أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك حيث يحتفل المسلمون فى جميع أنحاء العالم بتطبيق شعيرة من أهم الشعائر ألا وهى «ذبح الأضاحى»، وفى مثل هذه الأيام تخرج التصريحات المتتالية من الجهات المعنية وعلى رأسها الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بوزارة الزراعة بالتحذير بعدم «ذبح الأضاحى» فى شوارع المحروسة للحفاظ على الذوق العام.
التصريح الأهم والأبرز الذى يخرج من الجهات المعنية قبل عيد الأضحى المبارك هو توقيع «غرامة 5 آلاف جنيه لكل من يذبح الأضاحي فى الشوارع»، وذلك فى محاولة منهم للحفاظ على نظافة البيئة من التلويث والشوارع، فضلاَ عن المظهر الجمالي والحضاري، وكذا لمنع خوف الأطفال من رؤية هذه المناظر وتطبيقاَ لحديث النبي بأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
تحذيرات وقرارات شديدة اللهجة تصدر خلال هذه الأيام من هنا وهناك، وذلك بغرض التصدي لعملية ذبح الأضاحي خارج المجازر بينما يضطر الأهالي بشكل دائم للذبح خارج المجازر المعروفة والمحددة سلفاَ من الجهات المختصة نظرا لقلة أعداد مجازر الذبح المخصصة مع كثرة حالات الذبح.
قرارات وتحذيرات
الجهات المعنية تصدر التعليمات التي تعمم على جميع محافظات الجمهورية من خلال الإعلان عن حزمة من القرارات والتعليمات التي من شأنها إجبار الجميع على عدم الذبح في المجازر، حيث تحذر الجزارين والمواطنين من عملية إقامة «شوادر» الذبح في الشوارع، فضلاَ عن منع «ذبح الأضاحي» أمام المحلات وفى الشوارع مع ضرورة الالتزام.
توفير سلخانات لاستيعاب أعداد الأضاحى
وعن هذه القرارات، يقول الحاج سيد العدوى، أحد الجزارين بمنطقة إمبابة التى يكثر فيها الذبح فى الشوارع والطرقات، أن مسألة التحذيرات تصدر بشكل شبه دوري في عيد الأضحى من قبل الجهات المعنية ولكنها في حقيقة الأمر صعبة التنفيذ لأن السلخانات المخصصة لا تستوعب أعداد وأحجام المواطنين الذين يقدمون على عملية ذبح الأضاحي خلال كل عام.
ذبح-ف-الشوارع
وبحسب «العدوى» فى تصريح لـ«اليوم السابع» - المواطنين بعد صلاة العيد مباشرة يذهبوا لأداء شعيرة «ذبح الأضاحي» للانتهاء من تلك المهمة الصعبة وفى حال الذهاب إلى السلخانات المخصصة فعادة ما تكون تلك السلخانات غير متاحة، فهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يحين دورهم في الذبح، ما يؤدى إلى استسهال الأمر بالنسبة للمواطنين وذبح الأضحية فى الشوارع، وبذلك يجب النظر لحل تلك المشكلة من الناحية العملية وتوفير السلخانات التى تستوعب عملية الذبح.
أضرار الذبح خارج السلخانة
وبالنسبة للموقف القانوني للذبح في الشوارع، يؤكد الخبير القانوني والمحامى بالنقض، أشرف حسن الزهيرى، أن الذبح خارج السلخانة يؤدى للكثير من الأمراض من الناحية الصحية غير أن مسألة ذبح الأضاحي بالشوارع في عيد الأضحى المبارك تعتبر عادة سيئة داخل المجتمع وأحد مظاهر الاحتفال بالعيد، بالإضافة إلى أن المواطنين يعتقدون أنها سنة حميدة يقوم بها المصريين حيث أنه لابد من وجود مشاركة مجتمعية لمواجهة تلك الظاهرة عن طريق الرقابة على المتاجر وأصحاب محلات الجزارة
ضرورة تغليظ العقوبة
ووفقا لـ«الزهيرى» في تصريح خاص - يجب أن يتم تغليظ العقوبة على الذبح بالشوارع عن طريق التدخل التشريعى، وذلك لإقرار عقوبة السجن و فرض غرامة مالية كبيرة بجانب مصادرة اللحوم حيث أن النصوص الموجودة بالقانون الحالي غير كافية ولابد من تعديل تشريعي حيث أن الهدف من ذلك هو حماية المواطنين من تناول اللحوم التي قد يكون بها أوبئة مع ضرورة إيجاد ضمانة تضمن تطبيق وإنفاذ القانون من خلال وضع آلية واضحة للتطبيق لأن القانون بمفرده لا يستطيع أن يمنع المواطنين من الذبح فى الشوارع بينما يجب أن يكون هناك حملات إعلامية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة لتوعية المواطنين بخطورة هذا السلوك على صحة الإنسان، وأن الأمر لا يتعلق بالقانون بينما يتعلق بسلوكيات المواطن خاصة أن هذه العملية تسئ للمظهر الحضاري للمجتمع غير أنها تكون مصدر رعب للأطفال المتواجدين فى الشوارع الذين يشاهدون عملية الذبح.
رأى دار الإفتاء
وبالنسبة لرأى دار الإفتاء عن مسألة إلقاء مخلفات الأضاحي في الطرقات أكدت دار الإفتاء أن هذا العمل من السيئات العِظام والجرائم الجِسام، لأن فيه إيذاءً للناس، فقد قال الله تعالى: «وَٱلَّذِينَ يُؤذُونَ ٱلمُؤمِنِينَ وَٱلمُؤمِنَٰتِ بِغَيرِ مَا ٱكتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحتَمَلُواْ بُهتَٰنا وَإِثما مُّبِينا»، وفاعل ذلك إنما يتخلق بأخلاق بعيدة عن أخلاق المسلمين، فإن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة -رضى الله عنهم-: «المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ»، رواه الشيخان وغيرهما.
والذابح للأضاحى أو غيرِها فى شوارع الناس وطرقهم مع تركه للمخلفات فيها يؤذيهم بدمائها المسفوحة التى هى نجسة بنص الكتاب العزيز، ويعرضهم لمخاطر الإصابة بأمراض مؤذية فإن هذه الخصال تستجلب لعنَ الناسِ لفاعليها، وما نحن فيه مِن إساءة لشوارع الناس ومرافقهم وتعريضهم للأمراض والأخطار مثير لغيظ الناس واشمئزازهم وحنقهم على فاعليها ومرتكبيها، فالواجب القيام بهذا الذبح فى الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس وعلى ما ينفعهم، والنأى بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذى أحاسيسهم وأبدانهم – بحسب فتوى دار الإفتاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة