فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة للحفاظ على القمح المحلى، والذى يعد من أجود الأقماح المخصصة لإنتاج الخبز المدعم، وذلك من خلال التوسع فى إنشاء الصوامع الحديثة فى مختلف المحافظات ضمن المشروع القومى للصوامع، بجانب أيضا تطوير الشون الترابية وتحويلها إلى شون حديثة متطورة، حفاظا على تخزين القمح بعيدا عن الأتربة وتعرضه للأمطار، للحد من الكميات المهدرة، خاصة وأن القمح المحلى لا يكفى لإنتاج الخبز المدعم وتلجأ الحكومة للاستيراد من الخارج لسد العجز فى المحلى، إلا أنه مازال يتم استلام القمح المحلى فى بعض الشون الترابية رغم تحذير وزارة التموين لجان الاستلام بعدم استلام أى أقماح محلية هذا العام فى شون ترابية.
وبحسب ما حصلت عليه "اليوم السابع"من صور وفيديوهات، فإن القمح المحلى يتم استلامه فى بعض الشون الترابية ومنها شونة العدوة "2" بمركز العدوة بمحافظة المنيا تابعة للبنك المصرى الزراعى ويتم استلام القمح من المزارعين وتفريغه على الأرض دون وجود أى حاجز بين القمح والأتربة فى الأرض، مما يعرض القمح لاختلاطه بالأتربة والحصى، خاصة عند تعبئته من خلال لودر وتحميله على السيارات لتسليمه للمطاحن والتى تقوم بإنتاجه دقيق ثم تسليم الدقيق لأصحاب المخابز البلدية لإنتاج الخبز المدعم.
وكشفت مذكرة قدمها محمد بخيت عبده صاحب مطحن بالمنطقة الصناعية بكوم أوشيم بمحافظة الفيوم لوزارة التموين والتجارة الداخلية برقم وارد "5368" وبتاريخ 29 يونيو الماضى وحصل "اليوم السابع" على صورة منها، وهى أنه خلال استلام المطحن الخاص به حصة القمح المقررة له وهى 112.5 طن يوميا من شونة العدوة 2 تابعة للبنك الزراعى المصرى بمحافظة المنيا وذلك يوم 28 يونيو الماضى، حيث إن الشونة ترابية وتقوم باستلام القمح من المزارعين فى أجولة بلاستيك ثم تفريغها وتجميعها على الأرض وسط الأتربة والحصى، الأمر الذى يؤدى الى خلط الأقماح المحلية بالأتربة، رغم أنها مخصصة لإنتاج الخبز البلدى المدعم، علاوة على أن أمين الشونة يقوم بفرض مبلغ 10 جنيهات على كل طن يتم تحميله على السيارات المخصصة للمطاحن على الرغم أن الحكومة تقوم بمحاسبة الشون على أجره تحميل الأقماح بجانب أن القمح فى الشونة غير مطابق للمواصفات و مليىئ بالأتربة ولا يرقى لدرجة نظافة 22.5 قيراط نظرا لأنه يتم تفريغه على الأرض.
وأضاف صاحب المطحن، أن المندوب الخاص بالمطحن طالب أمين الشونة بغربلة القمح من الحصى والأتربة إلا أنه رفض وتم الاتصال بالنجدة بعد تعدى أمين الشونة والعمال على مندوب المطحن واحتجازه بسبب قيامه بتصوير القمح وهو مخلوط بالأتربة داخل الشونة، وتم تحرير محضر بمركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا برقم 21 أحوال لسنه 2019 مطالبا وزير التموين بعدم استمرار صرف القمح من هذه الشونة لسوء نوعية القمح والتخزين .
وأكد مصدر مسئول بوزارة التموين والتجارة الداخلية، أن القمح المحلى لا يتم تخزينه فى شون ترابية، ﻭأنه فى حالة وجود بعض الشون الترابية فهى لا يتعدى كونها عن أماكن تجميع لاستلام القمح من المزارعين فى أجولة دون تفريغها على الأرض فى هذه الشون حفاظا على الأقماح، حيث من المفترض أن يتم بعد ذلك نقل الأقماح إلى أقرب صومعة لتخزينه بها ثم تسليم المطاحن الأقماح من الصوامع أو الشون المتطورة وليس الشون الترابية، أما فيما يتعلق بوجود شونة بمحافظة المنيا تقوم بتفريغ القمح المحلى على الأرض، فإنه سيتم التحقق من ذلك والتحقيق فى هذه الواقعة، حيث يحظر تفريغ القمح على الأرض وفقا لتعليمات وزير التموين والضوابط المنظمة لاستلام القمح المحلى.
ومن جانبه أوضح حسين بودى نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات ورئيس رابطة أصحاب المطاحن، أن استلام القمح المحلى من المزارعين فى شون ترابية يؤدى إلى خلط القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم بالأتربة فى الوقت الذى يضطر فيه بعض أصحاب المطاحن إلى استلام قمح به نسبة شوائب كبيرة تتعدى النسبة المسموح بها وفى حالة غربلة الأقماح قبل عمليات الطحن يعرض صاحب المطحن لخسائر مالية كبيرة تتعدى 5% من قيمة الأقماح، علاوة على فقد كميات من القمح خلال تفريغ المحصول فى شون ترابية لا ترقى لأى معايير، لافتا إلى أن وزارة التموين تحرص دائما على الحفاظ على القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم إلا أن تقاعس المسؤلين فى بعض هذه الشون عن أداء عملهم وقيامهم بتفريغ القمح على الأرض فى الأتربة، ويؤدى إلى إهدار كميات كبيرة مِن القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم فى الوقت الذى لا يكفى القمح المحلى لاحتياجات المواطنين وتقوم الوزارة بسد العجز من خلال الاستيراد من الخارج.
وأضاف حسين بودى، أن مشكلة استلام القمح المحلى فى شون ترابية ليست فقط هذا العام، وإنما منذ عدده سنوات ماضية، وأن ذلك يؤدى إلى تلف كميات كبيرة من الأقماح ﻭأنه يتم التواصل مع الوزارة لتلافى هذه السلبيات بشكل مستمر، حيث تحرص الوزارة على التواصل مع أصحاب المطاحن لتلافى السلبيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة