تحت أضواء الشموع الحزينة وباقات الورود، أحيت امبراطورة إيران السابقة الشهبانو فرح ديبا الذكرى الـ 39 لوفاة زوجها محمد رضا بهلوى شاه، واستهلت المراسم التى أقيمت بمسجد الرفاعى بالقاهرة، بوضع أكاليل الزهور على قبر زوجها الرخامى، فى خلوة اعتادت أن تقوم بها لمدة أكثر من 10 دقائق لقراءة آيات قرآنية على قبره، وربما الحديث إليه بعيدا عن أعين الكاميرات وزحام الوفود الإيرانية.
واستهلت ديبا كلمتها، بتقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، والعرفان لمصر حكومة وشعبا، والامتنان للسيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الأسبق الراحل، التى رافقتها ووضعت باقة زهور وقرأت الفاتحة على قبر الراحل أنور السادات بمدينة نصر قبل توجهما إلى مسجد الرفاعى.
وامتلأ مسجد الرفاعى، الذى شهد منذ 39 عاما أكبر جنازة عسكرية لأخر ملوك إيران، حضرها رؤساء بلدان ومسئولين وملوك، بباقات الورود الفخمة، والوفود الإيرانية التى صاحبت فرح ديبا من باريس، وأصدقاء عائلة بهلوى، التى تعيش اليوم خارج إيران فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وآخرين ممن كانوا يعيشون فى البلاط الملكى قبل سقوط الملكية، وأنصار الشهنشاهية فى الخارج، حيث قدمت ديبا الشكر لهذه الوفود التى حضرت لإحياء ذكرى وفاة زوجها.
وفى الكلمة التى ألقتها فى مراسم إحياء الذكرى الـ39 لوفاة محمد رضا بهلوى التى أجريت عصر، السبت فى مسجد الرفاعى، قالت ديبا "أشكر رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس السيسي الذى سمح لنا بإقامة مراسم إحياء ذكرى وفاة الشاه.. كذلك أتقدم بالشكر للسيدة جيهان السادات التى كانت تبعث بالتفاؤل وترفع من الروح المعنوية لى ولأسرتى بمشاركتها فى هذه المراسم فى السنوات الماضية".
كما قدمت الشهبانو تحية للرئيس الراحل أنو السادات، قائلة "تحية منى ومن أسرتى والإيرانيين لروح رئيس جمهورية مصر الطاهرة، الراحل محمد أنور السادات، أقدم الشكر لمصر حكومة وشعبا والذى استقبلنا بلطفه فى بلده خلال الظروف الصعبة التى ألمت بالشاه وأسرتنا".
وقالت امبراطورة إيران السابقة الشهبانو فرح ديبا، أن الشاه محمد رضا بهلوى كان عاشقا لبلاده وعمل على تقدم وراحة الإيرانيين، قائلة "زوجى الحبيب الشاهنشاه الراحل محمد رضا بهلوى، كان عاشقا لإيران، لم يكن يطمح سوى فى سلام ورفاهية وتقدم الإيرانيين".
كما ألقت الضوء على فترة الملكية فى إيران التى حكم فيها رضا بهلوى امبراطورية فارس، قائلة "فى عصر الملكية كانت إيران فى التقدم الاقتصادى والإجتماعى والثقافى موضع حديث العالم، الشاه نهض للدفاع عن السلام والتعايش فى الشرق الأوسط، وأحيا الأمل فى مستقبل أفضل فى قلوب الإيرانيين والمجتمعات العاجرة".
وتابعت، كان يؤمن بأن الإيرانيين قادرين وحدهم على بلوغ أسمى أهدافهم فى إطار الأخوة والتعايش مع الأخرين، ولعب دور فى استقرار السلام الدائم فى العالم والتقدم المستمر للمجتمعات البشرية.
وصرحت امبراطورة إيران السابقة الشهبانو فرح ديبا بأن عصر حكم بهلوى فى إيران كان فترة انتعاش اقتصادى وعلى صعيد حقوق المرأة أيضا، قائلة "فى عصر بهلوى، حصلت النساء على حقوقها السياسية، وامتلك المزارعين الأراضى، كانت إيران رائدة فى الحفاظ على البيئة وفى مد وسائل الإتصال مع العالم النامى".
وتحدثت خلال كلمتها عن العلوم والتكنولوجيا الحديثة فى إيران التى وجدت طريقها للبلاد للمرة الأولى خلال عصر بهلوى. وتابعت،"كانت إيران فى الخمسينيات من القرن الماضى البلد النامي الوحيد الذى كان سباق فى جذب العقول، وعندما زف الشاه فى العام 1977 بشرى انفتاح المناخ السياسي فى البلاد كانت ايران تتجه نحو ازدهار عسكري ومجتمع الحر ومتقدم" على حد تعبيرها.
واختتمت حديثها، "يقينا كان مستقبلنا، مستقبل لامع مشرق، لولا جماعة رجعية سدت الطريق أمام تقدم الإيرانيين بشكل همجى، لكن ما يبعث علينا التفاؤل هو أنه بعد سنوات من الكذب والعداء والخيانة، يوما بعد يوم، أصبح يدرك الإيرانيون -ولاسيما الشباب الذين جاؤا بعد هذه الكارثة (الثورة الإيرانية)- الخدمات التى قدمها محمد رضا بهلوى وأبيه رضا شاه للبلاد".
"فالبذور التى نبتت بالإيمان والحب لن تنضب أبدا، وبلا شك سوف يتغلب النور على الظلام والحرية على الكبت، وستنهض إيران مجددا كطائر العنقاء". (العنقاء وهو طائر أسطورى قوى ينهض من رماده المحترق حال موته طائر أخر، وعادة ما تطلق أسرة بهلوى اسم هذا الطائر على النظام الشاهنشاهى الملكى الذى لقب عرشه أيضا بالطاووس).
وشارك فى المراسم الوفد المصاحب لفرح ديبا والقادم من باريس، من أصدقاء العائلة الامبراطورية، والإيرانيين ممن يعيشون خارج إيران فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعضا مشايخ مسجد الرفاعى.
وكانت وصلت أرملة شاه إيران إلى مصر مساء الأربعاء الماضى، فى زيارة تستغرق أيام، وبدأت جولتها في القاهرة اليوم السبت، بوضع أكاليل من الزهور علي قبر الرئيس الأسبق الراحل السادات، ورافقتها أسرة بهلوى، توجهت بعدها لمسجد الرفاعى المدفون به زوجها الراحل فى 27 يوليو 1980 للمشاركة فى مراسم احياء ذكرى وفاته.
وتعد زيارة قبر الشاه تقليد سنوى تحرص عليه فرح ديبا منذ وفاة زوجها في مصر، بعد أن غادر إيران عقب الثورة الإيرانية فى 16 يناير 1979، واستقبله الرئيس الراحل السادات، وجرت العادة فى السنوات الماضية، أن تشارك أفراد من عائلة بهلوى والإيرانيين الذين يعيشون خارج إيران بالمراسم، لوضع أكاليل الزهور على قبر الشاه وإضاءة الشموع علي قبره ورفع علم الملكية الذي يحمل رمز الأسد والشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة