تحتفل الكاتبة البريطانية الشهيرة ج. ك. رولينج، مؤلفة سلسلة هارى بوتر الشهيرة اليوم بعيد ميلادها، حيث ولدت فى 31 يوليو من عام 1965، وتقول الحكايات إن "رولينج" قد فكرت فى الانتحار عندما كان عمرها فى الثلاثين من عمرها وفشلت وبعدما كتبت "هارى بوتر وحجر الفيلسوف" حققت نجاحا منقطع النظير حتى أن ثروتها تجاوزت المليار دولار.
ونستعرض معا مجموعة من القصص والحكايات عن "رولينج" اعتمادا على ما نشره على الغامدى @AliGhamdi2 على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، حيث ولدت جوان رولينج فى مدينة جلوستر شير البريطانية عام 1965 م و كانت تحب قصص الأطفال وتحب أن تروى لأختها الصغرى القصص منذ أن كانت فى السادسة من عمرها، تخرجت من جامعة اكستر فى تخصص اللغة الفرنسية و كانت تطمح للعمل كسكرتيرة بالاستفادة من لغتها الفرنسية. وتحقق ذلك بعد أن عملت كباحثة وسكرتيرة فى لندن و كانت تكتب القصص وقت فراغها.
فى أحد الأيام كانت فى القطار عائدة من مانشستر إلى لندن و بعد تأخر القطار لأربع ساعات أخذت تفكر حتى خطرت فى خيالها فكرة قصة لطفل صغير تعلم فى مدرسة السحر سمّته فيما بعد (هارى بوتر)، ولأنها كانت شديدة الخجل لم تستطع فى القطار أن تطلب قلماً من أحد لتكتب هذه الفكرة، لكنها حفظتها وتخليت أحداثها فى ذهنها حتى وصلت لندن وقامت بكتابة البداية.
عندما بلغت رولينج سن 25 عاما توفيت والدتها وهى فى الخامسة والأربعين من عمرها وأصيبت بصدمة شديدة لكون والدتها صغيرة ولم تعش معها الفترة الكافية، كانت هذه الصدمة قوية جعلتها تقرر السفر للبرتغال ونسيان كل آلامها وما يتعلق بذكرياتها القديمة.
سافرت "رولينج" إلى مدينة بورتو البرتغالية لتعمل كمعلمة لغة إنجليزية بعد أن قرأت إعلانا فى صحيفة ذا ديلى ميل، ورغم أن هذا المجال بعيد عن تخصصها، إلا أنها وجدت الوقت الكافى لكتابة رواياتها، والتقت هناك بصحفى برتغالى اسمه (خورخى أرينتس) و أبديا اهتمامهما ببعضهما وتزوجا فيما بعد عام 1992 و أنجبا طفلتهما (جيسيكا)، لكنها عانت من المعاملة السيئة من زوجها وتعرضت كثيراً للعنف لكنها لم تكن تخبر أحدا بذلك، واعترف زوجها فى مقابلة تلفزيونية فيما بعد أنه فى الليلة الأخيرة عندما طردها قام بسحبها من شعرها وأخرجها من المنزل وصفعها، ولجأت رولينج للسفارة البريطانية لحمايتها وأخذت طفلتها فيما بعد وعادت إلى مدينة أبردين الأسكتلندية شمال بريطانيا لتعيش بجوار شقيقتها الصغرى.
فى هذه الفترة جاهدت "رولينج" للحصول على وظيفة وعملت فى البداية كمعلمة للغة الفرنسية وكانت تعيش مع ابنتها فى شقة صغيرة بمساعدة معونة حكومية تحصل عليها ورغم ذلك إلا أن هذه المبالغ كانت زهيدة ولم تكن تستطيع تسديد فاتورة الكهرباء.
وعندما خسرت وظيفتها وتوالت عليها الإحباطات وعملت فى مقهى يملكه زوج شقيقتها، وشعرت بالخوف واليأس بعد أن طاردها زوجها فى مدينة أبردين إلا أنها حصلت على حماية بعد رفعها دعوى على زوجها، وحصلت بعد ذلك على حكم الطلاق من المحكمة عام 1994 بعد زواج استمر لمدة عام واحد فقط، و كل هذه الإحباطات من وفاة والدتها إلى طلاقها إلى الفقر الشديد جعلها تصاب باكتئاب شديد وقلق مفرط على ابنتها فعندما تخرج من المنزل تعود راكضة تخشى أن تصاب ابنتها بمكروه، بعد سبع سنوات من التخرج وفى وسط هذه العواصف أصيبت بيأس شديد وفكرت بالانتحار ورأت نفسها أنها أكثر شخص فاشل عرفته، ووصفت حالتها فى أسوأ ظروفها بقولها "الفشل يحررنى الآن إنه يعنى لى أننى تخلصت من كل ما هو غير ضرورى فى حياتي، لأن كل ما كنت أخاف منه تحقق فعلاً ولم يعد لدى ما أخشاه، حان الآن لتوجيه طاقاتى للشىء الوحيد الذى أريده".
بدأت بالكتابة من جديد واستلهمت من هذه الظروف الشخصيات الشريرة فى رواية هارى بوتر، فمن حياتها التعيسة فى البرتغال استلهمت شخصية الساحر الشرير (سالازار سليثرين)، ومن فكرة الانتحار استلهمت فكرة (الديمنترز) الكائنات التى تمتص الأرواح.
وعندما انتهت من روايتها عام 1995 بدأت بطباعتها على آلتها الكاتبة لتقوم بإرسالها لدور النشر، لكن الخبر السئ هو أن روايتها رفضت من 12 دار نشر.
لكنها شعرت بسعادة عظيمة عندما قبلت فى دار النشر رقم 13 لكن مالك دار النشر اشترط ألا تكتب اسمها الأول على الكتاب وأن تكتفى بالحرف الأول فقط (ج. ك. رولينج) خشية أن يمتنع الناس عن شراء الكتاب لأن مؤلفته امرأة، وقدم لها 1500 جنيه استرلينى وطلب منها الحصول على وظيفة أخرى لأن أجر كتابة القصص لا يكفى للعيش، بعدها خرجت رواية هارى بوتر للمكتبات البريطانية، وكانت ردت الفعل فى البداية محبطة فلم يحضر حفل افتتاح الرواية إلا أربعة أشخاص فقط فتجمع موظفو المكتبة حولها وهى تقرأ الرواية لتشجيعها والشد من أزرها.
وبعد ذلك حصلت "رولينج" على منحة من مجلس الفنون الاسكتلندى ساعدها فى مواصلة الكتابة حتى حصلت أخيراً على عرض لبيع حقوق النشر داخل الولايات المتحدة ب، 105 آلاف دولار، وقررت بعدها ترك الوظيفة والتفرغ للكتابة وانتشرت روايتها بسرعة هائلة ونالت العديد من الجوائز فى زمن قياسى، حتى بدأت تنهال عليها العروض من المخرجين فى السينما لتحويلها إلى فيلم.
وبعد تحول الرواية إلى أول فيلم سينمائى حصل انفجار هائل فى مبيعاتها وتم إنتاج أفلام لأجزائها السبعة بين عامى 2004 و2011 وحققت مبيعات الرواية أرقام عالمية قياسية لا تصدق حيث بيعت 11 مليون نسخة فى اليوم الأول فقط لظهور الجزء السابع.
اليوم أصبح فيلم هارى بوتر علامة تجارية مسجلة فى أسهم البورصة بقيمة تقدر بـ 25 مليار دولار لتصبح أغنى سيدة على كوكب الأرض حيث تجاوزت ثروتها ثروة الملكة إليزابيث.