قيم التسامح واحترام الاختلاف وقبول الآخر والتعاون والسلام الاجتماعي، وجميعها قضايا تصب في صالح التسامح المجتمعي الذي تعد الإمارات الرمز الأبرز له عالمياً وإقليمياً.
مؤكداً أن إطلاق مخيم الكتابة الإبداعية للتسامح، ركز في انطلاقته الأولى على دعوة الموهوبين من طلاب المدارس للمشاركة فيه باعتبارهم الأكثر قدرة على التعبير عن قناعاتهم ورؤيتهم لكل ما يتعلق بالتسامح.
كما دعيت قامات كبيرة من مفكري وأدباء وكتاب الإمارات لتدريب الطلبة ليس فقط على الكتابة وإنما لترتيب أولوياتهم كمبدعين واكتساب خبرات جديدة وتوسيع إدراكاتهم المعرفية والثقافية، وتفجير الطاقات الكامنة داخل كل واحد منهم.
وأضاف الوزير أن الهدف الرئيس من تنظيم مخيم الكتابة الإبداعية في التسامح يركز على تعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف وإثراء المحتوى المعرفي والثقافي للتسامح من خلال الكتابة الشابة التي ستنتج عن المخيم، مؤكداً أن الدورة تركز على القصة القصيرة والشعر والمقال ومبادئ الرواية، ويمكن لكافة المشاركين الاستفادة منها جميعاً.
وصقل المهارات اللغوية لديهم وتدريبهم على تقنيات اللغة والكتابة وأسلوب السرد والحوار وكيفية تطويرهما باعتبارهما عماد العمل الإبداعي، إضافة إلى تعريف الطلبة بكيفية التخطيط للكتابة، مع توجيههم إلى أهمية أن يكون هناك دائماً تصاعد في الأحداث، ثم التدريب العملي على كتابة المسودة الأولى ثم مناقشاتها، قبل الانطلاق إلى مرحلة العصف الذهني والمناقشة الجماعية الأولى، ليتم بعد ذلك تصويب المسودة، ومناقشة الكتابات مع المدربين في صورتها النهائية.
ونبه وزير التسامح إلى حرص الوزارة على دعوة متخصصين في مجالات التدريب الإبداعي من المشهود لهم بالحرفية والكفاءة وممن لهم إنتاج إبداعي يجعلهم في صدارة المشهد الثقافي الحالي بالدولة.
يقوم على تدريب الطلاب المشاركين كل من أسماء الزرعوني كاتبة ومؤلفة وقاصة إماراتية، وبدرية الشامسي قاصة وروائية إماراتية، وتركزان على وحدة المعايير الأساسية التي يجب مراعاتها لكل جنس أدبي، إضافة إلى تقديم مادة نظرية أكاديمية رصينة، ومن ثم الانطلاق إلى كتابة تفاعلية عملية، يشارك فيها كل المشتركين في الورشة.
وأكد أهمية هذه المبادرات التي تساعد الراغبين من المبدعين الشباب على الدخول إلى عالم الكتابة الأدبية، باعتبار الكتابة عملاً مغرياً للشباب بما تحمله من محفزات تقود إلى الشهرة والانتشار والمشاركة في الجوائز المحلية والعالمية المخصصة للإبداع، حيث توفر هذه المبادرات الفرصة للحصول على المقومات الرئيسية والمهارات اللازمة للدخول إلى عالم الإبداع الأدبي والفكري والمعرفي.
والتأسيس العميق للأفكار وتحويلها إلى سرد إبداعي يراعي كافة القواعد الأدبية، مشيداً بالجهود المقدرة التي بذلتها دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي لإنجاح هذا المخيم، وكذلك استضافة مركز الشباب العربي لفعالياته التي تستمر على مدى أسبوعين.
يضم المخيم على هامشه أنشطة مصاحبة منها ورشة فنية بعنوان "نتعارف بالألوان"، و"قرأنا لكم فى التسامح"، و"التسامح بخطوط عربية"، و"اقرأ عن وطنى"، إضافة إلى استضافة يومية لعدد كبير من ضيوف الشرف، كما ينظم المخيم رحلتين ثقافيتين لكافة المشاركين لزيارة عدد من المعالم الثقافية والتنويرية بأبوظبي.