ما بين شرم الشيخ والقاهرة والإسكندرية وأسوان ..ثم العاصمة الادارية يصل مؤتمر الشباب الى محطته السابعة فى أقل من 3 سنوات ، وأصبح آلية يحرص عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة لاعادة جسر التواصل مع الشباب وفتح نوافذ الحوار مع الأجيال الجديدة والاستماع الى آرائها ومقترحاتها وعرض أفكارها وتقديم ابتكارتها فى كافة المجالات.
ومع ذلك مازال البعض مصمما على طرح سؤال الجدوى والأهمية والضرورة من انعقاد مؤتمرات الشباب
الاجابة لا تحتاج الى توضيح أو رد فيكفى أن الشباب الذى حضر المؤتمرات السابقة قبل انطلاق المؤتمر الحالى شاهد وشارك بنفسه فى المناقشات والندوات والمواجهات التى بلغت حد السخونة ليس مع الحكومة وممثليها فقط فى جلسات المؤتمر بل أحيانا مع الرئيس نفسه وعلى الهواء مباشرة، فالجلسات مذاعة ويشاهدها الجميع والحوارات والمواجهات التى كانت تتم لم تخفى على أحد ..وكان الرئيس حريصا على المداخلة والرد ولم يرفض الاجابة على اى سؤال أو تساؤل أو حتى طلب..ولم يفعل كما فعل غيره فى السابق بتخويف السائل او المحاور بسيف مقام رئيس الجمهورية وهيبته وصوته العالى.
وهنا نتذكر جميعا الشاب الأسوانى الذى وقف فى مؤتمر اسوان فى العام الماضى ليشكى للرئيس عن تلوث الصرف الصحى فى كيما وابدى خوفه من القبض عليه بعد المؤتمر عقابا على جرأته فى حضرة الرئيس، أو التعرض لمضايقات أمنية على خلفية ما كان يحدث فى الماضى ..فما كان من الرئيس ان ضحك وهدأ من روع الشاب بل وذهب ومعه الشاب والحكومة الى المنطقة محل الشكوى وأمر بحلها فورا.
أمثلة كثيرة على مظاهر الممارسة الديمقراطية السياسية خلال جلسات المؤتمر الذى استضافت كثير من المعارضين او من يتم وصفهم بالمعارضة وتحدثوا بحرية تجاوزت فى بعض الأحيان الحدود وفى حضور رئيس الجمهورية
ومنذ المؤتمر الأول وحتى المؤتمر السادس صدرت توصيات من الشباب إلتوم بها رئيس الجمهورية وكان على رأسها الافراج عن الشباب المسجون وبالفعل تشكلت لجنة شبابية لدراسة الحالات وتم الافراج عن أعداد كبيرة وكان له أثر إيجابي في المشهد السياسي فى مصر..اضافة الى عقد مؤتمر دولى لشباب العالم ..وتوصيات أخرى تم العمل بها وتنفيذها.
يكفى أن نقول أن مؤتمرات الشباب حضرها حتى الأن أكثر 10 آلاف شاب من مختلف محافظات مصر شاركوا فى 83 جلسة وتحدث حوالى 500 شابا خلال جلساتها وشارك فى الغالبية منها الرئيسى بنفسه.
الأهداف واضحة من دورية انعقاد مؤتمر الشباب والرئيس أكثر الناس حرصا على ضرورة عقدها بشكل دورى للتواصل مع الشباب، لإيمانه بأنهم السواعد الحقيقية لبناء الدولة المصرية، وحرصه على مشاركة الشباب في قضايا الوطن، ومعرفة رؤيتهم في علاج جميع المشكلات والأزمات التي تعترض مسيرة التعليم والصحة والثقافة والأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر.
ودعونا نعترف أن العدد الكبير من الأحزاب التى تشكلت بعد ثورة 25 يناير 2011 لم تنجح- ولن اقول فشلت- فى استيعاب الشباب من الأجيال الجديدة التى نما وعيها ونضج مع الثورة والأحداث السياسية التى مرت بالبلاد خلال السنوات القليلة التى أعقبت يناير . فرغم وجود أكثر من 105 حزب جديد وقديم الا أنها لم تستطع أن تستوعب الشباب فى بوتقة سياسية واستغلال طاقاتهم فى احداث الحراك السياسى الايجابى المنشود..
لذلك جاءت فكرة مؤتمر الشباب لتسعى الى هدف أساسى وهو تنمية الحياة السياسية ، حيث قدم الشباب العديد من أوراق العمل التي ساهمت فى تعزيز المناخ الديمقراطى الصحى من خلال الشفافية فى عرض الأزمات والصعوبات والتحديات التى تواجهها الدولة وما يجرى تحقيقه على ارض الواقع وبالتالى عودة الثقة ما بين الشباب والدولة
والأهم أيضا هو خلق جيل جديد قادرا على الادارة وتحمل المسئولية خلال الفترة المقبلة وهو ما نلمس ثماره الآن من خلال قدرة الشباب على ادارة وتنظيم المؤتمر والقدرة على طرح الرؤى لمشاكل التعليم والصحة والثقافة والاقتصاد فى مصر ووضع الحلول والمقترحات العملية لها وهى الهدف الأسمى ايضا من وراء المؤتمر للتعرف على رؤية الشباب المختلفة في كثير من المجالات، إضافة إلى أن تكون توصيات المؤتمر من رؤى وأفكار الشباب محل اهتمام الحكومة لتنفيذها على أرض الواقع.
ويأتى انعقاد المؤتمر السابع للشباب فى العاصمة الادارية كرسالة للعالم على حجم الانجاز الذى يجرى على ارض مصر من مشاريع قومية كبرى، ومنها العاصمة الجديدة التى بدات الحياه تدب فى أركانها وأصبحت جاهزة لاستضافة الفعاليات العالمية الكبرى وهو ما يدعم السياحة والاقتصاد عموما فى مصر.