مع دخول فترة الصيف ينطلق أصحاب المزارع المنتشرة فى شرقى وغربى محافظة الأقصر، فى حصاد عدد من المحاصيل الزراعية التى يجب أن يتم حصادها فى تلك الفترة لتقديمها للأسواق أو البدء فى تصديرها للخارج حسب جودة المنتج وصلاحيته للتصدير للخارج، فمن أبرز المحاصيل فى الفاكهة يعتبر "العنب" بمحافظة الأقصر محصول الفاكهة الثالث فى الترتيب بعد القصب الأول والمتصدر وبعده الموز الذى يتم زراعته بكثافة جنوبى المحافظة، ويحل بعدهما محصول العنب الذى يتم حصاده فى شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر فى الأقصر.
وفى هذا الصدد قال المهندس حجاج أحمد تهامى ابن مدينة أرمنت، مدير مزرعة فاكهة بالأقصر، إن تلك الفترة تشهد فترة الحصاد المميزة لنوعين من الفواكه الهامة لأبناء الصعيد وهى "المانجو" و"العنب"، فالعنب فاكهة يقبل على شرائها الجميع ولا تخلو ثلاجة فى أى منزل من كمية مناسبة من العنب الذى يتوجه إليه جميع أبناء العائلة لتناول حبات منه طوال العام دون ملل، مضيفا: أن العنب ينقسم لنوع بذرى وآخر غير بذرى، حسب لون الثمرة الخارجى، فيوجد ألوان أحمر وأبيض وأسود.
وأضاف المهندس حجاج التهامى لـ"اليوم السابع"، أن حصاد العنب يتطلب خبرات جيدة من المزارعين والمشاركين فى الحصاد، فالتعامل معه يحتاج لأياد تعرف كيف تتحرك وكيف تحصد "العنقود" الواحد من العنب بسلاسة دون الإضرار به ليكون صالحا للوضع داخل الصندوق، حيث يتم مع بدء الحصاد للعنب تجميع العمالة وتجهيز كافة المعدات اللازمة لهم لتقديم أفضل ساعات من الحصاد بكل سهولة ويسر، موضحاً أن أصحاب المزارع يبدأون فى تلك الفترة من العام فى جمع العنب بعد طرح البذور لمدة طويلة، حيث إن الأقصر من المناطق التى تتميز بالإنتاج المبكر لمحصول العنب.
وعن طريقة زراعة العنب قال المهندس الزراعى الأقصرى، إن تجهيز مزرعة للعنب أمر مجدٍ للغاية فى محافظة الأقصر فهى موقع مناسب لحصاد أفضل لذلك النوع من الفاكهة المربح للغاية، وفند خطوات زراعة العنب، حيث تشمل تحليلا شاملا للتربة ومصدر المياه بجانبها أو داخلها، وكذلك ضرورة تجهيز الأرض بتفكيكها وتقليبها للحصول على قوام متجانس، ويتم تجهيز الأرض بحفر خندق وإضافة المواد العضوية مع الجبس الزراعى لتحسين خواص التربة مع الفوسفات وسلفات البوتاسيوم والكبريت الزراعى وسلفات النشادر وتخلط جيداً قبل الردم لتجانس مكونات التربة، موضحاً أنه فى حالة وجود ملوحة فى التربية يتم تجهيز مصاطب تساهم فى غسل منطقة الجذور لطرد الأملاح وتجهيز شبكات الرى ونظام "التكعيبة" للتدعيم فى المزرعة، مؤكداً أن الطريقة الشائعة فى مصر لإنتاج شتلات العنب هو الإكثار بالعقل الخشبية الناتجة من التقليم الشتوى للكرمة خلال الفترة من تساقط الأوراق إلى ما قبل تفتح العيون.
وأكد المهندس حجاج أحمد تهامى، أنه من أبرز أنواع محصول العنب التى يتم زراعتها فى الأقصر "الفيلم" وهو نوع أحمر وليس به ذور، و" الكريمسون" فهو غير بذرى أيضاً ولونه أحمر، و"السوبيريور" فهو لونه أبيض وغير بذرى أيضاً، و"الطومسون" لونه أبيض وغير بذرى، ولكل نوع فترة محددة للزراعة والحصول على المنتج النهائى لتقديمه للجمهور وبيعه للتجار فى الشوادر وكذلك تصديرها للخارج.
وفى نفس السياق تقوم مديرية الزراعة بمحافظة الأقصر بقيادة المهندس خالد عبد الراضى وكيل الوزارة، بتقديم كافة أوجه الدعم لكافة المزارع المختلفة للخضر والفاكهة بمحافظة الأقصر لخدمتهم بتوفير كافة المبيدات والأسمدة وخلافه بالجمعيات الزراعية المختلفة بأسعار منافسة لمثيلتها بالسوق السوداء، وذلك لضمان تقديم أفضل منتجات ومحاصيل تخدم الأهالى بصورة جيدة دون الإضرار بصحتهم بمواد مجهولة المصدر كالموجودة فى الأسواق السوداء، وتقدم المديرية كافة الدعم لكل مزراع محصول العنب حتى الحصاد، حيث يتم التأكد من خلال المتابعة الميدانية لمزارع تصدير العنب ومراعاة فترة الأمان قبل الحصاد ومعايرة أجهزة الرش وغسلها عقب عمليات الرش، وضرورة تطبيق برامج مكافحة فعالة لمكافحة الآفات الزراعية، كما يتم التأكد من آليات الرقابة على تصدير العنب المتبعة التحليل الدورى للمزرعة قبل التصدير، من خلال تطبيق عدة اشتراطات يجب توافرها فى محطة تعبئة العنب تضمن سلامة المنتج أثناء التعبئة للتصدير وعدم تعرضه لأى مصادر تلوث، وقامت وزارة الزراعة مؤخراً باتخاذ عدة إجراءات تم اعتمادها فى تطبيق منظومة فحص ومتابعة الصادرات المصرية خاصة من الخضر والفاكهة تزيد من قدرة مصر على النفاذ للأسواق الدولية، موضحا أنه أثناء الموسم التصديرى، يتم سحب عينات عشوائية من المزارع ومحطات ومراكز التعبئة للتحليل، للتأكد من عدم استخدام مبيدات غير مصرح بها، وأن نسب متبقيات المبيدات فى حدود المسموح بها وتطبيق الأكواد والباركود للمنتجات المصدرة، لضمان التوصل إلى المصدر والمحطة المعدة فيها المنتج والحقل المنتجة منه فى حالة مخالفتة للاشتراطات فى الخارج.
وكان قد أعلن المهندس خالد المنوفى عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، أن قطاع الزراعة يشهد اهتماماً ملحوظاً وتطوراً كبيراً بالمحافظة، موضحاً إنشاء مركز إعادة التأهيل الوظيفى بمديرية الزراعة بالأقصر، وإنشاء وحدة لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية والتى تقدم خدماتها مجاناً، وذلك بالإضافة إلى مشروع تطوير الرى الحقلى لمساحة 4000 فدان بمركز الطود بتمويل قدره 60 مليون جنيه، مشيراً إلى أنه تم مؤخراً تشغيل محطة تعبئة وفرز وتدريج الصادرات الزراعية بطفنيس، لافتاً إلى قيام المحطة بالفعل بتصدير حاصلات زراعية مثل الطماطم المجففة، والكنتالوب، والقرع العسلى، والبطيخ، والبطاطا، والعنب، والمانجو، والتمور، إلى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية والأسيوية، وذلك إلى جانب إنشاء 8 مناشر تجفيف للطماطم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة