يعرف المصريون الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، يحبهم ويحبونه، يفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم، وهم أيضا يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه، لذا هم يتضامنون معه فى مصابه الأخير فى وفاة ابنه الشيخ خالد القاسمى، نعم يحزنون من أجله ويقولون عنه "رجل لا يستحق الحزن".
يحزن المصريون من أجل الشيخ سلطان القاسمى، لأنه رجل شاعر يعرف معنى الكلمة ويدرك معنى الفقد، ويتفق مع قول شاعرهم الكبير عبد الرحمن الأبنودى فى قصيدته الخالدة (يامنة) "فى الدنيا دى وجع وهموم أشكال والوان الناس مبتعرفهاش/ اوعرهم لو هتعيش بعد عيالك ما تموت/ ساعتها بس هتعرف ايه هو الموت" لذا فان الشيخ القاسمي كان الله فى عونه، فهو الشاعر المدرك للمعاني الذي يفهم جيدا معنى الخسارة التى لحقت به.
رأيت صورة للشيخ سلطان القاسمى منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى حزينًا ساهما يبدو أنها من جنازة ابنه الراحل، كان يفكر فى جدوى الحياة، وهو الرجل الذى يعرف قيمة الأشياء ويراهن على المشاعر حتى فى حكمه لإمارة الشارقة، حيث اختار الثقافة بوابة كبرى يطل منها على العالم، واستطاع أن يصنع باعا كبيرا فى هذا الأمر، حتى أن الشارقة تم اختيارها العاصمة الدولية للكتاب هذا العام، وأكثر الناس إحساسا بالمعاناة هم هؤلاء الذين اختاروا الفنون مادة لحياتهم ونافذة ينظرون منها إلى الدنيا ويقدمون بها أنفسهم للجميع.
كانت الصورة حزينة جدا، لا نتمناها للرجل الذى أعاد إلينا فضيلة كادت تضيع من الأرض هى فضيلة "الاحتفاظ بالجميل" وكأن الشيخ سلطان القاسمى فى علاقته بمصر، يأتي من خارج الزمن، لا يضيع فرصة طيبة إلا أشار إلى مصر ودورها وفضلها.
رحم الله الشيخ خالد القاسمى، وقلوب المصريين جميعا مع الأب المكلوم سلطان القاسمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة