قال الدكتور طه على، الباحث السياسى، إن وفاة الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى مثلت خسارة للوسط السياسى التونسى، حيث نجح السبسى فى الحفاظ على عدم انجرار تونس إلى منزلق كارسى مثلما جرى فى ليبيا وسوريا واليمن، وبخاصة فى ظل تربص حركة النهضة الإخوانية التى تضع السلطة نصب أعينها منذ بداية المرحلة الانتقالية التى شهدتها تونس عام 2011.
وأضاف الباحث السياسى، أنه تم تغيير موقع الانتخابات البرلمانية المقررة فى 6 أكتوبر المقبل، وكذلك موعد الانتخابات الرئاسية الذى أصبح فى شهر سبتمبر المقبل بدلا من نوفمبر المقبل، الأمر الذى يتزامن مع حالة اضطراب فى المشهد السياسى التونسى ولاسيما مع عدم توقيع الرئيس الراحل على قانون الانتخابات البرلمانية الذى أقره البرلمان التونسى الأمر الذى يعرض العملية الانتخابية يشوبها شكوكا دستورية.
وأوضح طه على، أن عدم اتفاق البرلمان التونسى على تشكيل المحكمة الدستورية العليا نتيجة الاختلافات السياسية والايديولوجية بين القوى السياسية المشكلة للبرلمان من شأنه إضفاء المزيد من التعقيد على المشهد السياسى بشكل عام.
وتابع الباحث السياسى: "يعانى حزب نداء تونس الحاكم من تراجع ملحوظ خلال السنوات الأخيرة حيث وصل عدد نوابه إلى 37 بعد أن كان 86 وذلك نتيجة لسلسلة الانشقاقات التى ضربت الحزب وبخاصة مع تدخل حافظ السبسى نجل الرئيس الراحل ما أعقبه تشكيل حزب تحيا تونس الذى أضحى المنافس الأول لحركة النهضة التابعة لجماعة الإخوان، كذلك فإن كتلة الجبهة الشعبية والتى تضم 11 حزبا يساريا، تعانى من خلافات داخلية أطلت بنفسها خلال عملية تشكيل القوائم الانتخابية. ما يضعف أداؤها خلال العملية الانتخابية المقبلة".