في موسم المصيف والذهاب إلي الشواطئ وحمامات السباحة، لمحاولة للتغلب علي حرارة الجو المرتفعة، وفي مثل هذه الأوقات من العام تكثر حالات الغرق في السواحل والشواطئ، ونهر النيل ، وحمامات السباحة المنتشرة بالأندية، فقد شهدت الفترة الأيام الماضية عدة حالات غرق خاصة في الإسكندرية، بجانب حدوث حالات التعرض لخطر الغرق في كثير من الشواطئ.
في التقرير التالي «اليوم السابع»، يلقى الضوء من خلال علوم مسرح الجريمة، الفرق بين الغرق فى مياه «النيل»، والغرق فى مياة مالحة «البحر المتوسط» في الوقت الذي يعتبر فيه السبب الرئيسي للغرق هو وجود الشخص في منطقة تيار السحب، الذي يسحبه إلى داخل البحر بعيدًا عن الشاطئ – بحسب دراسة الطبيب الشرعي الدكتور فوزي صالح.
حوادث الغرق تنقسم في حقيقة الأمر إلى قسمين الأول هو الموت غرقاَ في المياة العذبة، والثاني الموت غرقاَ في المياة المالحة، وهو القسم الأكثر تعرضاَ لحالات الموت، حيث أن هناك حالتين، الأولى «آلية الغرق الجاف»، ويقصد به من الناحية العملية الوفاة بسبب توقف التنفس، ومن ثم توقف القلب حيث تحدث تلك الآلية في حالات معينة:
الحالة الأولى:
تقع الحالة الأولى عندما يلمس الوجه ذروة الأنف مع الماء أو الهواء البارد، مما ينتج عنه تشنجات في أوعية الرئتين والجلد بتأثير الماء الحار أو البارد بشكل مفاجئ لا يتوقعه أحد عندما يغمر جسمه الماء، ما ينتج عنه تشنجات تنفسية وعضلية وبالتالي توقف التنفس ومن ثم القلب.
الحالة الثانية:
عندما تصطدم العينين بالماء، تحدث إثارة للعصب فى منطقة مثلث التوائم ليتوقف القلب، وأيضاَ عندما تصطدم البطن بسطح الماء يثار العصب المبهم بشدة ويتوقف القلب، أما فى حالة استنشاق كميات كبيرة من الهواء قبل عملية الغطس، ففهى هذه الحالة تشكل ضغط زائد داخل الصدر، ما ينتج عنه اضطرابات وعائية وتناقص واضطراب الوعي ثم فقدانه .
أما عندما يثير دخول الماء البارد أقل من درجة حرارة 20، ولو بكميات قليلة إلى الحنجرة، يصيب العصب الحنجري العلوي مؤديا إلى تشنج الحبال الصوتية وتوقف التنفس والقلب، وحالة الأخيرة هو الخوف الشديد الذي يصيب الغارقين والذي قد يثير العصب المبهم ويؤدي إلى توقف القلب والتنفس.
والآلية الأخرى في حوادث الموت غرقا في المياه المالحة، هو الموت بالاختناق ويحدث نتيجة انسداد التنفس بالماء وله 6 حالات، في الحالة الأولى يحدث شهيق عميق لحظة تلامس الجسم بالماء البارد أو عندما تُرهق من السباحة فتبدأ بالغرق.
وبسبب توقف التنفس إراديا، يسعى الغريق لمنع دخول الماء من خلاله عبر فوهات التنفس أو زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، فيحدث شهيق قسري عميق في الماء، يؤدي إلى دخول الماء للرئتين في الأوعية الدموية لدرجة أن حجم الماء يعادل حجم الماء في الأوعية.
الموت غرقاَ فى المياة العذبة
أما الموت غرقا في المياه العذبة يختلف الموت غرقا في المياه العذبة عن المياه المالحة، إذ تحدث الوفاة غالبا بسرعة خلال مدة لا تتجاوز الخمس دقائق نتيجة الرجفان البطيني الناجم عن الترقق الدم بالماء.
سبب طفو الجثة فوق سطح الماء
وعن سبب طفو الجثة فوق سطح الماء، فإنه تطفو الجثة فوق سطح الماء عموما، نتيجة التفسخ الذي يجتاحها وبما يعني تخرب المواد العضوية والبروتينية منها في نسج وأعضاء الجثة، مما يؤدي إلى تحللها وارتشافها ليبقى الهيكل العظمي، ويرتبط الغرق بعوامل عدة منها درجة حرارة الماء ووجود ثياب من عدمه وحجم الجسم والجنس، والجراثيم الهوائية اللاهوائية سواء داخل الجثة أو خارجها.
الفترة الزمنية لإنقاذ الغريق
والغرق هو انسداد المسالك الهوائية بالمياه لبضعة دقائق، إذ يمنع مرور الهواء وتنفس الأوكسجين ويؤدي إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى الوفاة، ومن الممكن أن ننقذ الغارق في مدة زمنية من 5 إلى 10 دقائق على الأكثر، وذلك في الظروف الاستثنائية ولكن في الظروف العادية هناك أناس قادرة على كتم أنفاسها والسباحة لمدة طويلة حتى تنجو.
كيفية انقاذ الغريق
أما بشأن كيفية إنقاذ الغارق، فإنه يجب أن تضع الغارق على بطنه وترفع قدميه من عند منطقة الظهر وبعد ذلك وبعد يتم الضغط على صدره ونبدأ في عملية التنفس الصناعي من خلال الفم حتى يتحرك جهاز التنفسي وتُطرد المياه ليأخذ الأكسجين وضعه الطبيعي.
نصائح لمن يتعرض للغرق
يجب على من يتعرض للغرق ألا يشد أعصابه ولا يشنج يده أو رجله، لأنه بذلك يستنفذ طاقة وأوكسجين سيحتاجهم، وسيساعده على أن يطفو على سطح المياه، ويجب أن يهدئ أعصابه مع أنه صعب إلا أنه مطلوب، وألا يخاف من الموت لأن هذا هو أهم عامل من عوامل الغرق التي تجعله يتنفس المياه.
الغرق والجرائم
أما عن عملية الكشف عن الجريمة في حالة الغرق، فمن الأمور المستخدمة للكشف عن بعض جرائم الغرق هي «الدياتوم»، وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الطحالب السيليكاتية معظمها - وحيدة الخلية - وهي من أشهر العوالق النباتية المغطاة بطبقة سيليكا ،وموجودة في المياه « كالبحار والأنهار»، ومن مميزاتها الكشف عليها حتى لو تحلل الجسم ومعرفة هل الغريق كان فى حالة سباحة وغرق أم أنه قتل أولاَ ثم تم إلقاءه في المياه.
الحالة الأولى
إذا كان الغريق كان يقوم بعملية السباحة والعوم يدخل في فمه مياه ومعها «الدياتوم»، ثم تبدأ تنتقل للرئة وتنتشر في الأوعية الدموية التى تتسبب في انتقالها إلى أماكن أخرى مثل الكبد ونخاع العظم والمخ ـ وفى هذه الحالة يكون هناك «رغاوى» بيضاء على الفم أو فتحة الأنف، ومياه وأتربه في معدته.
الحالة الثانية
أما لو الشخص أصلاً ميت واترمي في المياة وغرق فيها تكون «الدياتوم» موجودة فقط في الرئة دون الإنتقال للأماكن البعيدة مثل نخاع العظم وغيره – وفى هذه الحالة لا تكون هناك «رغاوى» بيضاء على الفم أو فتحة الأنف.
لماذا جثة الغريق تمسك بالعشب ؟
وفى كثير من الأحيان نجد جثة الغريق بعد إنتشالها نجدها ممسكة بالعشب، وذلك لأن هناك مصطلح يطلق عليه التشنج الجثي «Cadaveric Spasm» وهذا النوع غير شائع من التخشب الموتى ويحدث غالباَ فى أطراف الأيد فوراَ بعد الوفاة بعد مجهود شاق من الضحية للدفاع عن نفسه أو عند محاولة انقاذ نفسه في لحظة الوفاة مثل تعلق الضحية بعشب أو بجذع نبتة على حافة الماء، فعند عملية الغرق يحاول أن ينقذ نفسه بأي طريقة في هذه الحالة يدخلُ الميت في تيبس فوري في لحظة الوفاة بعد المجهود العنيف للنجاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة