بعد الفضائح المتوالية التى تعرض لها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان جراء الكشف عن استخدامه سفارات تركيا وقنصلياتها لجمع معلومات عن المعارضين وملاحقتهم، كشفت تقارير إخبارية عن تجسس الدبلوماسيين الأتراك فى سفارة أنقرة وقنصلياتها فى الولايات المتحدة على معارضى الرئيس التركى، بحسب ما ورد فى وثائق سرية حصل عليها موقع "نورديك مونيتور".
ووفقا لمراسلات رسمية أرسلتها السفارة فى واشنطن والقنصليات فى مدن أمريكية أخرى إلى المقر الرئيسى فى أنقرة، فإن الدبلوماسيين الأتراك جمعوا معلومات حول أنشطة معارضى أردوغان، وقاموا بجمع معلومات عن منظماتهم ووضع أسمائهم فى قوائم كما لو كانوا جزءا من مشروع إجرامى. وتم استخدام هذا التقرير فى قضية جنائية فى تركيا، حيث تم وضع حوالى نصف مليون شخص فى منشآت احتجاز فى السنوات الثلاثة الأخيرة وحدها بتهم إرهابية ملفقة.
وبحسب تقرير "نورديك مونيتور"، وهو موقع إخبارى مقره استكهولم بالسويد، إن حملة جمع المعلومات الاستخبارات وإعداد تقارير عن المعارضين ومنظماتهم من قبل السفارة التركية فى واشنطن والقنصليات العامة فى نيويورك وهيوستن وشيكاغو يأتى بعد نمط مشابه فى بعثات دبلوماسية أخرى لتركيا فى دول أجنبية. وأدت الخطوة، التى لم تكن مسبوقة فى حجمها وكثافتها، إلى ضجة فى أنحاء كثيرة من العالم منها أوروبا حيث أصبح الدبلوماسيون الأتراك تحت تدقيق متزايد. وفى إحدى الحالات، أطلق الإدعاء السويسرى تحقيقا جنائيا وأصدر مذكرات اعتقال باثنين من موظفى السفارة التركية لمحاولتهم خطف رجل أعمال تركى سويسرى كان معارض لنظام أردوغان الإسلامى القمعى فى تركيا.
نص إحدى المراسلات يكشف التجسس على معارضى اردوغان فى امريكا
ومن بين المنظمات التى تم التجسس عليها من قبل الدبلوماسيين الأتراك، المدارس والشركات والمنظمات غير الحكومية وغير الربحية والمؤسسات الموجودة فى نيويورك وواشنطن العاصمة وجورجيا وبنسلفانيا وتكساس وشيكاغو. ويعتقد أنه يديرها أشخاص من أبرز منتقدى الحكومة فى تركيا.
ففى نيويورك، وصفت مدرسة بروكلين أميى بانها مؤسسة تحظى باعتراف المسئولين المحليين الذين يحضرون فعاليات بارزة تنظمها إدارة المدرسة. وجمع الدبلوماسيون الأتراك معلومات عن المدير العام للمدرسة، تضمن معلومات عن مساهمات حملته السياسية. وتم استخدام المعلومات التى قدمها الدبلوماسيون الأتراك فى تحقيق جنائى مخز تحتفى تركيا، حيث تم إدراج مدير المدرسة كمشتبه به فى جرائم إرهاب ملفقة.
سفير تركيا فى واشنطن ساريدار قليج
ومن المنظمات الأخرى التى تجسس عليها مسئولون قنصليون فى نيويورك، هى اتحاد جمعيات البلقان الأمريكيىة وهى منظمة غير حكومية مقرها نيوجيرسى تروج للعلاقات الودية بين دول لبلقان والولايات المتحدة. وتكشف الوثيقة عن مخبرين فى المجتمع التركى الذين تم تطويرهم كأصول من قبل القنصل العام التركى فى نيويورك. وكذلك، فإن الأنشطة الرياضية ومشروعات المسئولية الاجتماعية والمعسكرات الصيفية والبرامج الاجتماعية والثقافية التى ترعاها المنظمة تم إدراجها كما لو كانت أنشطة شائنة من قبل القنصلية التركية. وذكر مذكرة أن الدبلوماسيين الأتراك قد فشلوا فى تأكيد هويات الإداريون غير الأتراك للمنظمة.
وتم استهداف مركز تعليم ميلكواى، وهو مدرسة علمية تقوم بتشغيل أكاديمية "بايونير" فى نيوجيرسى، بأنشطة تجسس أيضا. حيث وردت مشاركات طلاب المركز فى المسابقات العلمية الفيدرالية والإنجازات والجوائز التى حصلوا عليها فى تقرير تم إرساله من قبل الدبلوماسيين الأتراك إلى أنقرة. وكذلك، فإن مؤسسة "ويلسبرنج" الثقافية التعليمة التى تأسست عام 200 فى كونيكتكت كانت من بين المؤسسات التى تم التجسس عليها.
وشملت القائمة إيضا، بحسب ما ورد فى وثائق الخارجية التركية، جامعة ساتفورد فى تكساس، والتى يعد رئيسها شريف على تيكالان من معارضى حكومة أردوغان ويواجه عدة قضايا فى تركيا فى إجراءات مسيسة.