أعمال "الهاند ميد" المنزلية من أكثر الأعمال نجاحًا فى الآونة الأخيرة والتى لاقت قبولا واستحسانا عند الكثيرين، فمن ناحية وفر هذا الأمر على الفتيات صعوبة البحث عن وظيفة فى سوق العمل، وخاصة العمل الحكومى، ومن ناحية أخرى أتاح دخلا ماديا للفتيات يغنيهن أيضا عن عناء انتظار الوظيفة الميرى.
وعلى الرغم من انتشار تلك الأعمال والخاصة بالهاند ميد فى الفترة الأخيرة، إلا أنها تعتبر من الأعمال الشاقة والتى تحتاج إلى طاقة بدنية وذهنية عالية، حيث تحتاج فى المقام الأول إلى التفرغ الذهنى التام من أجل الإبداع فيها وفى نفس الوقت تحتاج إلى استخدام الأيدى والنظر بتركيز شديد.
هاجر ومنار فتاتان من أسيوط، قررتا التخلى عن الوظيفة الميرى والعمل بأيديهما لشغل أوقات فراغهما وتوفير دخل مادى حتى وإن كان متقطعا إلا أن المبدأ أن هناك دخلا ماديا مربحا.
وقالت هاجر حسن صاحبة الـ27 عاما، لـ"اليوم السابع"، إنها تحب الرسم والخياطة والتفصيل منذ صغر سنها وكانت طوال حياتها تحلم بأن تدخل كلية التربية النوعية أو الفنون الجميلة والتى ستلقى فيها ضالتها، متابعة: "طول حياتى وأنا بحب الرسم جدا، ولكن كان للقدر رأى آخر فلم أوفق فى الالتحاق بكلية التربية النوعية والتحقت بمعهد الفن التجارى لمدة عامين لمجرد أن أحصل على شهادة دون النظر إلى التعليم الذى سيدرس وبالفعل أكملت وحصلت على شهادتى، إلا أننى أصبت بحالة من الاكتئاب بسبب الفراغ الذى ملأ حياتى عقب التخرج، خاصة بعد أن مر أكثر من عام على تخرجى، ولكننى بحثت بداخلى عن تلك الموهبة المدفونة والتى طالما حلمت بأن أدخل فنون جميلة من أجلها، فبدأت فى البحث والقراءة ومشاهدة فيديوهات تعليمية عن كيفية رسم العرائس ومن ثم تطبيقها بالرسم على القماش حتى تكون حيوية وملموسة.
وبدأت "هاجر" فى تطبيق أول عروسة من القماش بعد وسمها على الورق ثم تنفيذ الثانية والثالثة بنفس الطريقة، حتى أصبح لديها صديقات من تلك العرائس المجسمة والتى صنعتها بأيديها حتى أنها كانت تتحدث إليها وهى تعمل فيها وتقوم بخياطتها، وعبرت فى كل عروس عن شخصيتها فأصبحت جميع عرائسها يشبهونها تماما، وبدأت فى تنزيل عرائسها على صفحات التواصل الاجتماعى من أجل إعلان موهبتها إلا أنها فوجئت بكم هائل من الطلبات ينهال عليها بالإضافة إلى فرحة المعجبين بتصاميمها من العرائس، وأصبح العديد من أهالى المحافظات المجاورة يطلبون أعمالها بالاسم بسبب جودته.
وتلقت "هاجر" عقب ذلك عروضا بالتدريب على الشغل اليدوى للفتيات وبدأت فى أكثر من مجموعة للتدريب على أعمال فنية مختلفة كالرسم والتطريز بالخيط والحرير والصلصال الحرارى والكروشيه وشغل الديكور والكرافت وبوكيهات الورود، ووصلت "هاجر" إلى أنه أصبح اسمها يتردد وسط أسماء صناع الهاند ميد بأسيوط.
وتحلم "هاجر" بأن يصبح لديها براند باسمها أو على الأقل جاليرى تستطيع من خلاله عرض فنها واستكمال مشوارها الذى نمت فيه موهبتها.
أما منار صادق صاحبة الـ23 عاما من أسيوط، خريجة كلية آداب قسم دراسات إسلامية، قالت إنها تعلمت شغل الإكسسوارات من البيت على اليوتيوب منذ 5 سنوات، وبدأت تعمل الأعمال الفنية فى شغل الإكسسوارات فى إجازة الثانوية العامه قبل دخولها كلية الآداب، حيث بدأت تشترى خامات بسيطة وتصنع لنفسها إكسسوارت بسيطة من خامات مختلفة الأحجام والأشكال والألوان وكانت فى البداية تصنعها لنفسها ثم بعد ذلك بدأ أصحابها يعجبون بتصاميمها وأعمالها الفنية ويطلبون منها أن تقوم بعمل هدايا لهن ثم انتشر الأمر وأصبح أغلب معارفها ومعارف صديقاتها يطلبون منها شراء بعض القطع.
ونجحت "منار" فى التسويق لإكسسواراتها ثم بمقابل مادى بعد أن كانت تصنع بالخامات الهدايا فقط حتى تمكنت من أن يكون لها مشروعها الخاص، ثم قامت أيضا بإعطاء كورسات مختلفة فى أعمال وتصاميم الإكسسوارات وأصبحت رائدة فى هذا المجال، وكل ما تطمح إليه "منار" هو فقط أن يصبح لديها مركز للتدريب ولتعليم الفتيات مهنة يستغلنها فى حال عدم حصولهن على وظيفة وفى حال تفكيرهن فى إقامة مشروع شخصى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة