معركة جديدة من المتوقع أن يخوضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع الديمقراطيين فى الكونجرس بعد أن أعلن عن ترشيح لنائب محافظ شديد الولاء له لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن ترشح الرئيس دونالد ترامب جون راتكليف لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية بعد استقالة دان كوتس ستضع عضوا بالكونجرس تقل خبرته عن خمس سنوات تحت حزامه وعلى قمة وكالات الاستخبارات الأمريكية وتمهد الطريق لما قد يكون معركة ساخنة ومثيرة للانقسامات الحزبية حول تأكيد ترشيحه فى مجلس الشيوخ.
وكان راتكليف، عضو مجلس النواب الجمهورى عن ولاية تكساس، من أشد منتقدى المحقق الخاص السابق فى قضية التدخل الروسى روبرت مولر والتحقيق الذى أجراه حول احتمالات التواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، واستجوب مولر خلال جلسات مجلس النواب الأسبوع الماضى، وهو الأداء الذى ربما كان سببا فى إكسابه امتنان الرئيس.
وكذلك، فإن العمدة السابق يزعم أن هناك جرائم ارتكبت خلال إدارة أوباما على صلة بالأحداث التى أدت إلى تحقيق روبرت مولر، ودعا أمس الاحد إلى إجراء تحقيقات من أجل الوصول على الحقيقة.
وقد صرح راتكليف لقناة فوكس نيوز أمس قائلا إنه لن يتهم أى شخص محدد بأى جريمة معينة، لكنه يريد فقط أن يكون هناك عملية نزيهة، وأضاف أن ما يعرفه كمدعى فيدرالى سابق هو أنه يبدو أن هناك جرائم ارتكبت خلال إدارة أوباما.
وكان ترامب قد كشف عن ترشيح راتكليف فى تغريدة، وقال فيها "يسرنى أن أعلن ترشيحى لعضو الكونجرس جون راتكليف الذى يحظى باحترام كبير لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية. جون، المدعى الأمريكى السابق، سيقود وسيلهم العظمة للبلد الذى يحبه".
وتحذر سى إن إن بان ترشيح سياسى محافظ بقوة لمنصب غبر حزبى، والذى ليس له علاقة بالتحقيقات الداخلية، إلى جانب غياب خبرة راتكليف والتحديات السياسية الخطيرة التى تواجهها الولايات المتحدة تعنى أن الشروط الثلاثة لتأكيد ترشيحه ليست مؤكدة.
فيقول ديفيد بريس، ضابط السى أى إيه السابق الذى كان يقدم الإحاطات الاستخباراتية اليومية، خلال إدارة الرئيسين بل كلينتون وجورج دبليو بوش.
وقال بريس إنه لا يجب التعامل مع مسألة الترشيح على أنها أمر مفروغ منه، فالشىء الوحيد الذى يشير إليه هذا الترشيح فى هذا الوقت هو حقيقة أنه كان حازما وحيويا فى انتقاده لروبرت مولر خلال جلسة الأسبوع الماضى.
وقال بريس الزميل فى جامعة جورج ماسون، أن مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الجمهوريون قد عارض فى السابق مرشحى ترامب. ويتابع قائلا إن الرئيس لديه بالفعل الكثير من الحلفاء فى مجلس الشيوخ لكن كان هناك العديد من الترشيحات والترشيحات المحتملة التى كان من الواضح أن المجلس لن يقبل بها.
وكان ردود الفعل الأولى بين الجمهوريين على الأنباء الجديدة قد أثنت على مدير الاستخبارات الوطنية المستقيل دان كوتس دون ان تذكر راتكليف.
فقالت السيناتور سوزان كولينز، عن ولاين ماين وعضو لجنة الاستخبارات إن كواتس واحدا من أفضل من عملوا فى الخدمة العامة ممن تعرفهم، فقد قاد مجتمع الاستخبارات بإندماج ومهارة، ورحيله خسارة كبيرة لبلادنا.
ولم تذكر كولينز راتكليف ، وكذلك لم يفعل زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل الذى أشاد بكواتس لنهجه المدروس والرصين وغير المتحيز.
أما السناتور الديمقراطى تشاك شومر، فقد ركز على راتكليف، وقال إنه من الواضح أنه تم اختياره لأنه قدم ولاء أعمى للرئيس ترامب خلال استجوابه الديماجوجوى لروبرت مولرز ولو قام الجمهوريون فى مجلس النواب بتصعيد هذا الشخص الحزبى لمنصب ستطلب خبرة استخباراتية وغير حزبية، وسيكون هذا خطأ كبيرا.
وتقول السى إن إن إن المنصب الذى يترشح له راتكليف، هو منصب حكومى تم إنشائه بعد هجمات سبتمبر الإرهابية من أجل تنسيق استخباراتى افضل. ولا يملك المدير سلطة إصدار أوامر، لكن المنصب يتعلق أكثر بالتنسيق والإشراف.
ويترأس المدير كافة مجتمع الاستخبارات ويوجه ويشرق على برنامج الاستخبارات الوطنية ويقدم المشورة للرئيس وحكومته ويعد الإحاطات اليومية للرئيس، والتى تضم مجموعة المعلومات من كافة وكالات الاستخبارات التى يطلع عليه الرئيس كل يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة