داخل جدران نادى نصر حسين داى ولدت موهبة كروية، منذ الوهلة الأولى توقع لها الجميع التألق الإبداع فى الملاعب الجزائرية، ولكن ما حدث فاق كل التوقعات، وتحول "رابح ماجر" إلى أحد أهم اللاعبين فى تاريخ الجزائر بل والقارة السمراء، ليتوج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب أفريقى، واختارته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية مؤخراً ضمن قائمة أفضل 30 لاعباً فى أفريقيا.
موهبة رابح ماجر بدت منذ اللحظة الأولى، حيث اللمسة السحرية مهارات المراوغة وتسجيل الأهداف، وهو ما لخصه فى هدفه "الساحر" الذى أحرزه بـ"الكعب" ليمنح بوروتو البرتغالى لقباً هو الأغلى فى تاريخه عندما توج بدورى أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونخ عام 1987، ويصبح النجم الجزائرى أول لاعب عربى يحصل على اللقب الأوروبى، قبل أن يتوج به المغربى أشرف حكيمى مع ريال مدريد، ثم النجم المصرى محمد صلاح مع ليفربول الإنجليزى الموسم الماضى.
كما توج "ماجر" مع بورتو بكأس الإنتركونتينونتال ـ كأس العالم للأندية حاليًا ـ بعد إحرازه هدفاً ذهبياً فى مباراة النهائى أمام فريق بنيارول الأوروجويانى، وتوج باللقب ليصبح أول عربى وأفريقى يحقق هذه البطولة، بالإضافة إلى السوبر الأوروبى أيضاً.
بدأت إنجازات "ماجر" فى بداية مشواره الكروى عندما وضع قدمه على طريق الاحتراف عام 1983 بالانضمام إلى نادى راينغ باريس الذى يلعب فى الدرجة الثانية الفرنسية، وتألق فى صفوفه وساهم فى صعوده إلى دورى الأضواء والشهرة، وسجل 20 هدفاً فى أول موسم له خلال 27 مباراة، ثم انتقل إلى نادى تور معاراً والذى كان بوابته للمجد الكروى عندما انتقل إلى صفوف بورتو البرتغالى الذى قاده إلى نهائى دورى أبطال أوروبا وأحزر هدفاً رائعاً وقفت له قلوب البرتغاليين قبل الجزائريين من روعة جماله، عندما أحرز هدفا بالكعب فى مرمى بايرن ميونخ أحد أكبر الفريق الأوروبية فى ذلك الوقت، ليتوج فريقه باللقب الأغلى فى التاريخ، ثم توج مع النادى البرتغالى بالدورى والكأس، ليقرر الانتقال إلى الدورى الإسبانى من بوابة فالنسيا الذى لعب بصفوفه موسمين قبل العودة مرة أخرى إلى بورتو ثم الانتقال حتى يصل قطار "ماجر" إلى آخر محطاته فى نادى قطر القطرى قبل تعليق الحذاء عام 1992.
وعلى الصعيد الدولى، شارك رابح ماجر مع محاربى الصحراء فى 87 مباراة سجل خلالها 40 هدفاً، وقاد ماجر منتخب بلاده لنهائى بطولة أمم أفريقيا نسخة 1980 والذى فازت به نيجيريا، ليعود بعدها بعشر سنوات ليثأر "محاربو الصحراء" من النسور الخضر وتتوج الجزائر بالكان على حساب نيجيريا عام 1990، كما شارك مع الجزائر فى نسختين لكأس العالم، وأحرز هدفاً تاريخياً فى مرمى ألمانيا الغربية بمونديال إسبانيا عام 1982، بالإضافة إلى تتويجه بذهبية دورة الألعاب الأفريقية مع المنتخب الجزائرى عام 1987 وبرونزية الألعاب العربية 85 ، وحصل ماجر على جائزة الكرة الذهبية الأفريقية عام 1987 والقدم الذهبية فى موناكو 2011، وأفضل لاعب عربى وخامس أفضل لاعب أفريقى بالقرن الـ20.
رابح ماجر أبدى إعجابه بإنجازات النجم المصرى محمد صلاح على الصعيد الأوروبى، وأكد أن ما يقدمه صلاح فخر للكرة المصرية العربية فى ملاعب العالم، لذا فإنه يستحق التتويج بالكرة الذهبية، بعد إسهاماته فى فوز فريقه بدورى أبطال أوروبا الموسم الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة