منذ الجمعة الماضى وحتى اليوم، صلوات وكتابات لم تنقطع فى الذكرى الأولى لمقتل الانبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير الانبا مقار الذى قُتل في مقر ديره العام الماضى على يد الراهبين إشعياء وفلتاؤس المقارى المحكومين بالإعدام
الاحتفال بالذكرى الأولى لاستشهاده بدأ الجمعة الماضية بقداس اقتصر على رهبان دير الانبا مقار، وضعت فيه صورة الأسقف الشهيد على مذبح الكنيسة الأثرية التي دأب على الصلاة فيها، أما اليوم فقد ترأس البابا تواضروس الثاني صلوات القداس بمقر الدير مصرًا على منح الانبا ابيفانيوس لقب الشهيد رغم معارضة بعض أساقفة الكنيسة
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني – في كلمته خلال القداس الإلهي - إن الأنبا ابيفانيوس شهد له الجميع في مصر وخارجها، وأنه كان يحمل الرأى المعتدل وأنه صار محبوبا ومعروفا في كل مكان بمصر وخارجها.
وتابع قائلأ: كان يحيا حياة التوبة الدائمة وأنه كان يبحث دائما عن نقاوة القلب، وأن المنصب لم يغيره ولكنه ظل على طبيعته ولكنه كان يبحث عن توبة حقيقية داخل قلبه، وأنه عاش بسيرة عطرة طوال سنوات عمره ولم يشعر بذلك إلا أصحاب القلوب القاسية.
وأضاف البابا تواضروس: الأنبا ابيفانيوس عاش أمينا في حياته، فهو تخرج من كلية الطب وعمل طبيبا حكيما ثم راهبا تقيا، وفي النهاية أسقفا شهيدا، فهو في كل مراحل حياته كان أمينا لحياته الداخلية في قلبه أمام الله، لافتا إلى أن الأسقف الراحل تبحر في العلوم اللاهوتية وأصبح له أصدقاء في كل مكان، وأنه عبر كل هذه الحياة وفي كل تفاصيلها كان يتمتع بالامانة في كل شئ.
وأكد البابا تواضروس أن حياة الأنبا اببيفانيوس أصبحت منارة في تاريخ كنيستنا، وأننا اليوم ننعم بشخصيته وبما قدمه من انتاج وعظات وتعليم، ولكن الكنيسة اكتسبته شفيعا ومصليا من أجل الجميع، وأنه رغم أن سنواته في الأسقفية قليلة إلا أن عمله كان كبيرا وشهد له الجميع.
بينما فوجئ البابا بنصب تذكاري أسسه رهبان الدير في نفس النقطة التي قتل فيها الانبا ابيفانيوس، تخليدًا لذكراه حيث يقع النصب في المسافة بين قلايته (سكن الراهب) وبين الكنيسة التي لقى مصرعه وهو يترجل في الطريق إليها ليترأس صلوات التسبحة مع رهبانه.
كذلك فإن تلاميذ الأسقف الراحل من اللاهوتيين الشباب، اطلقوا هاشتاج باسم "تعرف على الانبا ابيفانيوس" دونوا فيه ذكرياتهم معه، وأبرز كلماته لهم وتلك النصائح التي وجهها لهم.
فيما أصدرت مكتبة مرقس التابعة للدير كتابًا جديدًا عن الانبا ابيفانيوس بعد ثلاثة كتب منذ رحيله ، ضم الأول أشهر عظاته ومقتطفات عن حياته، بينما ضم الثاني شهاداته عنه من معاصريه وزملائه، واكتفى الثالث بالإشارة إلى دوره كراهب متلزم بتعاليم الكنيسة الأولى
يشار إلى أن الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار بوادى النطرون ولد في 27 يونيو 1954 ورحل عن عالمنا عن عمر ناهز 64 عاما، ونال درجة الأسقفية عام 2013؛ وشغل منصب أسقف ورئيس لدير الأنبا مقار في وادي النطرون بمصر حتى وُجِدَ مقتولا صباح يوم 29 يوليو 2018.
ونتيجة التحقيقات تبين أن القاتلين هما الراهبين أشعياء المقاري وفلتاؤوس المقاري، وقضت محكمة جنايات دمنهور في 24 أبريل 2019 بالحكم عليهما بالإعدام شنقاً بعد إحالة هيئة المحكمة أوراقهما إلى مفتي الجمهورية في شهر فبراير الماضى.
النصب التذكارى