دفعة جديدة من أئمة العالم، احتضنتها المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، فى أحدث دفعات دوراتها التدريبية لنشر الفكر الوسطى، وتعزيز حضور الأزهر فى الساحات الإسلامية حول العالم، ومجابهة الفكر المتطرف بميراث الأزهر والصيغة المصرية الوسطية للإسلام.
بدأت أعمال الدورة التدريبية لأئمة إثيوبيا فى 16 يونيو الماضى، وتستمر حتى 11 يوليو الجارى، بمشاركة 13 خطيبا وداعية يتدربون على تفكيك الفكر المتطرف، ونشر الوسطية والاعتدال وقبول الآخر، فى إطار تخصيص المنظمة عام 2019 لأفريقيا.
وتتضمن الدورة التى يحاضر فيها كبار علماء الأزهر الشريف، عددا من المحاور الرئيسية، منها وسطية الأزهر، ومواجهة الفكر المتطرف، ونشر ثقافة التعايش السلمى والحوار، إبراز سماحة الإسلام وتعاليمه التى تحض على الاعتدال والبعد عن الغلوّ. وتهدف لتحصين المجتمع من الأفكار المنحرفة، وتقديم رؤية متكاملة ومنهجية تساعد الدعاة على فهم قضية التطرف من كل الجوانب، وتأهيل خطباء المساجد للارتقاء بالمستوى العلمى والشرعى ونشر قيم التسامح.
جانب من المحاضرة لمتدربى اثيوبيا
وفى 23 يونيو الماضى أطلقت المنظمة دورتها التدريبية لأئمة وعلماء بريطانيا، التى تستمر حتى 18 يوليو، ضمن محور تدريب الأئمة والدعاة من كل دول العالم، بمشاركة عدد من شباب الأئمة والمعلمات فى بريطانيا، الذين يطلعون على مواد علمية وفقهية مكثفة تلخص تاريخ الأزهر، وأبرز محاور الفكر الوسطى المعتدل.
وقال أحمد حميدو، المدرب المساعد للمشرف على الدورات، إن المتدربين يتلقون عددا من العلوم والمواد، منها تاريخ الأزهر، والإعجاز البلاغى فى القرآن والسنة، ومدخل لدراسة علم العقيدة، ومدخل لدراسة علم التفسير، وآيات أخطأ المتطرفون فى فهمها، إضافة إلى علم التصوف، ونشأة علم الكلام، والإعلام والتطرف، والأشاعرة والماتريدية، والانتماء ومواجهة التطرف، والفتوى والقضايا المعاصرة، وفقه الأولويات، وأصول الفقه ودروس فى العقيدة.
القوصى
وأكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، أن العالم الإسلامى فى عصرنا اليوم بحاجة إلى أئمة ودعاة يمتلكون أدوات الدعوة، لنشر صحيح الدين، وروح السلام والنقاء، وترسيخ القيم الأخلاقية، وتفتيح عقول الناس لأهمية النهضة البنائية بدلا من الفكر الهدام الدامى. قائلا للمتدربين: «عليكم نشر صحيح الدين الوسطى الحنيف، الذى يدحض أفكار المتطرفين، وعليكم نقل ثمار ما تتلقونه خلال الدورة لأبناء بلادكم، ونشر روح السلام والنقاء عند عودتكم، مع إعلاء قيمة النهضة الحضارية فى عقول الناس».
وبدوره، قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر والقائمين عليه يمدون يد العون لكل طلاب العلم الأزهرى الوسطى فى العالم، لأنه يمثل رمز الوسطية ومنارة للعلم منذ 1400 سنة، فضلا عن أنه يعمل على تحصين شباب المسلمين من الفكر المتطرف والأفكار الهدامة، متابعا: «الأزهر يقع على عاتقه منذ زمن بعيد صيانة التراث الإسلامى، فضلاً عن انتهاجه الوسطية والاعتدال، لذا يجىء طلاب العلم من شتى بقاع الأرض لينهلوا من علمه الشرعى ومنهجه الوسطى».
وشهدت الدورة إلقاء محاضرات عن الرد على الشبهات المتعلقة بالمرأة فى الإسلام، وقالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات وأمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية، إن هناك شبهات أثارها المغرضون حول الإسلام، وفى مقدمتها شهادة المرأة، وهى أقوى فى أمور معينة من شهادة الرجل بما يؤكد أن الإسلام لم يُنقص حقها، كما ردت على الشبهات المثارة حول تعدد الزوجات، قائلة إن لها شروطا حتى لا يؤخذ مطية لكل من لا يفهم، فتأتى الإباحة حلاًّ لمشكلة ودفعا لضرر.
صالح عباس
وعلى صعيد المشاركين، قال أحمد أول حسن، من إثيوبيا، إن المنظمة وضعت معايير لمشاركة المتدربين، أبرزها أن يجيدوا اللغة العربية، وأن يكونوا أئمة أو خطباء لهم نشاط دعوى، متابعا: «الدورة حققت عديدا من الأهداف، أبرزها تعلم أئمة إثيوبيا منهج الأزهر ونقل وسطية الإسلام للعالم، فالأزهر منصة التعايش والتسامح الدينى واحترام الآخر وتقبل الرأى المخالف».
وقال نور الله حامى الدين عبد الصمد، إمام إثيوبى، إنه يزور مصر لأول مرة، واستفاد من كل العلوم التى درسها، وعلى سبيل المثال الإعجاز البلاغى فى القرآن والسنة، والإفتاء. وقال الإمام البريطانى أسرار حسين، إنه أكمل دراسته فى جامعة الكرم الملحقة بفرع المنظمة العالمية لخريجى الأزهر فى بريطانيا، وتعرف على الأزهر ودوره الريادى من خلال دراسته، واستوعب دوره المهم فى نشر الوسطية والاعتدال فى ربوع العالم. وقالت المعلمة البريطانية فرخندة، إنها التحقت بالدورة فى إطار استكمال دراستها، بعدما أحبت الدراسة بالأزهر، وعندما زارت المسجد الأزهر شعرت بحالة من الانبهار واستشعرت عظمة الإسلام.