60 عاما قضاهم عم رجب جالسا على عربة الحنطور الملحقة بحصانه ،، يقف بميدان السواقى وسط مدينة الفيوم بحنطوره ينظر فى أعين المارة يبحث بينهم عن من يرغب فى ركوب الحنطور أو طفل يعجب بالحصان فيلح على والده لإستقلال الحنطور وخوض التجربة بعيدا عن السيارات السريعة والأصوات العالية ، أو عجوز حضر من قريته الى المدينة ويرى الحنطور فيحن لأيام الماضى فيطلب منه توصيله لمكان ما ثم يأخذ عم رجب ما رزق به على مدار اليوم والذى لا يتعدى ال20 جنيها ويذهب الى منزله يشترى طعام له ولحصانه ويرضي بما قسمه الله له.
يقول رجب أحمد: أنا عمرى 70 سنة، قضيت 60 عاما سائقا للحنطور بدأتها باستقلال حنطور يمتلكه أحد "المعلمين" الذى كان يمتلك كثيرا ويعطى لى الحنطور أكن سائقا له مقابل أجر يومى وما يأتى من المال يكن لصاحب الحنطور وبعد سنوات من العمل تمكنت من شراء حصان وعربة حنطور وكانت هذه أسعد لحظة فى حياتى لا أنساها أبدا وظللت هكذا كلما تهالكت عربة الحنطور قمت بتجديدها وكلما أجهد الحصان بعته وقمت بشراء غيره واستمريت بمهنتى على مدار 60 عاما رأيت فيهم لحظات سعيدة وأوقات صعبة لكنى فى النهاية أعشق مهنتى ولا أستطيع العمل بغيرها.
ولفت عم رجب الى أن مهنته تغيرت كثيرا عن أيام زمان ففى الماضى كانت الوسيلة الرئيسية للإنتقال فى شوارع المدينة وبين المدينة والقرى القريبة كان زبائنه يصطفون ويختار من بينها من يراه أنسب لإستقلال الحنطور ومن يراه يعرف قيمة العربة وسيحافظ عليها أكثر وكان الراكب "صاحب مزاج" على حد قوله، لا يعكر صفوه شئ يسير فى شوارع المدينة مستقلا الحنطور ويردد أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حتى يصل للمكان الذى يرغبه.
أما الآن الأمر تغير كثيرا وأصبح راكب الحنطور نادرا وأًصبح الجميع يفضل التاكسى والسيارات السريعة ولكنه رغم هذا التغير ورغم غلاء المعيشة لا يستطيع أن يترك "كاره" أبدا لا يتخيل نفسه بعد هذا العمر فى مهنة أخرى ويصر على الخروج فى صباح كل يوم الى مكانه الذى اعتاد الوقوف فيه ينتظر زبونه الذى ما زال يحب إستقلال الحنطور من فترة لأخرى ويطلب منه توصيله لأى مكان يريده ثم يمنحه ما يحلو له من المال وعم رجب لا يناقشه.
وعن أجرة توصيلة الحنطور فى الوقت الحالى أكد عم رجب أنه لا يوجد تعريفة محددة لركوب الحنطور وهو قرر أنه فى هذا السن لن يناقش الزبون حول المال ولن يطلب منه المزيد أبدا فما يمنح له من المال يرضى به سواء قليلا أم كثيرا مقابل أن يحفظ الود بينه وبين زبونه الذى ما زال يأتى إليه.
ويؤكد عم رجب أن لديه 9 أبناء منهم 5 شباب تزوجوا ويعملون فى مهن مختلفة ولكنه يرفض ترك عمله ليرتاح كما يطلب منه أبناءه ويصر على الاستمرار فى عمله حتى آخر يوم فى عمره.
وعن علاقة عم رجب بالحصان أكد أنه معه منذ 10 سنوات ويعتبره ابن من أبناءه يطعمه ويقوم بشراء طعام الحصان قبل طعامه.
وعن علاقة عم رجب بالتكنولوجيا فهى تتلخص فى هاتف صغير من الإصدارات الاولى من الهواتف المحمولة يكتب رقم الخط الملحق به فى ورقه بمحفظة قديمة فى جيبه ليعطيها لزبائنه عسى أن يطلبه أيا منهم فى أى وقت .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة