لستٌ من هواة مشاهدة التليفزيون، ولكن أحيانًا تقودنى يدى لإمساك الريموت كنترول والتنقل بين القنوات الفضائية، أتابع كل قناة لدقائق تعد على أصابع اليد الواحدة، وللأسف فى إحدى هذه المرات وقعت عينانى على فاصل إعلانى فى فضائية ليست من الفضائيات الشهيرة أو الفضائيات المتخصصة فى محتوى بعينه.
الإعلان الذى جذبنى لا لقوة تصويره ولا فكرته الرائعة ولكن لحجم المأساة فى الإعلان الذى يبدو وكأنه برنامج تليفزيونى به مذيع يعرض مشاكل ومعاناة المواطنين فى إحدى القرى أمام المسئولين فى المحافظة التابعة لها القرية، ولكن طريقة عرض المشكلة التى يعانى منها بطل الإعلان "المواطن" ومناشدته لأهل الخير فقط وليس المسئولين تؤكد القصد الحقيقى من وراء هذا الفاصل "التسولى"، حتى أنهم يعنونون الفاصل الإعلانى باسم يحمل فى مضمونه كلمة "الخير".
تعمدت الإبقاء على القناة لساعات متواصلة، ووجدت أنها فى كل فاصل تغير الشخصية التى تحتاج لمساعدة أهل الخير، وفى كل مرة تتفنن الشخصية فى استعطاف المشاهدين وحثهم على مساعدتها فى أسرع وقت ممكن "يا تلحقونا يا متلحقوناش"، مع رفع وخفض نبرة حدة الاستعطاف هذه مرة، وإقحام اسم الله ورسوله مرات أخرى، ثم يلتقط المذيع المغمور طرف الحديث ليستكمل مناشدة أهل الخير ويذكرهم بأرقام التليفونات التى يمكنهم التواصل عليها للتبرع للحالة.
لو كان الهدف من هذه الفواصل الإعلانية نبيل ومساعدة المحتاجين والمرضى لوجه لله – كما يزعم مقدموها – فلماذا لا يوجهون مناشداتهم هذه إلى المسئولين مباشرة إلى جانب مساعدات أهل الخير، ولماذا لا يكون ذلك بشكل منظم وليس كأن يكون هناك موعد ثابت للبرنامج يوميًا أو أسبوعيًا، ولا يكون على شكل الفواصل الإعلانية هذه.
أتمنى أن تفتح الهيئة الوطنية للإعلام تحقيقًا موسعًا فى كيفية بث هذه القنوات إرسالها ونوعية المحتوى الذى يتم تقديمه للمشاهدين، وما إذا كانت هذه الإعلانات لوجه الله كما يزعمون أم أنها مدفوعة الأجر أو بنسبة من التبرعات، وهنا تكون الكارثة باستغلال المحتاجين والمرضى فى التسول والسرقة العلنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة