عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية بعد وقت قصير من إقلاعها من أديس أبابا فى مارس الماضى، كان ذلك الحادث الثانى خلال خمسة أشهر لطائرة من نفس الطراز وهى بوينج 737 ماكس، حيث سقطتن بنفس الطريقة طائرة الخطوط الجوية الاندونيسية فى أكتوبر 2018، ومن ثم ففى اعقاب الحادث الثانى قامت إثيوبيا والصين بوقف تحليق طائراتهم من هذا الطراز فى غضون ساعات، لتتبعهم 50 دولة أخرى فى اليوم التالى.
فضلا عن الخسارة البشرية الكبرى للحادثين حيث قتل جميع ركاب وطواقم الطائرتين الـ346، فإن الأزمة عصفت بشدة بعملاق صناعة الطائرات الأمريكى "بوينج". وبحسب التقارير الصحفية فإن الشركة تواجه أكثر من 100 قضية تعويض من عائلات ضحايا طائرتى الخطوط الإندونيسية والإثيوبية، فضلا عن مطالبات الخطوط نفسها، فيما تقدر تكلفة الأزمة بحوالى 8.3 مليار دولا حتى الآن.
وفى مايو الماضى، أقرت بوينج إنها اضطرت لتصحيح خلل في برمجيات جهاز محاكاة الطيران فى الطراز 737 ماكس، المستخدم لتدريب طيارين. وبيان الشركة المتعلق بجهاز المحاكاة هو أول إقرار بوجود عيوب منذ الحادثين اللذين أديا إلى وقف طلعات النموذج الأكثر بيعا من هذه الطائرات في العالم. وكانت أسباب التحطم قد نسبت بشكل كبير لجهاز تعزيز المناورة على الطائرات من طراز ماكس في كارثة الطائرة الاثيوبية.
وبينما تستمر التحقيقات فى الحوادث، تواصل خطوط الطيران حول العالم تعليق عمل الطائرة مما دفع الشركة للدفاع عن سجل السلامة وسلامة 737 ماكس. وقال دينيس مولينبيرج، الرئيس التنفيذى للشركة، أنه واثق من أن طراز 737 ماكس سيعود إلى الخدمة اعتبارًا من شهر أكتوبر بعد رحلة اعتماد مع المنظمين فى سبتمبر.
وأضاف: "السلامة هى الأولوية الأولى بالنسبة لنا، لقد كانت دائماً وستظل كذلك. سوف نستمر فى العمل مع هيئة سلامة الطيران الفيدرالية وغيرها لتعزيز التركيز على السلامة. نظام الممثلين المفوضين هو وسيلة قوية وفعالة لإدارة الطيران الفيدرالية لتنفيذ الرقابة على السلامة ".
لكن تعليق خطوط الطيران إقلاع رحلات 737 ماكس يشكل خسائر لهذه الشركات، خاصة الصغيرة منها. وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تعليق 737 MAX، فإن غياب طائرة الركاب يضر أرباح الشركات، مما يعيق النمو ويلقى بجداول الخدمات فى حالة من الفوضى على شركات الطيران حول العالم.
وفى حين قد يؤثر الأمر على عدد محدود من شركات الطيران الأمريكية، فإن جزءًا كبيرًا من مبيعات MAX كانت لشركات الطيران خارج الولايات المتحدة، فى الأسواق التى يرتفع فيها السفر جوًا بشكل كبير وتقوم شركات النقل منخفضة التكلفة بتطوير أساطيلها من الطائرات ذات الكفاءة فى استهلاك الوقود والطائرات ذات الممر الواحد. مما يجعل الأمر أكثر إزعاجًا مما كان عليه الحال فى الأسواق الكبرى مثل أمريكا الشمالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة