الفريق جلال هريدى مؤسس حزب حماة الوطن فى حوار شامل لـ«اليوم السابع»: السيسى رجل نظيف اليد واللسان.. وأفضل رئيس فى تاريخ مصر.. على عبدالعال رجل دولة من طراز فريد.. وأدار مجلس النواب بحكمة شديدة

الخميس، 25 يوليو 2019 11:00 ص
الفريق جلال هريدى مؤسس حزب حماة الوطن فى حوار شامل لـ«اليوم السابع»: السيسى رجل نظيف اليد واللسان.. وأفضل رئيس فى تاريخ مصر.. على عبدالعال رجل دولة من طراز فريد.. وأدار مجلس النواب بحكمة شديدة حوار الفريق جلال هريدى مؤسس حزب حماة الوطن
حوار - كامل كامل - إيمان على تصوير - حسام عاطف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

- خطة الإصلاح الاقتصادى هى العلاج الناجز الناجح.. والشعب سيجنى نتائجه قريباً

- التشريعات الاقتصادية ساهمت فى تحسين المناخ الاستثمارى

- قانون تنظيم العمل الأهلى حقق مطالب الأحزاب.. وتجاوز كل العقبات التى كانت تهدد العمل المدنى 

- محمد مرسى انزعج من تأسيس «حماة وطن» وقال لى: «أنت عامل حزب يهاجمنى»

الفريق جلال هريدى، مؤسس حزب حماة الوطن، رجل شاهد على تاريخ مصر الحديث، إذ شارك فى ثورة 23 يوليو، وأغلب حروب مصر فهو من أسس سلاح الصاعقة، التقينا به فكشف خلال حوار لـ«اليوم السابع» لمدة ساعتين عن تحركات حزب حماة الوطن المقبلة، وتقييمه لمجلس النواب ورأيه فى بعض القوانين، فضلا عن تاريخه العسكرى والسياسى.
 
وأكد الفريق جلال هريدى أن خطة الإصلاح الاقتصادى هى العلاج الناجز الناجح، والشعب سيجنى نتائجه قريبا، مشيرا إلى أن التشريعات الاقتصادية ساهمت فى تحسين المناخ الاستثمارى.
 
وقال مؤسس حزب حماة الوطن: إن قانون تنظيم العمل الأهلى حقق مطالب الأحزاب..وتجاوز كل العقبات التى كانت تهدد العمل المدنى.. وإلى نص الحوار: 

فى بداية الحديث معك.. كيف ترى الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدارته للبلاد؟

مصر تمر بظروف خاصة وصعبة، وهو ما يستدعى ضرورة مساندتنا لكافة مؤسسات الدولة، والرئيس عبدالفتاح السيسى هو رجل دولة بحق ويسير بخطى ثابتة نحو الوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، وكان لى لقاءين معه قبل تولى الحكم، فأول لقاء لى مع الرئيس السيسى كان وقت عمله بالمخابرات الحربية، وفوجئت بتوجيهه السلام لى فى أحد الأفراح ويعرفنى بنفسه، وفوجئت بمعرفته كل التفاصيل عن الصاعقه وتاريخها، كما أنه رجل نظيف اليد واللسان.

ما هو أبرز ما تعرفه عنه؟

تتبع لى جمعية الفداء التعاونية للبناء والإسكان لضباط الصاعقة المصرية المساكن ووقتها كان السيسى نائب رئيس المخابرات الحربية، هاتفنى لتفقد إحدى الشقق التابعة للجمعية، وكان مقدمها 50 ألفا، والتقسيط على 3 سنوات، نظر لى بدهشة وقال «كتير عليا»، وهذا أمر غريب عن ضابط برتبته وهو ما يبزر كيف كان قائدا نظيف اليد، كما أنه كان مواظب على الصلاة فى المسجد وأحد الأشخاص فى أمن المخابرات وجه له نصيحته حتى لا يكون ذلك له تأثير على ترقيته، وكان رده «أنت خايف عليا عشان ترقية.. أنا هبقى وزير دفاع مصر وحدث بالفعل.. طول عمره بينه وبين ربنا عمار».

البعض يقول إن هناك تشابها بين الرئيس السيسى وجمال عبدالناصر.. فما رأيك؟

مفيش حد شبه السيسى.. كل رئيس له تميزه فى مجال، ولكن السيسى جمع بين كل ذلك، وهو من وجهة نظرى أفضل رؤساء مصر على الإطلاق، فهو تمكن من أن يحظى بحب الشعب، وهو أول من أعاد البلاد للحضن الأفريقى من جديد بجانب النجاح فى العلاقات الدولية.

كيف رأيت قراراته التى اتخذها بشأن الإصلاح الاقتصادى؟

الشعب المصرى تحمل الكثير وسيجنى هذا قريبا، مش ممكن نفضل كده على طول وقريبا سيشعر الشعب بما عمل عليه الرئيس السيسى وهو بدأ يلمسها بالفعل.

وخطة الإصلاح الاقتصادى المصرى الشامل فى أعقاب ثورة 30 يونيو العلاج الناجز الناجح قوى فى مفعوله، ورغم صعوبة الخطة إلا أن الشعب المصرى تحمل كل هذه الإجراءات من أجل النهوض بالاقتصاد القومى الذى تعرض لهزات عنيفة عقب قيام ثورة 25 يناير، فضلًا عن الأزمات التى كانت تمر بها قبل الثورة، وكانت الحلول التى يتم وضعها من قبل الحكومات المتعاقبة مجرد مسكنات لا تسمن ولا تغنى من جوع، لعل أبرز تداعيات الأزمة كان فى تآكل الاحتياطى النقدى الأجنبى، ونفور المستثمرين عن الإقبال على السوق المصرية.

وماذا عن طبيعة الوقت الحالى وبعد مرور 6 سنوات من ثورة 30 يونيو؟

بدأ الاقتصاد المصرى يسير فى شكله الطبيعى، وبدأت الاستثمارات الأجنبية تعرف طريقها إلى السوق المصرية بعد أن ظلت لسنوات طويلة ينتابها الخوف من الأوضاع فى مصر، وبعد تدشين المشروعات القومية الكبرى فى مجالات الكهرباء والطرق والبنية الأساسية أدرك المستثمر المحلى والأجنبى أن مصر تفتح ذراعيها دون خوف على أى استثمارات، وستحطم كل القيود والمعوقات التى تحول دون إيجاد استثمار قوى يوفر فرص عمل حقيقية لأبناء الشعب ويدفع معدلات النمو الاقتصادى إلى مستويات أعلى بما يؤدى فى النهاية إلى تحسن معيشة المواطن، لتنتهى فترة المعاناة من مذاق الدواء اُلمر وقسوة وقعه، وتجف الدموع من تبعاته ليحين موعد جنى الثمار.

ولا ننسى ذكر أنه نجح فى إتمام إنجازات كثيرة على مدى السنوات الماضية، والتى تمثلت فى إقامة سلسلة من المشروعات القومية الكبرى لتطوير البنية التحتية، وجاءت على نحو يسهم فى دفع معدلات النمو، وتوفير فرص عمل جديدة، وتم الحرص عند التخطيط لهذه المشروعات، على إيجاد ترابط بينها على اختلاف مواقعها وتوزيعها الجغرافى على رقعة القطر المصرى.

HOS_9790

وماذا عن البرلمان وأداء الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب؟

التقيت به 3 مرات وهو رجل وطنى ومهم قاد البرلمان فى مرحلة حرجة بشجاعة غير عادية، كما أنه رجل دولة من طراز فريد وتحمل الكثير من المحاولات التى سعت لهدم البرلمان وتشويه صورته.
 
كما أنه أداره فى وقت كان فيه عواصف ومؤامرات تحاك ضد البرلمان، وتحمل الكثير من المعارضة، وتمكن من التصدى لعدد كبير من مشاريع القوانين، وهو يسير بالمجلس دون أى مشكلة.

إذا أردنا التحدث عن عدد من التشريعات التى خرجت من البرلمان الفترة الأخيرة.. فماذا عن قانون الاستثمار؟

أسهم ظهور قانون الاستثمار فى توسع وزيادة الاستثمارات الأجنبية، فى الوقت الذى يشهد فيه العالم تراجعا كبيرا فى معدلات الاستثمار المباشرة التى تصل إلى 42 %.
 
وتحافظ مصر على مكانتها بين الدول لتصبح رقم واحد فى القارة الأفريقية لمعدلات الاستثمار الأجنبى المباشر والثانية عربيا، وارتفع تأسيس الشركات فى مصر بشكل كبير جدا وملحوظ فى الفترة الأخيرة وبشكل غير مسبوق من قبل، خاصة مع تسهيل إجراءات التأسيس وإنشاء الشباك الواحد.

 وماذا عن قانون الجمعيات الأهلية الذى تمت عليه الموافقة من البرلمان فى نهاية دور الانعقاد الرابع؟

فرصة قوية لتحفيز العمل الأهلى فى مصر تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقانون تحقق فيه كل المطالب التى نادينا بها وسهل إجراءات الإنشاء وحرية وسهولة العمل لصالح المواطنين والعقوبات التى كانت تهديد العمل المدنى، وتم تبديلها بعقوبات مالية.

 وننتقل إلى نشاط الحزب.. ماذا عن التحركات المقبلة؟

سيكون للحزب تحركات مكثفة وجولات فى المحافظات خلال الفترة القادمة، لو اضطر الواحد يزحف لصالح هذا البلد طول ما فى نفس هيشتغل، وحزب حماة الوطن هو حامى الوطن ولدينا عزيمة وإصرار رجال القوات المسلحة.

كيف يستعد الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟

بدأنا بالفعل فى إعداد استراتيجية واضحة لتدريب وتأهيل الكوادر السياسية على جميع المستويات، وجزء من عمل الحزب هو إعداد الكوادر المؤهلة والواعية لخوض الاستحقاقات الانتخابية، والحزب لديه خطة وبرنامج لتأهيل وتدريب الكوادر سياسياً خلال الفترة المقبلة، ستنفذها أمانتا الشباب والتدريب والتثقيف فى كل المحافظات طبقا لخطة زمنية محددة، والهدف من البرنامج التدريبى هو تأهيل الشباب ورفع وعيهم السياسى، استعدادا لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، كما أن قيادات الحزب فى جميع المحافظات على اتصال دائم بالمواطنين وموجودين بفعاليات وأنشطة، سواء على مستوى التشريع من خلال نواب الحزب فى البرلمان، أو على مستوى القيادات والكوادر السياسية والشعبية المتواجدة والملتحمة بالمواطنين التى تعمل على حل مشاكلهم ورفع الوعى ونشر ثقافة المشاركة السياسية.

وما هى خطة الحزب فى خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ المقبلة؟

نعمل على إعداد كوادرنا للانتخابات من أصحاب الخبرات، ونستهدف الوصول لـ36 نائبا فى البرلمان القادم بدلا من 18 برلمانيا، بمعنى التمثيل المضاعف.
كما سنخوض انتخابات مجلس الشيوخ ضمن ائتلاف دعم مصر، وسندفع بعدد ليس قليل ضمن القائمه الانتخابية، وسيتم الإعلان عنهم بعد إقرار شكل تقسيم الدوائر، ونسبة القوائم والفردى التى على إثرها سيتم تحديد الرقم النهائى.

HOS_9816

وما موقف الحزب من تشكيل مجلس الشيوخ المقبل؟

نرحب بالنسب المطروحة التى نصت على 80 نائبا بالقائمة، و80 فرديا و80 تعيين وعدد المعينين فى مجلس الشيوخ القادم سيكون ثُلث الأعضاء، وبهذا سيكون لدى النائب المعين فرصة أكبر وتفرغ للدراسة وتقديم خبراته المتراكمة التى لا يستطيع أعضاء مجلس النواب المشغولين بطلبات ومشاكل دوائرهم التى تستغرق وقتا طويلا أن تتيح له الفرصة فى تقديم الأداء العملى الكبير المطلوب.

وما الذى نريد الوصول له من خلال مجلس الشيوخ؟

وجود مجلس الشيوخ هام للغاية، ونريد منه تقديم الدراسات والخبرات ووجهات النظر المتطورة وآراء علمية وليس محاسبة وزراء أو غيره ووجوده بجوار مجلس النواب يساعده فى الانتهاء من القوانين التشريعية الثقيلة، ويخفف العبء على النواب، كما أن مجلس الشيوخ له طبيعة خاصة، ويتطلب أن يكون أعضاؤه من أصحاب الخبرات، والدرجات العلمية.

وكيف ترى تنظيم الإخوان.. فأنت رجل عاصر كل الأحداث الكبرى فى مصر؟

العام الذى وصلت فيه الجماعة إلى الحكم أظهرت حقيقتهم لشارع المصرى وأفضل شىء أنهم تقلدوا الحكم لفترة وإن كانت قصيرة. ولكن أظهرت خديعتهم وتحايلهم على الشعب المصرى، الشارع كان يرى الجماعة فى صورة أخرى ويسجلون تعاطف لهم لدرجة أن منهم من كان يقول: «اللهم أمتنى على دين الإخوان».

البعض أبدى انزعاجه بعدما تلقيت تكريما على يد الرئيس المعزول محمد مرسى فى 2012؟

لم أتلق تكريما منه بل من القوات المسلحة، وفى حفل التكريم قال لى مرسى: أنا أمنية حياتى أنى أشوفك من كتر اللى بنسمعه عنك، ولم أبدِ اهتماما، وكان تكريمى بمنحه رتبه فريق فخرى ونوطا للتكريم.

وماذا كان موقفه من تأسيس حزب «حماة وطن»؟

أبدى انزعاجه من تأسيس الحزب، ووجدته فى إحدى اللقاءات يوجه لى الحديث قائلا: «أنت عامل حزب بيهاجمنى»، ورددت عليه بقول: «نحن لا نهاجم أحدا.. بل نؤسس نحن الضباط المتقاعدين لكيان هدفه حماية مصر وشعبها ولإحياء الأمل لغد أفضل للمصريين».

كيف ساهمت فى تأسيس سلاح الصاعقة؟

أنا من مواليد 5 سبتمبر 1930 تخرجت من الكلية الحربية فى فبراير 1950، وأنا عندى 25 سنة سافرت لأمريكا حصلت على عدة فرق من ضمنها فرقة القناصة، وبعد العودة لمصر بدأت أعلم الناس فرقة الصاعقة عام 1955.

لماذا تم تسميتها بهذا الاسم؟

أنا كنت سأطلق عليها اسم العاصفة، وبعدين أحد الضباط فى هيئة التدريب اقترح نختار لها اسما من القرآن الكريم، فتم اختيار اسم الصاعقة، وبدأنا نعلم الصاعقة فأنا وقتها كنت مدرسا فى المشاة بمنطقة أبو عجيلة وكان هذا نوعا من التدريب القاسى جدا، والصاعقة بدأ يذيع صيتها عندما حدث العدوان الثلاثى.

على-عبد-العال-تصوير-خالد-مشعل

اشرح لنا كيف حدث هذا الأمر؟

لما وقع العدوان الثلاثى على مصر عام 56 استدعانى المشير عبد الحكيم عامر، وسألنى هل نقدر ندخل منطقة بور سعيد على طريق بحيرة المنزلة، وفعلا دخلنا بور سعيد كأفراد وأسلحة وألغام ومدافع رشاشة، ونجحت وقتها العملية بشكل كبير جدا تقرر على نجاحها إنشاء قوات الصاعقة بشكل رسمى، وأنا دائما أقول إن سلاح الصاعقة أشتعل فى العمليات قبل أن يتم تأسيسه بشكل مؤسسى.

وما أغرب أكلة تناولتها خلال عملك بالصاعقة؟

الثعبان، وهو ليس من الأكلات الغريبة والسم يتركز فى الرأس والذيل فقط، وهو وجبة اعتدنا عليها بالصاعقة، كما نأكل الدجاج والأرانب بدفنهم فى الطين أو الصحراء لفترة وجيزة ثم إزالة الريش وتناولهم، رجال الصاعقة إذا حست بالموت بتشرب وبتاكل آى حاجة ومنهم من مات أثناء التدريب فى الصحراء، أما من ضل طريقه عن الفرقة فوجدناه مص دمه.. فالعيش فى الصحراء ليس سهل والصاعقة عملها قاسٍ.

وقت تأسيس هذا السلاح ما هى كانت رتبك العسكرية فى هذا الوقت؟

كنت وقتها «يوزباشى» ووقتها اقترح المشير عبدالحكيم عامر يكافئنى بترقية من رتبة «اليوزباشى» إلى «البكباشى»، أى من النقيب للمقدم، ولكنى وقتها رفضت وقلت له: يا فندم لا، لا أريد المكافأة على واجب وأنا أريد أن أرسخ سلاح الصاعقة على مبادئ معينة ووقتها أصدر المشير عبد الحكيم عامر قرارا جريا جدا بتأسيس السلاح وأتولى أنا قيادته، وبدأت الصاعقة كسرية ثم كتيبة فى كتيبة واشتركنا فى حرب اليمن عام 62. 

هل التقيت خلال هذه الفترة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟

التقيت به عدة مرات، منهم مرة وقت الانفصال مع سوريا، والتقيت به فى 67، وأنا اتحكم عليا بالإعدام مرتين الأولى فى سوريا، لكن حصل تبادل قوات والحمد لله رجعت لمصر.

بحكم أنك التقيت جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر.. هل انضما لجماعة الإخوان؟

لم ينضما للإخوان إطلاقا، وأنا علاقتى كانت قوية جدا بالمشير عبدالحكيم عامر وأعرف ذلك جيدا، وعبد الناصر والمشير ليس لهما صلة من قريب أو بعيد بجماعة الإخوان و«عامر» كان يكرههم كره العمى، بل كانت تسعى الجماعة للادعاء بأنها من قامت بالثورة كما تعمل دائما و«يركبوا أى ثورة وخلاص»، وجماعة الإخوان هى التى تروج أن عبد الناصر والمشير انضما لتنظيم.

كيف بدأت العلاقة بين المشير والزعيم؟

جمال عبدالناصر كان أقدم من المشير عبدالحكيم عامر فى الجيش، والمشير عبدالحكيم قال لى إن فى إشارة وردت لإدارة المشاة أن ضابطا ينتقل إلى جبل الأولياء فى السودان، وجمال عبد الناصر فى هذا الوقت كانت يريد أن ينتقل من المكان الذى فيه فذهب إلى جبل الأولياء، والمشير وعبد الناصر التقيا فى هذا المكان، وكانا يلعبان شطرنج كثيرا معا، وعبد الحكيم عامر قال لى، إنه هو الذى فاتح عبد الناصر فى التخلص من الإنجليز، وأبلغنى أنه وجد أن عبد الناصر كان لديه نفس الفكر والرؤية، ولكنه كان لا يثق فى أحد أبدا، ووقتها حلفا اليمين على التخلص من الإنجليز، وستجد هذا الكلام ذكره خالد محيى الدين فى كتابه وأن عبد الناصر أبلغ الضباط الأحرار أن هناك ضابطا يحكى له كل شىء وهو عبد الحكيم عامر.

السادات

وكيف بدأت علاقتك أنت بالمشير عبدالحكيم عامر؟

عن طريق الخدمة فى رفح، وهو الذى مهد لى الطريق فى الانضمام لضباط الأحرار، وأنا أعتبر من الصف الثالث لضباط الأحرار، وكانت علاقتى بالمشير عبد الحكيم قوية جدا، وكنا نحب جمال عبدالناصر من خلال كلام عبدالحكيم عليه.

خلال الفترة التى تروى عنها كانت مصر مزدهرة بالفن.. فهل التقيت أحداً من عملاقة الفن فى هذا الوقت؟

أنا كنت أحضر حفلات أم كلثوم، ولم يجمعنى بها أى لقاء، لكن فى مرة حدث موقف مع عبد الحليم حافظ، فبعد هزيمة 67 كنت مقيما فى منزل المشير عبد الحكيم عامر، ومرة بفتح باب الصالون وجدت المشير وعبدالحليم حافظ يجلسان معا، فحاولت التراجع لكن المشير دعانى لدخول وقال لى: تعالى يا جلال ده الفنان عبد الحليم حافظ، فوجدت العندليب بيضحك جدا، فسألته وقولت له: خير؟ فرد وقال لى: مرة واحد اسمه ميشيل أسعد البوليس مره سأله هل تعرف جلال هريدى فقال لهم طبعا، فالبوليس قال له أنت لو حلمت بجلال هريدى هنحبسك، فميشيل رد عليه وقال لهم أنتم بتتكلم على مين؟ فقالوا له جلال هريدى، فرد عليهم ميشيل أسعد: «أنا لا أعرفه ولا عمرى شوفته» فعبد الحليم حافظ ذكر لى الحكاية وضحك بصوت عالى، ووقتها كان عبدالحليم حافظ يزور المشير لتقريب وجهات النظر بينه وبين الزعيم عبد الناصر بسبب الخلاف الذى وقع بينهما.

ومن سعى للوقيعة بين عامر وعبدالناصر؟

الوحيد الذى كان يسعى لذلك هو محمد حسنين هيكل.. فهو كان يريد أن يرث هذه الثورة.

وهل التقيت الرئيس السادات؟

الرئيس السادات كان لذيذا، وأنا كنت أعرفه معرفة شخصية جدا، فأنا كنت قائد الصاعقة وهو كان رئيس مجلس الأمة، وكان يطلب منى بعض الحاجات كنقل جندى أو ما يشبه ذلك، وكان وقتها مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر شمس بدران، فمرة السادات طلب منى حاجة، فقلت له يا فندم أنا بكلم شمس بدران فأنت كلم شمس بدران على طول، فقال لى: لا يا جلال أنا لازم أتصل بك أنت، ومرة استقبلنى بعدما كان رئيسا لجمهورية وبعد خروجى من السجن عام 74، وهو كان رجل جدع، وقرار حرب أكتوبر كان قرارا شجاعا 100%.
 
p.10









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة