قد يكون من الضرورى أن تسأل: لم يكره الإخوان "اليوم السابع"، ولماذا توجعهم وتربك حساباتهم بتعريتها لزيفهم وتلفيقهم اليومى، وكيف استطاعت صحيفة واحدة لا تمتلك سوى الكلمة أن تصبهم بالجنون لدرجة أنهم تناسوا كل قضاياهم وبكائياتهم، وتفرغوا للطم وجوههم لإثبات أن اليوم السابع "عميلة ولها مصالح"؟.
الإجابة الوحيدة هنا أن اليوم السابع تفعل كل ما هو نقيض لما يريده الإخوان وما يقومون به: تدافع عما تقتنع به وتؤمن جيدًا بأنه فى مصلحة كل استقرار وتقدم للدولة المصرية الوطنية بينما ولاء الإخوان للجماعة أولًا قبل أى "حفنة من التراب العفن"، اليوم السابع تدافع عن دولة المؤسسات التى يبنيها أبناؤها دون انتظار نصائح من الآخرين أو وصاية فيما يسجد الإخوان لأردوغان صباحًا ويرجمون وطنهم بالحجارة ليلًا، اليوم السابع تدافع بإخلاص عن كل ما تؤمن به من قبل أن يتذوق الإخوان طعم السلطة ثم يتجرعونها ذلًا وخيانة فى الدوحة وأنقرة حيث يتواجد مموليهم وتتركز مصالحهم، اليوم السابع ليس لها من يمولها دفاعًا عن مصالحه، إنما تمول نفسها بعرق أبنائها وعملهم الشاق وإخلاصهم وتحملهم لمسئولية كبيرة فى كسب ثقة القراء، وتلك ميزة كبرى لا يعرفها من عاشوا دائمًا يتسولون التمويل ويبيعون ضمائرهم لصاحب البضاعة الرائجة.
مثل الإخوان هنا كمثل الذى خانه عقله، فكان المنطق أول الراحلين عنه، لذلك لا تنتظر ممن باع نفسه للخيانة أن يشترى ماء وجهه ويعترف ولو لنفسه بأن المال أهم من بقاء الأوطان ورضا الممول هدف أسمى من مصالح الشعوب، ولا يشغلك أيضًا هذا الصراخ والتشنجات الليلية على الشاشات ومنصات الأخبار الكاذبة، لأن تلك الحناجر وراءها قلوب ممتلئة بالخواء الذى ينافسه ذلك الخواء الذى فى ضمير من يصنع منك خائنًا وهو يعرف أن بدايتك ونهايتك وأصل مسألتك هى الدولار..
نعم هذا هو التفسير الوحيد لحالة الإخلاص الإخوانية الشديدة فى العداء لكل ما هو مصرى، مدعومة بموجات من الهياج العصبى يطلقون عليها "مقدمات نارية" تؤديها ذيول راقصة أمام الشاشات على هيئة مذيعين ومحللين وبائعى نصائح للشعوب عن كيفية الانتحار تحت شعار الديمقراطية التى لا يعرفون عنها سوى حق التصويت للطرد من جنة الجماعة، أما الأوطان والاستقرار فجميعها مصطلحات باعها الإخوان فى سوق واقف بالدوحة أو بازارات اسطنبول حيث يقاس الإنجاز بقدرتك على تحطيم معنويات أبناء بلدك ليظلوا تحت رحمة الإحباط، لكن هذا لن يحدث لأن زمن الصمت على ضلالاتهم انتهى ولم يعد مقبولًا أن نتركهم يشوهون ويفسدون العقول دون رد.