إذا كنت من زائرى محافظة الوادى الجديد لأول مرة فلا تتعجب من نظافة شوارعها واختفاء مشهد تراكم القمامة فى وسط الأحياء والكتل السكنية، ولا تنتابك الدهشة عندما ترى الطرق الرئيسية والفرعية خالية تماما من الأتربة وبقايا المخلفات أو حتى أوراق الشجر المتساقطة على جانبى الطريق، والسبب فى ذلك هم كتيبة هى الأقل عددا على مستوى كافة قطاعات العمل الحكومى فى مراكز المحافظة .
بضع وسبعون رجلا فى كل من مركزى الداخلة والخارجة وأقل منهم بكثير فى باقى مراكز المحافظة يعملون فى صمت وتحمل غير مسبوق على الرغم من الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة وتقلبات الجو على مدار ساعات النهار إلا أنهم يعملون باجتهاد ودون كلل أو ملل على الرغم من تدنى أجورهم وكبر سن عدد منهم ممن تجاوز سن المعاش ويعمل بالمكافأة البسيطة فى ظل عدم إقبال الشباب على الالتحاق بوظائف عمال النظافة.
"عم عبد الله" يبلغ من العمر 70 عاما ويعمل فى مرفق الصرف الصحى بالخارجة ورفقته زملائه ممن أحيلوا إلى سن التقاعد إلا أن ظروفهم المادية الصعبة أجبرتهم على طلب العمل بالمكافأة فى المرفق مع عدد من العمال الذين يحملون على عاتقهم عبء إصلاح كافة الأعطال التى تحدث على مستوى أحياء مدينة الخارجة بالكامل.
يقول "عم عبد الله" فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " أنه يعشق العمل دون النظر لسنوات العمر التى تمر سريعا فهى بالنسبة له مجرد، رقم فهو يحرص على العمل والتواجد فى مواقع الاعطال فى اية ساعة من اليوم ولا يأخذ فى اعتباره انخفاض الراتب الشهرى فهو يعمل بنظام المكافأة ولديه قناعة ورضا بما قسمه الله له لآنه يؤمن بأن الرزق الحلال تملؤه البركة .
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانب من عمل مرفق الصرف الصحى وقطاع النظافة بمركزى الداخلة والخارجة، وهما عبارة عن خلية نحل لا تهدأ على مدار اليوم من خلال ورديات ثابتة يقوم فيها العمل ببذل قصارى جهدهم من اجل كنس الشوارع وتنظيفها وازالة المخلفات والأتربة ونقلها إلى أماكنها المخصصة وزاد العبء عليهم بعد صدور قرار المحافظ بمنع عمل السيدات فى قطاع النظافة بالشوارع والاحياء حفاظا على قيمة المرأة وعدم التقليل من شأنها واقتصار عملها على المصالح الحكومية فقط .
ويقول كمال ابراهيم رئيس مركز الداخلة فى تصريح خاص لـــ" اليوم السابع " أن قطاعى النظافة والصرف الصحى بالمركز من أهم القطاعات التى يعتمد عليها العمل الخدمى لما يقدمونه العاملين بهما من جهود غير مسبوقة فى إنجاز أعمال النظافة وحل مشكلات الصرف وأعطال المياه، على الرغم من انخفاض عددهم بصورة كبيرة فى ظل عدم الإقبال على تلك الوظائف من شرائح الشباب وهو ما يزيد العبء عليهم، مؤكدا على أن نتائج عملهم تظهر إثارة واضحة فى نظافة الشوارع والأحياء والميادين، فلا تجد أية بؤرة للقمامة، على الرغم من عدم التزام القلة من المواطنين بإلقاء المخلفات فى أماكنها إلا أن فرق النظافة والصرف الصحى يعملون بصورة منظمة وتكون استجابتهم للبلاغات فورية وفاعلة.
وعلى الرغم من الإعلان المتكرر عن طلب وظائف بقطاع النظافة من المسئولين عن منظومة جمع القمامة التى يجرى تطبيقها بعد تأجير مصنع مخلفات الخارجة، حيث أكد محمد حسن أحد المسئولين عن إدارة المجمع قبل سحبه وإعادة طرحه مرة أخرى، أن من أسباب ومعوقات العمل كانت عند الإعلان عن وظائف عمال نظافة ومشرفين بحيث يكون راتب العامل حوالى 3 آلاف جنيه وراتب المشرف نصف القمية، إلا أن جميع المتقدمين لا يرغبون فى وظيفة عامل النظافة ويتجهون للتقديم على وظيفة مشرف، وهو ما تسبب فى عدم قدرتهم على استكمال العدد المطلوب لجمع القمامة وتحقيق المستهدف فى المجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة